غسيل السيارات بأنامل شام الناعمة

تقرير/ ليكرين خاني –

روناهي/ كركي لكي- شام جهزي السيارة للغسيل، شام غيرتي زيت السيارة؟؟، هي عبارات تتكرر أكثر من مرة في مغسلة شام للسيارات في قرية الحمراء الكائنة على الطريق العام بين كركي لكي وجل آغا، هذه هي الكلمات التي تعودت عليها الفتاة شام ذات الأحد عشر ربيعاً.

الفتاة شام منذ أن كانت في العام الرابع من عمرها كانت ترافق والدها إلى المغسلة التي يمتلكها، تعتبر شام إحدى العاملات التي أجادت العمل فأصبحت بارعة ممن يتقنون العمل في تغيير زيت السيارات والمصافي وأمور الميكانيك، إضافةً إلى الاحترافية في غسل السيارات بالرغم من صغر سنها، ولمعرفة الأكثر عن العمل الذي تقوم به الطفلة شام؛ قامت صحيفتنا بإعداد تقرير عن الأسباب والدوافع التي أدت إلى امتهان شام لمهنة غسل السيارات، ومن المعروف بأن مثل هذه المهن يقوم بها الجنس الذكري ولكن هذه المرة وجدنا فتاة في ربيع عمرها تقوم بهذا العمل فما السبب؟؟!!

تعلقي الشديد بمهنة والدي دفعني إلى امتهانها

تقول شام سليمان: “بدأت العمل في مغسلة أبي الخاصة منذ ثلاث سنوات، والآن عمري أحد عشر سنة، حيث طرح أبي فكرة عملي في المغسلة بسبب معرفته بحبي الشديد لعمله، لذلك لم أتردد في تعلم هذه المهنة وأنا لا أخجل أبداً لممارستي هذا العمل، لذلك باشرت العمل والتعلم في مجال تغيير زيت السيارات والمصافي وتنظيفها”، وأضافت شام بالقول: “أيقنت أن العمل بهذا المجال ليس حكراً على الرجال فقط، فرؤيتي لتعلق الناس بي أثناء رؤيتهم بأني أجيد عملي يزيد من ارتباطي بهذه المهنة التي أحببتها، وخاصةً في مثل حالتي لأن وضعنا المادي كان سيئاً فكان من واجبي مساعدة والدي؛ لأن أخواتي رفضن مشاركة أبي العمل في المغسلة بالرغم من وجود شقيقتين يكبرانني بالعمر”، وأكدت شام أنها على دراية تامة بكافة أنواع السيارات ولا سيما فيما يتعلق بكمية الزيت المطلوبة للمحركات كافةً، إضافةً إلى التوقيت الذي يجب على سائق كل سيارة أن يلتزم به أثناء تغييره للزيت والمصافي، وهي تملك معلومات تامة عن كافة أنواع زيوت السيارات.

ضيق يد الحال دفعني إلى طلب العون من بناتي

وفي سياق الحديث عن عمل شام في مهنة غسيل السيارات وهي ما زالت طفلة، أوضح لنا عبد الجليل سليمان، والد شام بقوله: “لدي سبعة بنات إحداهن من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبسبب ضيق الحال وسوء الأحوال المادية وعدم وجود عمال يساعدوني، طرحت فكرة أن تساعدني إحدى بناتي في العمل، لا سيما أن المغسلة قريبة من المنزل، أعجبت ابنتي شام بالفكرة وهي التي كانت ترافقني دوماً إلى المغسلة وأرادت أن تقدم لي يد العون، لذلك بدأت بالعمل في المغسلة منذ ثلاث سنوات، وهي تحب العمل هنا وأصبحت خبيرة بأمور السيارات وكافة المعلومات المتعلقة بها”.

وتابع عبد الجليل بأن إرادة شام القوية في التعلم، مكنتها بأن تكون مميزة في عملها، فكافة الزبائن عندما يرتادون المغسلة يطالبون شام بالاسم، وكل من يأتي إلى المغسلة يسأل عنها كيف تعمل هي بتصليح السيارة وتنظيفها وغسلها، في الحقيقة كان لا بد من دخول ابنتي شام إلى المغسلة الخاصة بي بسبب الظروف المعيشية الصعبة، وكوني لا أستطيع أن أقدم ذلك المبلغ المالي في كل نهاية شهر لعمال المغسلة الذين كانوا سوف يعملون هنا.

واختتم عبد الجليل قوله: “وبدوري أشجع شام أيضاً على الذهاب إلى المدرسة وإكمال تعليمها إلى جانب تقديمها المساعدة لي هنا، فهي توفق بين ساعات المدرسة وساعات العمل في المغسلة”.