ولاء الناجي: “سنستمر في المقاومة ضد الاحتلال التركي مهما كانت التضحيات”

حوار/ مصطفى الخليل –

أكدت الناطقة باسم المرأة في الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة ولاء الناجي أنّ المرأة في شمال وشرق سوريا واعية ومدركة لحجم الأهداف التركية ولن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يحدث في مناطق شمال سوريا كافة، وأضافت: “سنستمر في نضالنا من أجل أرضنا وحريتنا ومشروعنا في أخوّة الشعوب“.

لعبت المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا دوراً هاماً في تاريخ المنطقة، وتغيير الواقع السياسي والعسكري والإداري، بخاصة بعد قرار المرأة في شمال وشرق سوريا في الدخول إلى جانب بقية القوى الثورية في محاربة مرتزقة داعش وتخليص المنطقة من ظلم وانتهاكات وجرائم المرتزقة.

وتستمر في المقاومة ضد المحتل التركي الذي يستهدف في الدرجة الأولى جميع شعوب المنطقة، وكسر إرادة المرأة الحرة في المنطقة التي استطاعت أن تحدث ثورة في تغيير واقع المنطقة، وطرد مرتزقة داعش منها. هذه المواضيع وبعض المواضيع الأخرى كانت محور الحوار الذي أجرته صحيفتنا مع الناطقة باسم المرأة في الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة ولاء الناجي وجاء الحوار على الشكل التالي:

ـ ما موقف المرأة من احتلال تركيا للعديد من المدن في شمال وشرق سوريا على ضوء العدوان والاحتلال الأخير؟

بعد أن تم تحرير مناطق شمال وشرق سوريا من مرتزقة داعش وإرهابهم، وتحقيق النصر على داعش الإرهابي المعروف بوحشيته، بفضل دماء الشهداء التي أثمرت عن تحقيق النصر، وجعلت من المنطقة آمنة ومستقرة. بعد هذا الأمان والاستقرار عمدت دولة الاحتلال التركي إلى البدء بتنفيذ أطماعها ونواياها المبُيّتة في احتلال الشمال السوري، حيث أدخلت قطعان مرتزقة الجيش الوطني لتحقيق الأهداف والأطماع التي تمتد لمئات السنين في المنطقة، وتغيير ديمغرافيتها وتهجير سكانها الأصليين لتوطين غرباء فيها. وإعادة سيناريو لواء إسكندرون المسلوخ من الأم سوريا. المرأة في شمال وشرق سوريا واعية ومدركة لحجم الأهداف التركية ولن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يحدث في مناطق شمال سوريا كافة، بل رفعت صوتها منددة بهذا العدوان السافر وانتهاك سيادة الأراضي السورية والطمع بخيراتها.

ـ شاهدنا جميعاً مشاهد القتل والتمثيل بالجثث وتعذيب النساء من قبل مرتزقة جيش الاحتلال التركي؛ على ماذا تدل هذه الوحشية تجاه المرأة؟

العالم كله يعلم أن المرأة لعبت دوراً كبيراً في دحر الإرهاب ومرتزقة داعش وهزيمته في الرقة والطبقة ودير الزور وغيرها من مناطق شمال وشرق سوريا، في حين كانت تركيا بوابة عبور لمرتزقة داعش وأساس مشروعها وتحاول أن تبث من خلاله الرعب في صفوفهن وإرجاعهن إلى زمن العبودية والتبعية. ولكن؛ دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها تتبع سياسية بث الفيديوهات التي تمثل العنف والإرهاب ضد المرأة؛ لكسر إرادتها الحرة وعزيمتها وزرع الخوف في نفسها، للعدول عن مواصلة درب النضال والمقاومة والوقوف كحجر عثرة في طريق مشروعها التحرري. ولكننا؛ كنساء في شمال وشرق سوريا سنواصل التقدم والمحافظة على المكتسبات التي تحققت بدماء الشهداء وسنسير على درب النضال والمقاومة ضمن صفوف وحدات حماية المرأة. ونحن عازمات على المضي في تحقيق أهدافنا كاملةً، في السياسة والإدارة من أجل تحقيق أهداف مشروع المرأة في الحرية، والحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً على كامل التراب السوري.

ـ الكل يعرف مدى مشاركة المرأة في مقاومة الكرامة بصفوف وحدات حماية المرأة، ما هو دورها الحقيقي في التصدي للعدوان التركي؟

أظهرت المرأة في شمال وشرق سوريا مقاومة تاريخية، وأعطت مثالاً للعالم يُحتذى به وقطعت أشواطاً في نضالها ضد القوة الظلامية التي مرت وتمر بالمنطقة، وفي هذا المجال أثبتت وحدات حماية المرأة صمودها وشجاعتها على الجبهات، بكل إرادة وعزيمة. وعلى هذا النهج التحرري ستواصل المرأة نضالها للحصول إلى ما تهدف إليه.

ـ انتصرت المرأة خلال معارك التحرير على مرتزقة داعش، ما مدى ثقتكم بأن المرأة ستنتصر على الفاشية التركية؟

خلال مسيرة نضال المرأة؛ اثبتت أن المرأة صاحبة الإرادة الصلبة وأن لا شيء مستحيل أمام عظمة طموحها، ورغبتها في كافة مجالات الحياة، فالحرية لديها بدأت بتلك الرصاصة التي دحرت مرتزقة داعش في أخر معاقله بالباغوز، ومنها بدأت مرحلة النضال ضد الفاشية التركية، وستكون ثمرة إراداتها رصاصة تنهي الاحتلال التركي، وتنتصر الإدارة الذاتية وتشارك المرأة في بناء سوريا الموحدة تجمع الشعوب السورية وتعميم نموذج الإدارة الذاتية على مناطق الشرق الأوسط كافة.

ـ لم يقتصر نضال المرأة على المجال العسكري، بل شاركت في المقاومة الشعبية الرافضة للعدوان التركي، هل دخلت المرأة بذلك مرحلة النضال الثوري؟

كما دافعت بنادق وحدات حماية المرأة على خطوط الجبهة الأمامية لدحر الفاشية والوحشية التركية ضد الشعوب السورية، كانت هناك نساء في الخطوط الأمامية ضمن صفوف المجتمع والمؤسسات؛ يعلمن على تنظيم صفوف المرأة وتوعيتها وتدريبها؛ لتكون سلاحاً من نوعاً أخر يساعد على إحباط مخططات الدول الطامعة في أراضي سوريا. فتنظيم المرأة بالمجتمع المدني يساهم في التصدي للحرب الخاصة التي تمارس على المجتمع والوعي لما يحدث حولنا ويجعلها أكثر جهوزية للتصدي لأي تهديد على المنطقة.

ـ في المجال السياسي كان التمثيل السياسي حاضراً مثل إلهام أحمد، ما مدى نجاح المرأة في هذا المجال؛ علاوة على المجال الدبلوماسي وإحباط مخططات دولة الاحتلال التركي؟

منذ التاريخ أظهرت المرأة حنكة في السياسة وكانت صاحبة قرار تركت بصمة للعالم، بأنها تنجح دائماً وبطبيعتها المحبة للسلام والحرية والأمان والاستقرار على عكس الذهنية الذكورية في القيادة التي تمتاز بالعنف والدموية في أكثر الأحيان. ولا شك بأن لنا الفخر أن نسير على خطى إلهام أحمد التي حققت في جولتها السياسية الكثير من الأهداف، وإيقاف العدوان التركي وحشد موقف عالمي وإيصال صوت شعوب شمال وشرق سوريا للعالم وبخاصة صوت النساء السوريات اللواتي عانين من ويلات الحرب، ولاقت زياراتها استحساناً في المحافل الدولية ويعد ذلك خطوة هامة في طريق بناء سوريا الديمقراطية ودور هام في حل الأزمة السورية.

ـ الشهيد هفرين خلف ناشطة سياسية وامرأة مناضلة استهدفها الجيش التركي ومرتزقته، هل تمثل هذه الشهيدة شخصية المرأة السورية المناضلة؟

المناضلة هفرين خلف تمثل روح المرأة المناضلة في شمال وشرق سوريا، وكانت ضحية لما يحصل من أحداث حولها إلى أن أخذت قراراً في إيقاف ما يحصل من تعديات على بعض شعوب المنطقة، وهذا كان خيار الشهيدة هفرين خلف. إذ؛ أنها آثرت على نفسها أن تكون في هذا الطريق الشاق. وهي تمثل أيقونة ورمزاً لنضال المرأة الحرة في شمال وشرق سوريا، وتسليط الضوء على دورها في الأنظمة السلطوية التي حاربت المرأة بشتى الوسائل القذرة، وبخاصة في الجانب السياسي الذي يعد الخيار الأفضل في حل الأزمة السورية، حيث حملت الشهيدة هفرين خط المحبة وأخوّة الشعوب والعيش المشترك والحياة الندية، وعملت على نشر تلك المبادئ في المجتمع كشكل من أشكال المقاومة، والجريمة البشعة التي ارتكبت بحقها من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، حيث كان الهدف منها كسر مقاومة المرأة في شمال وشرق سوريا.

ـ ما هي رسالة نساء شمال وشرق سوريا لنساء الداخل السوري ونساء العالم؟

تسع سنوات من المقاومة هزت العالم، وغيّرت الكثير من المفاهيم الخاصة بالمرأة أوجدت أحكاماً وفرضت مبادئ كانت مغيّبة عن المرأة قبل ثورتها في شمال وشرق سوريا التي أخذت طابعها وتلونت بألوانها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، ليس فقط في شمال وشرق سوريا، بل في كافة أرجاء سوريا والعالم. وعلى جميع النساء السوريات أخذ دورهن فيما يحدث من انتهاكات ويجب أن تقف إلى جانب قضية المرأة في شمال وشرق سوريا؛ كون الهدف مشترك وهو وحدة سوريا وتجاوز الخلافات والتقدم في مجالات الحياة كافة، ولنساء العالم أقول إننا سنناضل من أجل أرضنا وحريتنا ومشروعنا في أخوّة الشعوب.

ـ هل ستستمر المرأة بالطبقة في نضالها الشعبي خلال الفترة القادمة في وجه العدوان التركي؟

أشكال الطغيان والظلم الذي مورس على المرأة في الطبقة خلال الفترة الماضية كان حافزاً لها لتنظم نفسها وتذهب باتجاه النضال الثوري؛ لتنهض بواقعها وترتقي بحريتها وإرادتها. وما قدمه لها مشروع الأمة الديمقراطية ضمن مشروع الإدارة الذاتية التي عملت على ترسيخ النظام الأيكولوجي والديمقراطي وحرية المرأة واعتماد نظام الرئاسة المشتركة كنظام في إدارة المجتمع، كل ذلك يعتبر حافزاً للمرأة في الطبقة للاستمرار في النضال للمحافظة على المكتسبات التي حققتها المرأة فيها وفي عموم شمال وشرق سوريا.