روناهي/ كركي لكي – يستقبل أبناء كركي لكي نوروز هذا العام، وهم مُنتشون بفرحة إحراز قوات سوريا الديمقراطية النصر على مرتزقة داعش الذين شوّهوا معاني الحياة من خلال حياتهم السوداء، مُعبّرين على أن نوروزهم هذا العام مختلف عن كل عام.
نوروز يعني ألوان الربيع، ونسمات الفرح وأناشيد الحرية، وفي كل عام يستقبل أبناء كاوا حداد نوروز بحفاوة، ولكن هذا العام كان مُميزاً ببهجة انتصارات قواتنا (قوات سوريا الديمقراطية) على مرتزقة داعش في آخر معاقله بالباغوز، وحول رؤية أبناء كركي لكي واستقبالهم لنوروز هذا العام؛ التقت صحيفتنا عدداً من أبناء البلدة الذين أفصحوا لنا عن مشاعرهم تجاه هذا اليوم.
لنوروز نكهة، وميّزة خاصة لا يُدركها إلا عاشِقوا الحرية
أتذكّرُ عندما كنت طفلة، ويدخل شهر آذار كنت أعد الأيام، والليالي بانتظار يوم العيد هذا، وكان هاجس متابعة أحوال الطقس يؤرقني، حتى يأتي اليوم الموعود، فنوروز وتاريخ الحادي والعشرين من آذار هو التاريخ الوحيد الذي كنا نعتبره نحن الكرد يوماً خاص بنا ولاسيما في ظلِّ إجراءات التضييق، والمنع الذي كان يتّبعه النظام السوري البعثي سابقاً؛ بهذه الكلمة حدثتنا الإدارية في بلدية الشعب في كركي لكي كوثر سليمان عن أهمية أعياد نوروز بالنسبة لها، وأضافت كوثر بالقول: “الآن بعد ثورة روج آفا والشمال السوري أصبح لنوروز نكهة، وميزة خاصة لدى كل الشعوب المتعايشة مع بعضها في شمال وشرق سوريا، وها نحن نستقبل عيد نوروز هذه السنة بنشوة النصر على مرتزقة داعش، وبأخوّة شعوب المنطقة، فآذار بالرغم من أنه الشهر الذي اُستخدِم فيه الكيماوي ضدنا، واحتلت فيه عفرين من قبل الدولة التركية الغاشمة؛ لكن امتلاك إرادة الظَفر، وتحقيق الأماني دوماً لدى شعوبنا يظهر في آذار”.
وبينت كوثر بالقول: “أنا، وأولادي حضّرنا أنفسنا للاحتفال بالعيد من خلال خياطة الألبسة الفلكلورية الخاصة بنا، وسيكون فرصة سانحة لنا لإمضاء يوم ربيعي جميل مع الأهل، والأصدقاء، والأقارب، وكي نبارك هذا اليوم بنضال ليلى كوفن على كافة شعوب المنطقة”.
نوروز يُلخص معاني الحرية بألوان الربيع
أما الفنان فرهاد بك هنادي ابن مدينة كوباني الذي يعيش في كركي لكي منذ سبع سنوات، قال بهذا الصدد: “أبارك عيد نوروز، هذا العيد الذي يمثل لنا يوم الخلاص من الاستبداد، ونبارك هذا اليوم على جميع الشعوب المؤمنة بالحرية، والديمقراطية، وأتمنى في العيد القادم أن نُعيد نصب تمثال كاوا الحداد في وسط مدينة عفرين، على غرار تمثال آرين ميركان في كوباني، ونكسر بمطارق أبناء عفرين نجاسة المرتزقة الذين يعيثون فساداً فيها”.
وأشار فرهاد بهذه المناسبة، وقرب الانتهاء من المرتزقة في آخر جيب لهم بالباغوز بالقول: “أهديت شعوب شمال وشرق سوريا أغنية خاصة بنوروز من كلماتي، وألحاني، ونوروز بالنسبة لي هو يوم له معنى خاص، فأنا أهوى الربيع، وأهوى الورود، وهذا اليوم يمنحني الحيوية، وتقبل الحياة بلون جديد، وكل الكلمات لا تكفي لوصف نوروز، وما جلبه لنا من أهازيج الحرية، وبالنسبة لتحضيراتي الشخصية، سأشارك بصوتي ولبسي الفلكلوري لإحياء هذا اليوم”.
نوروز عيد النصر لكل شعوب المنطقة
ومن جانبه حدثنا المواطن بشير عايدي تماوي، وهو من الشعب العربي، قائلاً: “لا أخفيك سراً لم أكن احتفل بعيد نوروز سابقاً، وكان يوماً عادياً يمر علينا مرور الكِرام، وكنا نعتبره يوماً خاصاً بالشعب الكردي، لكن بعد ثورة روج آفا والشمال السوري، وانتشار أفكار الأخوّة، والتعايش بين الشعوب، واختلاط دمائنا في سبيل الحرية، بفكر الأمة الديمقراطية، وبعد اطلاعنا على المعنى الذي يحمله نوروز، كونه يوم خلاص شعوب المنطقة من بطش المستبدين منذ آلاف السنين، بات هذا اليوم بالنسبة لي، ولعائلتي يوم فرح، وشعور بالحرية، لذلك منذ عدة سنوات أشارك في العيد أنا، وأخوتي، وأولادي، وفي هذه السنة سنُشعِل نيران الحرية في القرية وسنلوّن العيد بلبسنا العربي الفلكلوري”.
واختتم تماوي بأن أبناء الشعب العربي معظمهم سيشاركون في الاحتفال بعيد نوروز هذا العام، إيماناً منهم بأنه عيد يُمثل المعنى الحرفي لحرية جميع شعوب المنطقة.
