روناهي/ الحسكة-أكدت زوجات الشهداء على وفائهن لنهج شهداؤهن، وأنهن سيتابعنَ مسيرتهن حتى تحقيق كافة طموحات وآمال الشعوب في شمال وشرق سوريا.
لا تزال الدولة التركية الدكتاتورية مستمرة في التدخل بسوريا، ومن جوانبها المختلفة، الفاشية التركية التي دعمت الإرهاب بكل صنوفها وقدمت المساندة والدعم في حربهم على شمال وشرق سوريا، بغية القضاء على المشروع الديمقراطي في المنطقة المتمثل بالإدارة الذاتية الديمقراطية التي وحدت شعوب المنطقة في تقرير مصيرها، والعيش المشترك على مبادئ الأمة الديمقراطية في العدالة والمساواة والأخوّة، وقدمت شعوبها الآلاف من الشهداء للدفاع عنها، بينما الحكومة التركية تهدد شمال وشرق سوريا بالاجتياح العسكري المباشر بعد فشل مرتزقتها في تحقيق أجنداتها وأهدافها التوسعية في السيطرة على الشعب والأرض في مناطق شمال وشرق سوريا التي تصدت لكل مشاريعها العثمانية، بفضل دماء شهداء شمال وشرق سوريا حيث كان النصر على الإرهاب وتحرير المنطقة برمتها من دنسهم ثمرة هذه الدماء الزكية، وقد كانت لصحيفتنا روناهي استطلاعاً مع عدد من زوجات الشهداء في الحسكة حول التهديدات الفاشية التركية على شمال وشرق سوريا، وقد عبرن عن رفضهن التام لكل أشكال التهديد والوعيد من جانب الحكومة التركية الهمجية والوقوف في وجهها مهما كان حجم التضحيات كبير.
“سنبني مجتمعنا الديمقراطي الحر”
حيث أشارت سلمى إبراهيم (زوجة شهيد) بأن الدولة التركية المحتلة من أبرز الدول التي ساندت الإرهاب في سوريا ودعمتها مالياً وعسكرياً, وتابعت بالقول: “تركيا وجهت الفصائل المسلحة والمرتزقة نحو مناطقنا التي كانت تنعم بالأمان والاستقرار، وهي تتحمل المسؤولية كاملةً عن الفساد والدمار الذي لحق بالمنطقة من جهة، كما أنها تتحمل مسؤولية الجرائم التي ارتكبتها المرتزقة بحق أبناء المنطقة الذين ضحوا بآلاف الشهداء والجرحى، من أجل القضاء على الفكر الديمقراطي الحر والعيش المشترك بين شعوب المنطقة في مناطق شمال وشرق سوريا، والتهديدات التركية الهمجية لن ترهب شعوب شمال وشرق سوريا التي قدمت آلاف الشهداء وستستمر في التضحية ولن نتوقف عن ذلك حتى تحقيق الأمان والاستقرار وردع كل الهجمات عن شعبنا ومصيرنا الذي قررناه بإراداتنا وسنحميها بكل قوتنا، وسنبني مجتمعنا الديمقراطي الحر الذي وطدنا أسسه بين كل أبناء المنطقة على أسس ومبادئ الأمة الديمقراطية”.
واختتمت سلمى بالقول: “سنكون أوفياء لنهج شهداؤنا ونتابع مسيرتهم حتى تحقيق كافة طموحات وآمال شعوبنا في شمال وشرق سوريا”.
سلسلة طبيعية لجرائم أردوغان وأسلافه
وفي السياق ذاته أشارت المواطنة عزيزة عبد الرحمن (زوجة شهيد) بأن تهديدات الدولة التركية الطورانية لم تكن شيئاً غريباً بالنسبة لشعوب المنطقة برمتها، فهذه سلسلة من الأعمال الإجرامية لسلاطين الدولة العثمانية الطورانية، وأردوغان يعتبر نفسه السلطان العثماني الجديد، لذلك مواقفه الداعمة للإرهاب والمرتزقة تعتبر سلسلة طبيعية لجرائم أجداده، إن هذه التهديدات بالهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا هي النهج الدائم لسياسة الدولة العثمانية في التوسع والسيطرة واحتلال الأراضي السورية، لذلك عملت بكل ما تملك من قوة في دعم الإرهاب وفتح حدودها لدخول المرتزقة للأراضي السورية، وكان احتلال عفرين أول خطوة لتنفيذ مخططها الاستعماري العدواني.
وتابعت قائلةً: “نحن كعوائل الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل القضاء على الإرهاب ونشر الحرية والديمقراطية، ندين تصريحات الدولة التركية المحتلة بالهجوم على مناطقنا وزعزعة الأمن والسلام فيها، بهدف القضاء على المشروع الديمقراطي الذي تبنته الإدارة الذاتية الديمقراطية، ونشجب هذه التهديديات وتحركات الجيش التركي باستهداف مناطقنا، ونؤكد أن أمهات وزوجات عوائل الشهداء سيقفن صفاً واحداً إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة في مواجهة أي خطر يهدد مناطق شمال وشرق سوريا”.
“نسعى لتحقيق طموحات شهداءنا”
وأوضحت بهذا الخصوص المواطنة مروة عبد الغني علي (زوجة شهيد)؛ بأن منطقة شمال وشرق سوريا عانت لسنوات عديدة الآلام والويلات على أيدي مرتزقة داعش، ومورس بحقها جميع أشكال العنف والتهجير والتنكيل والقهر والقتل والاختطاف، وبعد تحرير قوات سوريا الديمقراطية المنطقة من رجس الإرهاب وتحرير جميع المناطق التي كانت تخضع تحت سيطرة المرتزقة ونشر الأمن والسلام، أطلقت الدولة التركية العدوانية تهديداتها على مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، من خلال حشد قوات عسكرية على الشريط الحدودي لمناطقنا، فالدولة التركية تهدف من خلال هذه التهديدات إلى إفشال المشروع الديمقراطي وزعزعة الأمن والاستقرار والقضاء على مشروع الأمة الديمقراطية في التعايش المشترك وأخوّة الشعوب.
وأردفت قائلةً: “نحن كعوائل الشهداء في شمال وشرق سوريا سنقاوم يداً بيد إلى جانب شعوبنا في مواجهة الخطر التركي والدفاع عن مكتسبات الثورة التي تحققت بفضل دماء الشهداء، ونطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للقيام بواجبهم ومنع الحكومة التركية الطاغية من تنفيذ مخططها الاستعماري والعدواني في احتلال شمال وشرق سوريا. ونحن كزوجات وأمهات الشهداء يُتطلب منا في هذه المرحلة التاريخية الحساسة تصعيد النضال ورفع وتيرة المقاومة حتى تحقيق آمال وطموحات الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الدفاع عن الحرية والديمقراطية والكرامة”.
