مركز الأخبار ـ يسعى الاحتلال التركي ومرتزقته للقضاء على وحدة سوريا؛ وذلك باقتطاع الأراضي الحدودية كلما سنحت له الفرصة بذلك، وتأزمت الأوضاع في الداخل السوري، ناهيك عن الممارسات الهمجية من تدمير للمنازل، والمدارس، والتهجير القسري، وهذا ليس جديداً على إمبراطورية بُنيت على أشلاء الشعوب من مختلف الأعراق.
لعلّ ذلك تجلى بما فعله التركي في عفرين منذ احتلالها وحتى اللحظة، فالتهجير القسري الذي تعرض له الأهالي، وجرف البساتين، وحرق المحاصيل من أكبر الأدلة التي تثبت النوايا، والأطماع الاستعمارية. لكن؛ المريب في ذلك هو مباركة المجتمع الدولي لتلك الجرائم بطريقةٍ أو بأخرى كالصمت المُخزي الذي يعتبر تستراً على تلك الممارسات.
أما أبناء شمال، وشرق سوريا فأبوا السكوت، وغض البصر عما يجري، ولم يسكتهم أي تهديد بالاجتياح، واستنكروا جميع الجرائم، وبخاصةً الأخيرة منها ألا وهو جدار تقسيم سوريا الذي تغاضت عنه الدول الإقليمية، والعالم أجمع، ذاك الجدار لن يحقق طموحات الاستعمار، وهذا بحسب مجتمع شمال، وشرق سوريا.
محاولة لتتريك عفرين كما جرى في لواء إسكندرون
وبهذا الصدد؛ حدثتنا رئيسة مكتب العلاقات الخارجية في حزب سوريا المستقبل جلاء حمزاوي قائلة: “تحاول دولة الاحتلال التركي إعادة ما قامت به في الماضي حين سلبت لواء إسكندرون في عام 1936م، واقتطعته من الأراضي السورية من خلال جدار الفصل والتقسيم الذي تشيده حول عفرين”.
وأضافت: “بهذا التصرف بات جليَّاً للعيان ما تنويه دولة الاحتلال التركي وبات واضحاً مسعاها للتغيير الديمغرافي في المنطقة، إلى جانب أعمال التهجير الممارسة بحق الأهالي، ولا ننسى أن القوات التركية تقوم باستهداف تل رفعت، ومناطق الشهباء لترويع الأهالي، وإجبارهم على ترك منازلهم”.
واختتمت جلاء حديثها قائلةً: “يحاول أردوغان كسب شرعية دولية إلا أنه لا يوجد أي قرار أممي، أو دولي يشرع له احتلال الأراضي السورية، ولا التوغل في الداخل السوري، ما زالت مقاومة أهلنا قائمة ضد الاحتلال، ونحن نعوِّل عليهم في نضالهم المستمر ضد أي احتلال، وما زالت أهدافنا ثابتة، وهي سوريا واحدة موحدة ديمقراطية لا مركزية”.
تظهر عداءها للشعب الكردي بممارستها في عفرين
كما وحدثنا مساعد الأمين العام لحزب سوريا المستقبل إبراهيم الفرج؛ قائلاً: “عفرين أرضٌ سورية؛ يتوجب على القانون الدولي حمايتها هي وغيرها سواء الجولان، أو ريف حلب الذي يحاول التركي التوغل داخله فسوريا أرض واحدة لا تتجزأ”.
وأشاد الفرج: “لعفرين خصوصيتها حيث أن أغلب سكانها هم من الشعب الكردي وهذا ما ولَّدت لدى الدولة التركية المحتلة حالة عنصرية تجاهها تتجسد في بناء الجدار الاسمنتي الذي تشيده القوات التركية حول عفرين سعياً للتغيير الديمغرافي”.
شباب سوريا لن يساوموا على وحدتها أرضاً وشعباً
وبدوره؛ قال الإداري في مكتب الشباب بحزب سوريا المستقبل هاني العمر: “بعد الهزائم المتلاحقة التي نالها مرتزقة داعش على أيدي مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، وإعلان انتهائها عسكرياً في آخر معاقلها بالباغوز استشاط غضباً المُصدِّر الأكبر للإرهاب، والراعي الرسمي للتخريب أردوغان مما أجبره على كشف نواياه الاستعمارية في الشمال السوري؛ فباشر ببناء جدارٍ إسمنتي بغية سلخ عفرين عن الأرض الأم سوريا. لكنه؛ غفل أمراً هاماً ألا وهو إرادة الشعب السوري، ونبذهم للتفرقة”.
وأشار العمر إلى أنَّ الدولة التركية المحتلة تحاول إحياء المطامع الاستعمارية في المنطقة التي ابتدأها الاحتلال العثماني عامَ 1516م ولتي تبددت، وتلاشت رغم استمرارها لـ400سنة، ولكنَّ الشعب السوري لن يرضى التجزئة التي يسعى إليها الغزاة حتى وإن بنوا جدراناً فسوريا أرضٌ واحدة، وشعبٌ واحد، ونحن شباب سوريا نرفض تقسيم، واقتطاع أراضي بلدنا إن كان في عفرين، أم لواء إسكندرون، أو الجولان فهي أراضٍ سورية”.
