في التاسع من الشهر الجاري قامت أمريكا بإفساح المجال للاحتلال التركي بشن هجومها الغاشم على شمال وشرق سوريا المسالم، الذي عاش منذ فترة بإخاء ومحبة وأمان، ولكن سرعان ما كان الرد على هذا السلام موجعاً ومأساوياً بشكلٍ لا يصدق، فلم تمر سوى عدة أيام على الهجوم التركي الفاشي حتى أن خلت بعض المناطق من سكانها لخوفهم من جرائمهم البشعة بحق الإنسانية وعدم الالتزام بأي قانون دولي، فبطش مرتزقتهم لا يرحم طفلٍ أو مسناً أو امرأة، وخطط هذا الاحتلال جهنمية تستهدف إلى زعزعة أمان وسلام المنطقة برمتها وتهجير السكان وتشريدهم، ومن أكثر المناطق التي تعرضت للخراب مدينة “سري كانيه وتل حلف” التابعة لها، ولكن لم يسمح أبطال قوات سوريا الديمقراطية من التغلغل البري أخلاقياً مدنيين عزل، وكان لنا لقاء مع أحد العوائل النازحة من سري كانيه، الهاربين من الهجوم التركي المرتزق، وقد حدثتنا السيدة “نالين الأحمد”، من سري كانيه قائلة:( نحن لم نخرج من منازلنا لنتركها للأتراك المحتلين نحن خرجنا عمداً لنحافظ على حياة أبنائنا وشرف بناتنا، فالاحتلال التركي ومرتزقة ما يُسمى بالجيش الحر ينتهكون أعراض الناس بلا رحمة ولا شفقة، ويرفعون أعلام الإسلام ولكنهم بالحقيقة يزيفون الحقيقة ولا يمتون للدين الإسلامي بشيء).
الحق سيعود إلى أصحابه لا بد:
وأكملت السيدة نالين وعينها تغرغران بالدمع:( بناتي لم يكملوا دراستهن بعد أعمارهن لا تتجاوز الحادي والعشرون لا أعلم كيف سنضمن لهم حياة كريمة ونحن هنا، لا نعلم متى ستهدأ الأوضاع ونعود إلى ديارنا، لقد عانينا من نكساتٍ عدة وكأن المنطقة مقدمة للمرتزقين على طبقٍ من ذهب دون تحريك ساكن من أي دولة عالمية، اتمنى النصر لقواتنا وأبطالنا الشرفاء ولا بد أن يطلع شمس الحق والحرية مهما طال الزمن). هكذا اختتمت السيدة “نالين الأحمد” حديثها، أنها أمٌ لأبنتين وتقطن الآن في قامشلو عند أقاربها إلى أن تهدأ الأوضاع في سري كانيه، وباقي مناطق شمال وشرق سوريا نتمنى أن يصل صوت ألم الأطفال النائمون في البراري الذين لم يستطيعوا النجاة ولا يمتلكون أي مأوى ليحتموا به من حر النهار وبرد الليل إلى العالم والجهات المعنية لتعود مناطقنا إلى ما كانت عليه.
