No Result
View All Result
المشاهدات 1
مصطفى الخليل –
تستمر العمليات العسكرية بين قوات النظام السوري مدعومة من القوات الروسية وطيرانها الحربي والمروحي، وبين المجاميع المسلحة في إدلب وريف حماة الشمالي، في محاولة من الأولى لاستعادة مناطق ومدن خرجت عن سيطرتها منذ عام 2013، وقعت تحت سيطرة المجموعات المتطرفة الراديكالية، التي كانت في أغلب الأحيان تتناحر على النفوذ والسيطرة، أو مدفوعة من جهات إقليمية ودولية لتحقيق أهداف ومصالح تلك الجهات.
وفي هذه الفترة تتابع وسائل الإعلام العمليات العسكرية المتسارعة في إدلب وريف حماه تقدمت القوات البرية للنظام السوري بدعم جوي كثيف من قبل الطيران الحربي السوري والروسي، وهي السياسة التي اتبعتها روسيا في القضاء على حركات التمرد في الشيشان خلال نهاية القرن الماضي.
ولهذا حققت قوات النظام السوري تقدماً كبيراً على حساب تلك المجاميع التي تدعمها تركيا، وبعد أيام قليلة من العمليات الحربية نجح النظام بالسيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية، الواقعة على الطريق الدولي دمشق – حلب في ريف إدلب الجنوبي، ومدينة خان شيخون تعتبر أول مدينة تقع على الحدود الإدارية لإدلب من ناحية ريف حماة الشمالي. وبالسيطرة عليها يصبح الريف الشمالي لحماة محاصر بمدنه الكبرى مثل (مورك- لطمين- لحايا…..) بالإضافة إلى نقطة المراقبة التركية الموجودة في ريف حماة الواقعة قرب مدينة مورك، والتي أنشأت لمراقبة مناطق خفض التصعيد التي اتفق عليها بوتين وأردوغان والتي تسمى مناطق (بوتين- أردوغان)، وتنتشر في المنطقة العديد من المجاميع المرتزقة، منها جبهة النصرة “هيئة تحرير الشام” وجيش العزة وغيرها وهذه الفصائل راديكالية ومتطرفة.
والمتابع لخريطة المعارك على الأرض والتي تغيرت مع تقدم قوات النظام، نرى أن التقدم حصل في المناطق والمدن الواقعة على الطريق الدولي حلب – دمشق، نستنبط من ذلك بأنها صفقة بين تركيا وروسيا لتنفيذ مخرجات آستانا حيث تم الاتفاق على تسليم الطريق الدولي للنظام والروس بشكل كامل، ولكن تركيا ماطلت في التنفيذ مدة عام، وهذه مسرحية هدفها البيع والشراء كبقية المناطق التي بيعت في صفقات سابقة كالغوطة وعفرين وحمص وغيرها من المناطق. الاستهداف الروسي للرتل التركي قرب معرة النعمان التي كانت تريد الوصول إلى خان شيخون لدعم المجاميع المسلحة الموالية لها وحمايتها من السقوط، وهذه أيضاً كانت مسرحية لتضليل الشعب السوري، والواقع أن الصفقة انتهت وهي في مرحلة التنفيذ.
والحديث عن إرسال مساندة لدعم ما تسمى بالجيش الوطني المدعوم والمدرب والمسلح تركياً، كانت مجرد دعاية إعلامية لدعم المواقف التركية أمام أهالي مناطق إدلب وحماة، والصفقة بالإضافة إلى تسليم الطريق الدولي حلب دمشق إلى النظام، تتضمن قراراً بتصفية الكثير من المجموعات التي لا ترضخ للقرار التركي في إدلب، وهي في حالة عداء مع المجموعات الموالية لتركيا، كهيئة تحرير الشام ولواء العزة وسواها.
ويجري الحديث عن انعقاد لقاء بين أردوغان وبوتين في منتصف الشهر أيلول المقبل، حيث يكون في ذلك التوقيت قد انتهت القوات العسكرية على الأرض من إتمام الصفقة والسيطرة على الطريق الدولي، ليتم التحضير لصفقة جديدة على حساب الشعب السوري مع روسيا والوسيلة هي نفسها تلك المجموعات المرتزقة.
وفي الختام لا يملك السوريين خياراً آخر سوى خيار الحوار الوطني الجامع الذي لا بد منه، والذي يجب أن يضم أبناء الوطن الشرفاء والغيارى على مصلحة الوطن والشعب السوري، بعيداً عن المزايدات والصفقات المشبوهة، والمضي لبناء سوريا الموحدة التي تضم كافة أطياف الشعب السوري.
No Result
View All Result