سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المرأة في الطبقة تحقق طموحها عاماً تلوَ الآخر..

روناهي/ الطبقة ـ حققت المرأة مكتسباتها واجتازت العوائق المعترضة دربها بإرادتها الحرة؛ ما انعكس إيجابياً على أدائها في إدارة المرأة في منطقة الطبقة بشكل خاص، ومؤسسات الإدارة المدنية الديمقراطية بشكل عام.
تحملت إدارة المرأة مسؤولياتها في مختلف الظروف التي مرت بها المنطقة ومنها رفض العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا فكانت المرأة جديرة في تجاوز العقبات وتداركها بما يلائم العمل وقضايا المجتمع الراهنة.
حيث عبرت المرأة عن فكرها وطبقته في جميع المجالات التي أضحت ناجحة في أصعب القرارات وأحلك الظروف اعتماداً على اللجان التي انبثقت من المهام الموكلة لها والسعي لتقييم الأعمال والإجراءات التي قامت بها.
وللاطلاع على أبرز الأعمال التي قامت بها المرأة خلال هذا العام وما قدمته للإدارة وللمجتمع وأهالي المنطقة في الطبقة من كافة النواحي نبرزها خلال التقرير التالي:
العمل التنظيمي للمرأة في الطبقة
العمل التنظيمي للمرأة في الإدارة بالطبقة شمل: التزمت المرأة بالمهام الواقعة على عاتقها في جميع مجالات الحياة فكانت المرأة المنظمة التي تتابع عملها وتجهد في سبيل تقدم ذلك العمل، وتسعى لخلق نظام لتسيير العمل نحو المزيد من الإنجازات.
خلال العام الجاري تشكلت لجنة تحضيرية للكونفرانس الأول لإدارة المرأة والتي ضمت ممثلات عن إدارة المرأة والإدارة المدنية، حيث عقد الكونفرانس خلال هذا العام تحت شعار؛ “نضال المرأة من أجل الحرية هو نضال لحرية الإنسانية”، وقد وُضِع نظام داخلي لعمل الإدارة والمجالس وانتخبت سبع إداريات وضمت الإدارة أربع لجان وهي؛ “تدريب ـ صلح ـ اقتصاد ـ علاقات”، وبلغ عدد المكاتب أربع مكاتب: “أرشيف ـ ديوان ـ مالية ـ إعلام”.
كما أُعيدت هيكلية المجالس بعد الكونفرانس وبلغ عددها سبع مجالس، وكل مجلس يضم خمس عضوات مع توزيع المهام على العضوات، وتعيين منسقيات لكل مجلس والخطوط ضمن الإدارة المنتخبة، حيث بلغ عدد العضوات في إدارة المرأة والمجالس /60 /امرأة.
عمل اللجان خلال السنة..
وقد عملت إدارة المرأة ضمن اللجان التي وردت كالتالي: أولاً: “لجنة التدريب”؛ وتقوم هذه  اللجنة بزيارة للبيوت وتوعية المرأة والنقاش مع كل امرأة في الطبقة والتعرف على نساء المنطقة من مقيمة ووافدة، وتعريف النساء بإدارة المرأة وعلى أهمية دور المرأة في جميع المجالات، وقد بلغ عدد الزيارات إلى الإدارة حوالي 3058 زيارة، حيث كان هناك إقبال من النساء بشكل واضح، وهذا يؤكد على أن المرأة تسعى جاهدةً لتفعيل دورها والتخلص من العادات والتقاليد البالية في المجتمع. كما قامت الإدارة بعقد ندوات خاصة وقد بلغ عددها 129 ندوة تتضمن مقاومة المرأة، التي تحدثت عن مقاومة ليلى كوفن، ومخاطر النت والنقاب بالإضافة لمواضيع تخص الحملات التي قامت بها إدارة المرأة بالطبقة، وأيضاً إعطاء دروس التوعية للعضوات في الإدارة والمجالس حول العمل الإداري بشكل أسبوعي ودائم، وكذلك تقديم دروس فكرية في أكاديمية المرأة وكل هذه النشاطات كانت بهدف تعريف المرأة بذاتها لتعرف حقوقها وواجباتها، ولتتحمل مسؤوليتها تجاه بناء مجتمعها.
ثانياً: “لجنة العلاقات”؛ تقوم هذه اللجنة بمتابعة عملها بزيارات متكررة لوجيهات العشائر محاولةً من خلال ذلك تفعيل دور وجيهة العشيرة في إبداء رأيها وتفعيل دورها وتعريفها بعمل المرأة وإدارات المرأة وقد وصل عدد الزيارات إلى وجيهات العشائر إلى 27 زيارة.
وكذلك المشاركة في عقد ملتقى لوجيهات العشائر من جميع المناطق المحررة؛ “الطبقة، الرقة، دير الزور ومنبج  تحت شعار ” توحدنا انتصرنا سنقاوم لنحمي …لا للاحتلال التركي / وقد حضر هذه الفعالية أكثر من 1000 امرأة، ومن ثم تمت دراسة الطلبات والشكاوي المقدمة خلال الملتقى.
وكما شاركت المرأة في عقد منتدى حواري لمدة يومين تحت شعار؛ “المرأة في زمن الصراع واقع وآفاق”؛ الذي استمر لمدة يومين، حيث تضمن المنتدى أربع محاور حول معاناة المرأة، بالإضافة لاستقبال الوفود في المناسبات الرسمية.
ثالثاً: لجنة الاقتصاد؛ حيث تم تفعيل بيت المونة والعمل على صنع المنتجات والمساهمة في مشاريع زراعية في “صايكول والصفصافة والحمام”، وتقييم هذه المشاريع والعمل على دراسة مشاريع تخدم المرأة وخاصةً المرأة التي تكون بحاجة لها.
رابعاً: لجنة الصلح؛ وتقوم اللجنة بمتابعة القضايا التي تم تحويلها إلى المحكمة وحضور القضايا ذات الصلة بالمرأة في المحكمة وحضور الاجتماعات الأسبوعية في ديوان العدالة الاجتماعية، والعمل على القضايا المقدمة إليها وقد بلغ عدد القضايا خلال السنة1120 قضية حل منها 775 قضية وحول إلى المحكمة عدة قضايا وصلت لحوالي 149قضية.
وهناك متابعة للقضايا في لجان الصلح التابعة لمجالس المرأة على الخطوط الأربعة، كما عمل على ترشيح ثلاثة عضوات من الطبقة والخطوط الأخرى للعمل في المجلس المدني لتشكيل كومينات محلية، حيث تقوم العضوات من إدارة المرأة على تقييم المرأة المرشحة في الكومينات، والتعريف بدور المرأة وأهمية عملها من أصغر خلية وهي الكومين مع تفعيل دور المرأة ضمن اللجان التابعة للكومين، وتشجيع المرأة على ممارسة عملها والتخلص من الذهنية الذكورية، وكما تعمل على إعادة هيكلة الكومينات كل ستة أشهر بالإضافة إلى المجلس المدني.
أعمال المرأة المتنوعة والفعّالة
وعن أبرز أعمال المرأة الأخرى المتنوعة والفعالة في المنطقة خلال العام الجاري هي افتتاح دورات تدريب المرأة على السلاح في المنطقة وأخرى عن الإسعافات أولية. والتحاق العضوات بدورات أكاديمية مغلقة ومفتوحة، والأخيرة كانت بسبب ظروفهن الخاصة لعدم القدرة على الالتحاق لأكاديمية مغلقة، وبلغ عدد المتدربات 60 متدربة من إدارة المرأة ووصل عدد المتدربات بشكل عام 153 متدربة بالإضافة لافتتاح دورات تقوية ثانية للجان /الصلح ـ تدريب ـ العلاقات/.
وأيضاً في هذا العام أثبتت المرأة أنها متضامنة مع كافة نساء العالم فقد قامت بحملة بمناسبة الثامن من آذار الذي يعتبر اليوم العالمي للمرأة تحت شعار؛ “بمقاومة المرأة تزدهر الحياة ويندحر الإرهاب”، حيث شملت الحملة بيانات وندوات وتوزيع منشورات وتزيين المدينة باللافتات، وإقامة حفل لأطفال القرى، وفتح خيمة للتراث الفراتي مع تقديم عروض للتراث وتوزيع دروع وهدايا للنساء في الإدارات والمؤسسات، والعمل على زرع الحدائق وتشجيرها وإشعال الشموع مع زوجات الشهداء وأمهاتهم، ترسيخاً لدور المرأة الريادي في المجتمع.
وأيضاً افتتح مجلس للمرأة على خط البو عاصي بتاريخ 11/ 4/2019م، وبدء دورات تدريب للعضوات لمدة 15يوم، وتم تشكيل مجموعة لزيارة الرفاق المضربين عن الطعام فضيلة وناصر من المناطق المحررة في الطبقة والرقة ودير الزور ومشاركة عضوة من منطقة الطبقة وتكريمهن على صمودهن وإصرارهن، بالإضافة لتعيين عضوة من لجنة الصلح لمجلس عدالة المرأة لشمال
وشرق سوريا، وتعيين ثلاث عضوات لمجلس المرأة في شمال وشرق سوريا وتعيين عضوة منسقية لمنطقة الطبقة.
ولحماية المكتسبات التي حققتها المرأة بعد ثورة روج آفا والشمال السوري وللقضاء على كافة أشكال العنف الذي يتعرض لها مجتمعنا من الحرب الخاصة التي تُمارس من خلال زواج القاصرات وتعدد الزوجات، والحبوب والمخدرات والعديد من الأمراض الاجتماعية التي كان سببها الفوضى التي عمت في سوريا، وبالأخص المدن المحررة بعد سيطرة مرتزقة داعش عليها وما تركه من إرث وأفكار متطرفة تم القيام خلال هذ العام بحملة؛ “توحدنا انتصرنا سنقاوم لنحمي لا للاحتلال التركي”؛ وتضمنت إلقاء بيانات وإقامة خيم اعتصام لمدة ثلاث أيام وزيارة خيم الاعتصامات في المناطق الأخرى والمشاركة في الوقفة التضامنية على الحواجز والوقفة الاحتجاجية على المعبر في منبج وإلقاء بيانات بهذا الخصوص والمساهمة في زيارة مناضلات وحدات حماية المرأة، وأسايش المرأة ودعمهم، والمشاركة في ملتقى وجيهات العشائر وإقامة ندوات عن خطورة الاحتلال التركي، وتضمنت هذه الحملة مشاكل اجتماعية وزواج قاصرات وتعاطي المخدرات وعواقب أضرار النت والتسول، وتضمنت بيانات واجتماعات لشرح الوضع السياسي ومسيرة لوقف زواج القاصرات وتشكيل لجنة لعمالة الأطفال ولجنة تخص حالات التسول وتوزيع المنشورات وإقامة زيارات توعية للمنازل وتعليق لافتات بالشوارع ووضع ملصقات على السرافيس وتحديد حلقات عن عمالة الأطفال وزواج القاصرات ومن خلال هذه الحملة تم التركيز على مشكلة زواج القاصرات والتوعية بما يخص ذلك من عمالة الأطفال وتسول النساء، كما عمل على “إعادة ستة أطفال إلى المدارس”.
وبهدف زيادة الوعي العام حول العنف الممارس ضد المرأة، وكذلك الرفع من وضع السياسيات والموارد المخصصة لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم نظمت إدارة المرأة المسيرات في مناطق متفرقة في الرقة والطبقة ودير الزور لمناهضة العنف ضد المرأة، وأيضاً القيام بحملة تحت شعار؛ “بمقاومة هفرين سنحطم الاحتلال والفاشية”، لمناهضة العنف ضد المرأة وشملت بيانات وندوات مع عرض سنفزيون وتعليق لافتات ومنشورات وبيان لدار المرأة مع ذكر نسبة النساء المعنفات، والمشاركة في حلقة حوارية تحت عنوان؛ “العدوان التركي ينتهك أراضينا كفاكم صمتاً واسمعوا معاناتنا”، والمساهمة في التعريف بمناهضة العنف والمشاركة في برامج حول مخاطر الغزو التركي للأراضي السورية، ولعب دور فعال في جمع التبرعات وتسليمها للنازحين والمهجرين.
ولم تكتفِ إدارة المرأة بالطبقة بذلك خلال هذا العام بل قامت أيضاً بمعرض للأعمال اليدوية في الإدارة، وذلك لتفعيل المواهب النسوية وعرضها. ووضع قانون الإجازات في الإدارة ومنح إجازات أمومة للعضوات لمدة ثلاثة أشهر لحثهن على أن المرأة قادرة على أن تكون أم بالتزامن مع قيامها بعملها، كما تم فتح بيت لحماية للمرأة.
أبرز الفعاليات التي شاركت فيها المرأة بالطبقة..
المرأة في  الطبقة خلال هذا العام شاركت في العديد من الفعاليات والتي أثبتت أهميتها على كافة الأصعدة في المجتمع ومنها: “كتابة رسائل للقائد في مناسبة عيد ميلاده وكتابة رسالة للمناضلة ليلى كوفن. والقيام بمسيرات للمرأة ضد الاحتلال التركي وزواج القاصرات ومقاومة عفرين ومناهضة العنف ودعم المناضلة ليلى كوفن. وتم إقامة خيم اعتصامات بشأن التهديدات التركية الفاشية وتأييداً لإضراب ليلى كوفن.
كما أقيمت أمسية شعرية خاصة بالمرأة وتكريمهن في نهاية الأمسية لتشجيع مواهب المرأة وعدم ضياعها، والقيام بفعالية نثر الورود في النهر مع إلقاء قصيدة عن صمود أهالي عفرين. وأيضاً القيام بفعالية عيد النوروز المشترك في الطبقة والرقة ودير الزور لترسيخ مبدأ أخوّة الشعوب والعيش المشترك.
وعلى الصعيد العام قامت إدارة المرأة في الطبقة بإحياء ذكرى الشهداء مثل؛ الشهيدة آفيستا خابور مع تقديم قصيدة عن مقاومتها. والاحتفال بالذكرى السنوية الثانية لافتتاح إدارة المرأة وذلك من خلال استقبال الزائرين من جميع المؤسسات وشرح عمل الإدارة على مدار السنتين. ومساعدة الهلال الأحمر الكردي في علاج المرضى. وفتح خيمة تعزية للمناضلة هفرين خلف في إدارة المرأة.
المرأة في شمال وشرق سوريا بشكل عام، وفي الطبقة بشكل خاص من خلال قيامها بكل هذه النشاطات والفعاليات والأعمال الهامة تؤكد بأنها لن تخضع وتستسلم لسياسات القتل أو التهميش وحين تعرض أحداهن مثل الشهيدة هفرين خلف للاغتيال من قبل المحتل التركي ومرتزقته من الجيش الوطني السوري وداعش والنصرة فأن آلاف النسوة سيسرن على طريقها، وإن كان الهدف من ذلك زرع الرعب في قلوب النساء أو التسلط عليهن فقد فشل مخططهم الدنيء منذ البداية لأن المرأة في شمال وشرق سوريا كانت وستستمر عاماً بعد آخر في تحقيق ذاتها، لتؤكد أنها قادرة على تقرير مصيرها ودخولها لكافة المجالات، وإن أخفقت مرة فهي تستمد قوتها من فكر الأمة الديمقراطية ونضالها ومقاومتها الحرة لتتعلم من أخطائها وتحولها إلى مصدر قوة لتنطلق عبرها من جديد وبشكل أقوى في العام القادم.