دبس البندورة … مؤونة الشتاء

تقرير/ مصطفى سعيد –

روناهي/ الطبقة – في فصل الصيف يبدأ الأهالي في الطبقة بالتحضير للشتاء وبخاصة إعداد المونة؛ كون الشتاء فصل طويل ويقلُّ فيه الكثير من المواد الغذائية. لذا؛ يؤمن هذا النقص من خلال المؤونة في فصل الصيف وبخاصة المكدوس ودبس البندورة والفليفلة والمربى، وتجفيف التين والعنب والمشمش والمخلل وكذلك دبس البندورة، ففي هذه الفترة يقوم النساء بصنع دبس البندورة بسبب توفُّر البندورة في الأسواق ورخص أسعارها، فتنخفض أسعارها في أسواق مدينة الطبقة من 50-30 ل.س وتتسابق النساء للاستفادة من أسعارها الرخيصة وحرارة الشمس في هذه الأوقات من السنة.
وللبندورة قيمتها الغذائية العالية بما تحتويه من أملاح وفيتامينات وأحماض عضوية، ولها أصناف محلية متعددة يسمى كل صنف بحسب المنطقة التي يزرع فيها، وتنجح زراعتها في مختلف أنواع التربة وبخاصة على ضفاف الفرات بسبب توفر المياه والأراضي الزراعية الخصبة، إضافةً إلى حضورها القوي في الاستهلاك الطازج.
وطريقة تحضير دبس البندورة على الشكل التالي وهذه المهمة تقوم بها النساء في المنازل كافة، حيث يتم اختيار ثمار البندورة الحمراء الناضجة ووضعها في سلال كبيرة وفيها تغسل بشكل جيد ومن ثم يتم تقطيعها إلى قطع متوسطة ووضعها في أوان ٍمعدنية أو بلاستيكية وضعها تحت الشمس لمدة يوم، وتتعاون النساء على عصرها يدوياً وذلك من خلال مصفاة مخصّصة لهذا الغرض تُسمَّى المصفاة حتى يُصفَّى ماء البندورة من جميع البذور الموجودة فيه عن طريق المنخل، للحصول على سائل البندورة مصفى أحمر اللون لا يحتوي على القشور والبذور.
وبعد ذلك يوضع سائل البندورة في أوان ٍمعدنية كبيرة مسطحة تحت الشمس، فيتعرَّض السائل المصفى لحرارة الشمس عدة أيام لتخليص السائل من الماء ويبقى الدبس على شكل معجونة ومن ثم يحفظ دبس البندورة في الحالتين في أوان ٍزجاجية محكمة الإغلاق، حيث تُحافظ على طبيعتها لأكثر من سنة، بدون أن يتغير لونه وطعمه أو نكهته الشهية.
وأكثر الوجبات التي يُستخدم فيها دبس البندورة، هي المحاشي بأنواعها المختلفة، إضافةً إلى الثريد والمرقة.ش