No Result
View All Result
المشاهدات 8
جاسم الهويدي –
في التاريخ العربي القديم يُقال أن أول من حدا وكان ذو صوت رخيم هو مضر بن نزار من قبائل عدنان الشمالية الحجازية، وكان يحدو لقطعان الإبل وهي تغدو وتروح (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف).
والحداء لتطريب الخيل هذا ما عُرف في الشعر النبطي أما تطريب الإبل فيكون بألحان الهجيني ولا يكون ألا من بحر الرجز من بين بحور الشعر ال16 ولا يُقال ألا في مناسبات الحرب ولا يُنشد ألا في مصاحبة الخيل. يقول ابن خميس (تاريخ نجد في عصور العامية).
” الحداء خاص بصهوات الجياد تلتئم وتمشي الخيزلى ويجعل راكبوها يتجاذبون أصواتهم به وهو لا يكون حيث الكر والفر وعرضه على هذه الصفة يشكل منظراً بديعاً مطرباً كان له في ربوع الجزيرة شأن أي شأن ولكن ذلك المظهر اختفى فيما اختفى من تلك المظاهر المجيدة ولا أدري هل سيبعث من مرقده أم هو الوداع الأخير”.
وعندما يطلق الحادي لرقبته العنان لأصوات الحداء يتم تخليد مآثر البطولة والفروسية ويكن في داخل نفسه هدفاً مرتجى هو التهديد أو الوعيد أو الفخر وربما في مضامينه الغزل الذي شغل كثير من الفرسان وتغنوا به فالعلاقة بين الفروسية والغزل وثيقة وقديمة ففارس القبيلة لديه الاستعداد الدائم للتضحية في الدفاع عن شرف فتاة القبيلة الجميلة وخاصة حينما تكون في (القن)، الهودج.
أما الرحالة الكثر القادمون من بلاد أوروبا وبريطانيا فقد اهتموا بحداء الخيل في بوادي العرب وخاصة نجد ولعل أشهر هؤلاء الرحالة الوموزيل التشيكي وقد جمع سعد العبدالله الصويان في كتابه “حداء الخيل” الكثير من الحدوات.
أما أحمد فهد العلي العريفي فقد بذل جهداً عظيماً في جمع حداء الخيل في بوادي العرب ومنه نقتطف للشيخ عبدالعزيز المتعب الرشيد :
“شقحن تواديهن
غرب شبن بقلبي نارهن
يلفن فياض بالحجر
متخالفن نوارهن
للشيخ راكان بن حثلين
سلام يامني
وأنا له ليا عوى ذيب لذيب
ليا صفا جالي وجاله
ماعندنا باللي حريب
أهل السبايا لابن غبين
يا أهل السبايا روسهن الياما
عمامي يلحقون
نقالة شغل العجم
ذباحة مايرحمون
لحادي من الرولة
يافاطري توما شربت الكيف
من يوم أبو جابر ظهر
نبي نطارد مكرمين الضيف
هل البوش العفر”.
No Result
View All Result