No Result
View All Result
المشاهدات 2
تقرير/ هايستان أحمد –
روناهي/ قامشلو: لتشجيع الأطفال على ممارسة مواهبهم وفتح أعينهم على تاريخ وتراث أجدادهم، يقدم المركز الثقافي الهوري في مدينة عامودا دورات تدريبة منظمة للأطفال بهدف تعليمهم ورفع مستوى تفكيرهم.
تعتبر الأعمال اليدوية من الأمور الأهم في حياة أي مجتمع، فهي تُحيّي الفلكلور والثقافة لذلك المجتمع عن طريق عمل يدوي متقن، ولأنه عمل يدوي فهو يحتاج إلى مهارة كبرى وجهداً إضافياً والكثير من التركيز لأجل إنجازها وتحقيقها على أكمل وجه، لذلك على كل شخص موهوب وهاوي أن لا يتراجع عن ما تتقنه يداه لأن هذا الفن ثمينٌ وذو قيمة معنوية كبيرة لدى الناس، وفي عامودا تلك المنطقة الصغيرة بحجمها والكبيرة والغنية بالفنانين والمبدعين وهي تشتهر بأنها مدينة المثقفين والمجانين، فكما يُقال كلما كثر علماء وفلاسفة مجتمع ما كثر مجانينه، وهذه المنطقة تشهد الآن ازدهاراً ثقافياً ملحوظاً وثقافة وعي منفتح بعد كل الضغوطات وأساليب التعتيم على المدينة من قبل النظام السوري لأنه كان على دراية بأن الشعب الكردي في عامودا يمتلك حس النضال العالي وذو فكرٍ منفتحٍ وحر، ومن أجل الاطلاع بعض الجوانب مما تشهده المدينة من حراك ثقافي قامت صحيفتنا “روناهي” بزيارة المركز الثقافي الهوري في مدينة عامودا، وعند دخولك تجد على الفور أطفال مجتمعين في كل زاوية وغرفة في المركز، ولفتتنا مجموعة أطفال منشغلين بما في أيديهم، كانوا ملتفين حول معلمتهم ويقومون بصنع أشكال وأعمال يدوية.
قطع فنيّة رائعة بأنامل صغيرة:
بأناملهم الصغيرة وحبهم الكبير لصناعة الأعمال اليدوية كانوا قد قاموا بصنع الكثير من القطع الجميلة، وحدثتنا معلمة الأعمال اليدوية في المركز الثقافي ” زهرة غيدا”، أن هذا الفن كان هوايتها منذ الصغر ودرست الفنون الجميلة لتزيد من دقة عملها، وقالت عن طلبتها:( لقد عملت على معرض للأعمال اليدوية على مستوى المدينة كلها ولأول مرة بثلاثمئة قطعة صنعتها مع طلابي، ونقوم بتعليم الأطفال في مركز عامودا الثقافي بشكل مجاني والآن نعلم الكثير من الأطفال من عمر العاشرة إلى السادسة عشرة على شكل مجموعات وعدد المتعلمين كبير، وهدفنا من تعليم أولادنا هو تذكيرهم بما صنعه أجدادنا على أيديهم وأحياء الفلكلور والتراث الكردي).
إحياء التراث والتاريخ:
وعن سعادتها بتعليم الأطفال أشارت “زهرة” :(أشعر بسعادة غامرة وإحساس لا يوصف عندما أعطي أطفالنا ما حُرمنا منه ولم نستطع من تحقيقه، وأعامل طلبتي وكأنهم أولادي بالضبط ليشعروا بالحرية والاطمئنان، وفي النهاية أتمنى أن لا ينسى أولادنا فلكلور أجدادنا وتاريخنا الثقافي الحافل بالإبداع والجمال)، وكان بعض الأطفال في هذا الوقت يحاولون صنع أشكال طلبتها المعلمة، فيما آخرون يتناقشون فيما بينهم حول أجمل عمل قريبٍ من صنع معلمتهم.
وحدثتنا الطالبة “بينر عبد القهار” التي تبلغ العاشرة من عمرها:( أحب الأعمال اليدوية، وأنا فرحة لأنني أتعلم وأحب هذا الفن كثيراً، وأريد أن أصبح كمعلمتي عندما أكبر)، كان الجو في الغرفة ودّي وبتعامل لطيف من المعلمة والطلبة يقضون أوقاتهم في التعلم واكتساب الخبرات والحِرف والأشغال اليدوية التي تعدّ أكثر الأعمال صعوبة وتتطلب دقة ومهارة عاليتين، وهذه الدورات في المركز لها أهمية كبيرة في تربية النشء الجديد على حب الثقافة والفن الكردي وتراث الأجداد والتعلق بالتعليم وفتح آفاقهم وتفكيرهم ليكونوا أطفالنا المسار الصحيح والمنارة للمجتمع.
No Result
View All Result