روناهي/ الرّقّة ـ استطاعت لجنة المَرأة التّابعة لمجلس الرّقة المدني تحقيق العديد من المُنجزات والمَشاريع الاقتصادية التي تخفف العبء عن المرأة في ظلِّ الظّروف التي تمر بها المنطقة؛ وبخاصةً النّساء ذوات الدّخل المحدود والأرامل والمطلقات؛ وكان ذلك في أواخر عام 2019 تزامناً مع دخول العام الجديد.
بِهدف تقديم الدّعم المادي والمعنوي لكافة النّساء بمدينة الرّقّة وأريافها؛ قامت لجنة المَرأة بتقديم المُساعدات الإنسانية كالمستلزمات الإغاثية والغذائية وعدد من الأواني المَنزلية بحسب الإمكانيات المتوفِّرة لديها، ومن أجل أن تشعر النّساء بوجود من يهتم بهنّ. فقامت اللجنة بجولات ميدانية على المناطق الريفية للاطّلاع على أوضاع المرأة الريفية، حيث كانت تلك الجولات على مراحل ومنها: الرّيف الشّمالي ومن ثم الرّيف الجّنوبي، وكان ذلك من أجل الوصول إلى النساء كافة اللواتي هن بحاجة ماسة لتلك المساعدات وبخاصة النّساء من ذوات المحدود والأرامل والمطلقات جراء الحرب التي شهدتها المنطقة.
في إحدى الزيارات التي قامت بها لجنة المرأة بمجلس الرّقة المدني وللاطلاع على أحوال النساء ذوات الدخل المحدود والنازحات في عدة مناطق متفرقة بأرياف الرقة؛ بادرت اللجنة وفي خطوة أولى من نوعها بتقديم جملة من المساعدات الإنسانية لتلك النساء؛ وعليه؛ عملت إحصائية لهؤلاء النّساء وبدأت بتقديم مد يد العون لهن ومساعدتهن. ولمعرفة المزيد عن أحوالهن ومن خلال الزّيارات كشفت اللجنة بأنّ غالبية هذه الأرياف متواجد فيها بكثافة النساء ذوات الدخل المحدود، واللواتي ليس لديهن أي معيل لتأمين مصدر دخل للحياة اليومية؛ وبخاصةً بعد تكاثف النزوح الهائل بالمنطقة، والنساء اللواتي كن ضحية هذه الحرب التي دارت رحاها بمعظم مناطق الشمال السوري وعلى أساس هذا تم تقديم المساعدة وتوفير الاحتياجات اللازمة لهنّ.
ووجدت اللجنة أن نسبة النساء من ذوات الدخل المحدود والنازحات تجاوزت الـ 80% وبخاصة في المناطق الريفية كالريف الشمالي: “مزرعة بدر، القحطانية، واليرموك”، فإنها بادرت بناء على رغباتهن بتوزيع مساعدات متنوعة والتي تتضمن (دواجن ومستلزماتها)، وإعطائهن طُرق التّدريب للعمل في هذه الدّواجن، وبلغ عدد النّساء اللاتي تم التوزيع عليهنّ 600 امرأة وجميعهن مُتواجدات بتلك المناطق.
كما وقامت أثناء زياراتها للرّيف الجنوبي بإحصائية عدد النساء اللواتي هن بحاجة ملحة بتقديم نوع أخر من المساعدات؛ حيث بلغ عددهن 150 امرأة وتم توزيع مواد غذائية لهن؛ وتتضمن أجبان وألبان وبكمية تقدر بـ 400 كغ؛ بقيمة مليون ليرة سورية، وتضمنت مرحلة التّوزيع على دفعتين، بالإضافة إلى توزيع 300 سلة نحل في منطقة كسرة فرج؛ وكان ذلك بناءً على رغبات هؤلاء النساء.
وعن هذه المساعدات التي تم توزيعها؛ أجرت صحيفتنا لقاءً مع إدارية لجنة المرأة في مجلس الرّقة المدني فيروز خليل التي أكّدت قائلة: “في ظلّ الحرب وشنّ الهجوم التّركي على مناطق الشّمال السّوري كان هناك عدد هائل من النّزوح في المخيمات المتواجدة على أطراف المدينة، حيث شهدت مدينة الرقة حالة من النزوح لتلك النساء لم يكن هناك إمكانيات بالفترة الأولى من أجل مساعدتهن. لذلك؛ قمنا بنهاية عام 2019 وبالتّنسيق مع مركز ماراسيا الخيري؛ الذي يعمل تحت إشراف لجنة المرأة في مجلس الرّقة المدني؛ وذلك بهدف تمكين المرأة من تأمين قوتها اليومي وبخاصة النّساء اللواتي ليس لديهن شهادة من أجل العمل”.
وأضافت فيروز: “إن الأعمال والمَشاريع الصّغيرة كانت بالتّنسيق مع الجمعيات المدنية والمراكز الخيرية؛ وتحت إشراف لجنة المرأة في مجلس الرّقة المدني. هدفنا هو تخفيف العبء عن المرأة وإعالتها لأبنائها؛ وبخاصة النساء المحدودة الدخل والتي أولادها أو زوجها من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
واختتمت إدارية لجنة المرأة في مجلس الرقة المدني فيروز خليل حديثها بالقول: “سيكون هذا العام مختلفاً عن عام 2019م، سوف يكون لدينا عِدَّة مَشاريع؛ ومنها مركز تسويق للأعمال المنزلية مثل “الألبان والأجبان والمونة”، وفتح مشاريع تَرفع من مستوى المرأة الاقتصادي وتشجيعها على عِدَّة مجالات؛ وتمكينها من العمل بها وتحقق اكتفائها الذّاتي هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى من أجل تأمين قوتها اليومي ودون اللجوء إلى الرّجل”.