No Result
View All Result
المشاهدات 1
تتصاعد مخاوف الأهل في الوقت الراهن من الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على أطفالهم من النواحي التربوية والتعليمية والسلوكية وقد يذهب البعض إلى اعتبارها منافساً لهم في عملية التنشئة وتكوين شخصية طفلهم وفي الوقت الذي يوافق الخبراء على آثارها السلبية يحذرون من إقصاء الطفل عنها.
والألعاب الإلكترونية نشاط ذهني ترويحي يتضمن ألعاب الفيديو والحاسوب والهواتف النقالة وبعيداً عن الجدل القائم حول ضرر الألعاب الإلكترونية أو نفعها فالعمليات التي تُجري داخل أدمغة الأطفال ليست واحدة بل تختلف حسب اختلاف الثقافات وتنوع الألعاب من سباق سيارات وألغاز وأحجيات ومطاردات الشوارع والألعاب القتالية والاجتماعية.
ووفقاً للعديد من الدراسات التي تشير إلى أن الألعاب الإلكترونية العنيفة المرئية تزيد من مظاهر الشعور بالغضب والعدوانية كونها تولد العنف الافتراضي وأفكاراً عدوانية وسلوكيات مضادة للمجتمع وتضع اللاعب في دور المعتدي الذي يكافأ إيجابياً على سلوكه العنيف بالفوز ما يقلل حساسية الأطفال تجاه العنف فينجذبون إليه دون إدراك العواقب.
وإن معظم الأطفال الذين يلعبون ألعاباً إلكترونية حركية أو قتالية يقلدون أبطالهم المفضلين ويتقمصون شخصياتهم ويتبنون مبادئهم وقيمهم الأمر الذي يؤثر مستقبلاً على تكوينهم النفسي وبناء شخصيتهم وثقتهم بنفسهم فضلاً عن إمكانية تحول الألعاب الإلكترونية إلى إدمان وتداخلها مع أوقات الدراسة ما ينعكس سلباً على التحصيل الدراسي للطفل.
وينفي الإخصاء النفسيين وجود علاقة بين الألعاب الإلكترونية والعزلة الاجتماعية فكثير من الأطفال يزداد تفاعلهم الاجتماعي بعد استخدام هذه الألعاب بينما يفضل آخرون تلك الألعاب عن لعبهم مع أقرانهم كما يفضل أطفال ممارستها كنشاط فردي بينما يرغب بعضهم الانخراط بها مع الأصدقاء.
وهناك أهمية لألعاب الحركة التي تتطلب تحديات بدنية كتخطي الصعاب وجمع نقاط لتحقيق معدل عال كونها تتطلب مهارات عدة منها الرؤية الشاملة ومعالجة المعطيات وتقدير المواقف الطارئة ما يستدعي رد فعل سريع لإنجاز مهام متعددة في وقت قصير، وهناك دراسات عديدة أثبتت أن الأطفال الذين يلعبون ألعاب الحركة يفوقون أقرانهم بقدرتهم على حل الألغاز البصرية والتحكم في تركيز انتباههم على مكان محدد.
وتسهم بعض الألعاب الإلكترونية في تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم واعتدادهم بذاتهم عن طريق تحقيق الفوز في اللعبة كما تمكن الطفل من التعبير عن مشاعره وتشجعه على ممارسة الرياضة البدنية وتكسبه مهارات التركيز والحساب فضلاً عن استخدامها في بعض الحالات العلاجية وخاصة عند الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
وتجعله أكثر إصراراً على تحقيق الفوز ما يولد فيه الإرادة والرغبة في تحقيق طموحه وتؤثر إيجاباً على طموحاته المستقبلية وإصراره على تحقيق غاياته.
وتعزز حساسية التباين أي التمييز بين الأشياء ذات التباين المنخفض وسرعة التعلم وتطوير التركيز الذهني وزيادة الوعي بالمكان ودقة التقدير والقدرة على إتمام مهام متعددة بكفاءة كما تعمل هذه الألعاب على تعليم الطفل كيفية التعامل مع التقنيات الإلكترونية الحديثة من حواسيب وشبكة إنترنت وهواتف نقالة وتدخله عالم التكنولوجيا الرقمية الافتراضي.
ولكن يحذر من إقصاء الطفل عن الألعاب الإلكترونية بشكل كامل بل يجب مساعدته على انتقاء اللعبة المناسبة لعمره وتكوينه الفكري والنفسي ومناقشة مظاهر العنف إن وجدت مع الطفل وتحديد الوقت المخصص للعب وتشجيعه على المشاركة في مختلف النشاطات الرياضية والفنية والثقافية للحيلولة دون قضاء وقت طويل أمامها والعمل على اكتشاف مواهب الأطفال وتعزيزها بالألعاب المناسبة.
No Result
View All Result