سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كيف لدولة محتلة أن تدير “المنطقة الآمنة”؟!!

تقرير/ هيلين علي –

استعمار واحتلال من نوع آخر؛ امتداد للاحتلال العثماني المتبني للميثاق الملّي في توسيع الإمبراطورية العثمانية واستغلال الدين لتحقيق مآربه؛ حيث تتذرع دولة الاحتلال التركي اليوم بذرائع واهية لإقامة “منطقة آمنة” في شمال وشرق سوريا على امتداد حدودها وتكون تحت إشرافها؛ للتحكم بالمنطقة وإذلال شعوبها والاستيلاء على خيراتها وبالتالي تغيير ديمغرافيتها وكذلك زعزعة أمنها واستقرارها…
 مركز الأخبار ـ تنسق دولة الاحتلال التركي وفي إطار مساعيها لإنشاء “منطقة آمنة” على الأراضي السورية مع جميع الأطراف للوصول إلى تفاهمات تصب في اتجاه تحقيق أطماعها الاستعمارية، حيث لا زالت تسعى بشتى الطرق لفرض قرارها حول تولي إدارة “المنطقة الآمنة” التي تنوي إنشاءها في شمال وشرق سوريا. فبذلك تُمهد لاستعمار جديد وبطريقة جديدة مبتكرة لإضعاف ونهب الشعوب وإذلالهم، فللشعوب رأي وتوجه سياسي يدعو إلى حسن الجوار والتعامل بسلام وديمقراطية, كما يعبر عن رفضهم القاطع لإقامة منطقة آمنة تحت سيطرة الاحتلال التركي.
لا يحق لدولة محتلة أن تكون جزءاً من إدارة المنطقة الآمنة..!
وفي السياق؛ كان لصحيفتنا لقاء مع المشرف العام لمجلس العشائر والأعيان في مقاطعة قامشلو حواس جديع لمعرفة رؤى وجهاء العشائر فيما يخص المنطقة الآمنة تحت إشراف الدولة التركية المحتلة؛ فحدثنا بالقول: “نحن كمجلس العشائر والأعيان عبرنا منذ البداية عن رفضنا لفكرة إقامة منطقة آمنة تحت إشراف الاحتلال التركي, كما خلال اجتماعاتنا مع ممثلي التحالف الدولي رفضنا رفضاً قاطعاً كل الاقتراحات التي تطرحها الدولة التركية المحتلة حول مشاركتها  “المنطقة الآمنة”؛ لأنها دولة محتلة ولا يحق لدولة محتلة أن تكون جزءاً من المنطقة الآمنة”.
حجج لترسيخ احتلالها
وأردف جديع حديثه بالقول: “تعتبر دولة الاحتلال التركي من أكثر الدول التي ساهمت في إطالة وتعقيد الأزمة السورية, حيث كان لها دور سلبي كبير من خلال فتح حدودها لتمرير المرتزقة للعبور إلى سوريا, ناهيك عن الدعم العسكري والاقتصادي, حيث أن حكومة العدالة والتنمية التركية تطرح مسألة إقامة “المنطقة الآمنة” وتطالب أن تتولى إدارتها لكي تزعزع الأمن والاستقرار اللذين تحققا في مناطق شمال وشرق سوريا المحررة من المرتزقة”.
وأكد جديع :”مناطق شمال وشرق سوريا آمنة ويتعايش فيها الأهالي بشعوبه كافة من كرد وعرب وسريان وآشور وأرمن وتركمان بسلام بفضل دماء أبنائها التي أريقت على هذه الأرض, وكذلك بفضل إداراتها الذاتية, حيث أن المنطقة الآمنة حجة يستثمرها أردوغان لتوسيع وترسيخ احتلالها في سوريا. ونحن رأينا في مجلس الأعيان والعشائر أن الدولة التركية المحتلة بقيادة حزب العدالة والتنمية كل هدفها هو التوسع في أراضي الدول الجارة، والنيل من مشروع الإدارة الذاتية القائم في مناطق شمال وشرق سوريا الذي حقق بجهود شعوب المنطقة”.
منطقة آمنة تحت رعاية دولية
واختتم المشرف العام لمجلس العشائر والأعيان في مقاطعة قامشلو حواس جديع حديثه بالقول: “إننا مع إقامة منطقة آمنة تكون تحت رعاية دولية أو إقامة منطقة حظر طيران في مناطق شمال وشرق سوريا كحل بديل لمنع الاحتلال التركي من تنفيذ تهديداتها وسعيها لضرب التجربة الديمقراطية”, وأكد على دعمهم الجهود الدولية لإيجاد حل للأزمة السورية عبر مساره السياسي التفاوضي وضرورة مشاركته الأطياف السورية كافة وممثلين عن مناطق شمال وشرق سوريا”.