بعد التهجير القسري الذي تعرض له أهالي عفرين ونزوحهم إلى مناطق الشهباء وبقائهم دون عمل، أقام الأهالي عدداً من الأسواق لبيع السلع والخضار والفواكه، وقد ساهمت هذه الأسواق بتأمين العمل لعدد من الأهالي الذين يعانون من البطالة.
تتنقل هذه الأسواق بشكل يومي ما بين قرى الشهباء وبشكلٍ دوري خلال الأسبوع، وهذه الأسواق هي: (احرص- فافين، تل قراح، دير جميل، زيارة، كفر نايا، أحداث، تل رفعت).
سوق تل رفعت
يعتبر سوق تل رفعت من أهم الأسوق التي تقام في مناطق الشهباء، ففي كل يوم أربعاء تأتي البضائع من كل مناطق الشهباء من ملبس ومأكل ومشرب وغيرها من المستلزمات المنزلية وأدوات التجميل وألعاب الأطفال والعديد من البضائع، وهنالك فارق نقدي بين السوق والمحلات لهذا السبب؛ هنالك الكثير من العوائل التي تنتظر يوم افتتاح السوق لتقوم بشراء حاجياتها أسبوعياً، فيتوافد الأهالي إلى تل رفعت يوم الأربعاء من كل مناطق الشهباء ويقدر عدد الذين يفدون إلى السوق بعشرات الآلاف.
تأمين الدخل والحد من البطالة
يقول محمد عثمان من قرية آقيبة: «كنت أعمل في إحدى ورشات الخياطة في مقاطعة عفرين وكان دخلي الأسبوعي يصل إلى 20 ألف ليرة سورية، وبعد تعرضنا للتهجير القسري بقينا دون عمل، اضطررنا للعمل في السوق، وقمت بفتح بسطة للألبسة النسائية والولادية من أجل تأمين الدخل اليومي لعائلتي. وبمقارنته مع عملي في عفرين؛ فهو لا يأتي بربع الدخل».
وقال أحمد حسن في السياق ذاته: «هنالك أسواق بشكل يومي في مناطق الشهباء لكن السوق في تل رفعت هو أفضل وأقوى الأسواق، بسبب حركة البيع والشراء والوفود الكبيرة القادمة إليه». أما من ناحية البسطات فقال أحمد: «بإمكان الشخص فتح البسطة بمبلغ من100,000 إلى مليوني ليرة سورية حسب استطاعة وإمكانية صاحب البسطة».
أما عن المبيعات فقال: «ليس هنالك شيءٌ مُحدَّدٌ من ناحية المبيع، هناك أيام تبيع فيها خمسة قطع وهناك أيام تبيع فيها أكثر من عشرين قطعة».
وقال محمد الملقب بأبو شادي: «كنت بعفرين أعمل في بيع الفروج، وكانت لدي عدة محلات، وبعد هجرتنا قمت بفتح بسطة لبيع الألبسة، ولولا هذه الأسواق التي تم فتحها لبقينا دون عمل، وقد ساعد السوق الآلاف من العوائل على تأمين مصروفهم اليومي».
أما لقمان جاويش فقال: «في كل أربعاء نأتي ببضائعنا إلى سوق تل رفعت من أجل بيعها، وبسطتي هي ألبسة أولاد وبناتِ، ومبيعاتنا اليومية هي بحدود من عشرين إلى ثلاثين قطعة، ومن وراء هذا العمل أؤمِّن المصروف اليومي للأسرة».
وفي قسم السمانة قال كيفارا صاحب بسطة السمانة: «كنت أعمل في عفرين بالخياطة، وعند تهجيرنا لمناطق الشهباء، قمت بفتح بسطة سمانة كون الطلب أكبر على السلع اليومية، ولي شريك في هذه البسطة التي تحتوي على المواد الغذائية من معلبات وسعتر ومنظفات وفوط أطفال، لكن أرباحنا اليومية ضعيفة بالنسبة للمصروف اليومي، إذ تصل نسبة الربح لكل شخص منا إلى حوالي الألف أو أكثر». وقال أحمد عارف صاحب بسطة الساعات: «أفضِّل سوق تل رفعت وسوق أحرس على الأسواق الأخرى في مناطق الشهباء بسبب الإقبال الكبير على الشراء، فأرباحي اليومية هي من ثلاثة إلى خمسة آلاف ليرة سورية. أما بعفرين فكان الفرق كبيراً وشاسعاً، لكن نسبة للظروف الحالية، فأنا أعتبر فتح الأسواق في مناطق الشهباء قفزة وقد أمنت العمل للكثيرين».
وقال مصطفى رشيد شيخو الذي يعمل في قسم الخضار والفاكهة: «نقوم كل يوم بشراء الخضراوات في الصباح الباكر وتجهيزها من أجل عرضها في السوق، أما من ناحية الخضراوات والفاكهة في تل رفعت فهي غالية، والسبب أنه لا يوجد سوق هال في البلدة».
