أفواج الإطفاء في الحسكة وسري كانيه ما بين التميّز والإهمال

تقرير/ عبد الحميد محمد –

روناهي/ سري كانيه – يختلف عمل أفواج الإطفاء من منطقة إلى أخرى، فهناك تمييز وإهمال في العمل كما في الحسكة وسري كانيه، وبحثنا هذا سيثبت دور تلك الأفواج ونواقضه في آن واحد.

يعتبر فوج الإطفاء أو الدفاع المدني أحد أهم المراكز لحماية الناس وممتلكاتهم وإنقاذهم من حريق أو غرق أو حادث سير أو تعرضهم لأي طارئ في وقت الحرب والسلم، وهو ما يتطلب التدريب العالي والجهوزية الكاملة في كافة الأوقات.

فوج إطفاء الحسكة عمل دؤوب…

في لقاء أجرته صحيفة روناهي مع قائد فوج الإطفاء في الحسكة أحمد مهدي علي، الذي حدثنا عن عمل فوج الإطفاء وجهوزيته قائلاً: “يتكون فوج الإطفاء في مقاطعة الحسكة من 37 عنصر ما بين إداري وعامل ميداني، مقسمين لثلاثة زمر، يتبادلون المناوبة بشكلٍ يومي على مدار 24 ساعة، لتحقيق أهدافنا الإنسانية وسير طبيعة عملنا بالشكل المناسب في إطار الخدمات العامة والإنسانية، ولتلبية أي طارئ في أي وقت”.

وعن المواد المستخدمة في إطفاء الحرائق قال علي: “في حال نشوب حريق نفطي أو متعلق بالمواد النفطية فإننا نستخدم مادة (الفوم)، الخاصة بإخماد الحرائق النفطية ومشتقاتها، ونستخدم البودرة وهي مادة كيميائية لإطفاء الحرائق المتعلقة بالكهرباء والأثاث والبلاستيك، وحتى لإخماد حرائق السيارات، وفي حال وردنا اتصال طوارئ بنشوب حريق في أي مكان تكون سيارة إطفاء جاهزة وتذهب في أقل من دقيقتين”.

وأشار علي بأنه دائماً ما يقومون بإنذار وهمي أو تدريبي لاختبار مدى جهوزية طاقم العمل وسرعته في تلبية النداء، وتابع قائلاً: “قمنا بتلبية نداءات بعيدة، وحققنا النتائج المرجوة بإطفاء الحرائق، ومن هذه النداءات قمنا في أحد المرات بتلبية نداء استغاثة في مدينة تل أبيض (كري سبي)، والهول والشدادي وعدة مناطق خارج المدينة، وكان الناس يثنون علينا في ردة فعل إيجابية لسرعتنا في إخماد الحرائق وتقليلنا من الخسائر البشرية والمادية، من الضروري جداً إلمام عامل إطفاء بطبيعة عمله وما يمكن أن يوجهه في حال حدوث أي طارئ، سواءً كان حريق أو حادث سير أو انهيار”.

التدريب والتأهيل أساسي لعناصر الفوج

وفي هذا السياق حدثنا مسؤول قسم التدريب والتأهيل في فوج الحسكة إبراهيم حسين عن قيامهم بجولة إدارية على كافة أفواج إطفاء الفرعية في مقاطعة الجزيرة وإخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة، وأضاف بالقول: “قمنا أيضاً بتدريبهم على الإسعاف بسبب الضرورة الملحة والأساسية لعامل الإطفاء، فيجب على كل عامل إطفاء أن يعرف طريقة الإسعافات الأولية وأن يكون ملماً بها”.

أما بالنسبة للنواقص، أثنى فريق العمل في الحسكة على الإدارة الذاتية لتوفيرها كل ما يلزم وأشاروا بأنه لا ينقصهم في الوقت الراهن سوى سيارة إسعاف.

أين إطفاء سري كانيه من الحوادث؟؟!!

 ومن خلال هذا الحديث ورؤيتنا لواقع العمل في فوج إطفاء الحسكة نستطيع أن نلاحظ التميز والجهوزية في عمل فوج إطفاء في مقاطعة الحسكة، خلافاً بكل التفاصيل للواقع المُزري لفوج الإطفاء في مدينة سري كانيه، والذي لم يستطيع تلبية النداء لأقرب نقطة لا تبعد عنه إلا بضعة كيلو مترات، والسبب واضح بكل تأكيد؛ وهو عدم وجود أي سيارة إطفاء من أصل ثلاثة سيارات بالخدمة أي إن جميع سيارات الإطفاء في المرآب إطفاء بمدينة سري كانيه خارج الخدمة وغير صالحة للعمل، وبعد وصول سيارة إطفاء تابعة لفوج إطفاء تل تمر منع أهالي قرية تل ذياب دخول السيارة إلى مكان وقوع الحريق في ردة فعل غاضبة من عدم وصول فريق إطفاء بالوقت المناسب ووصوله متأخراً جداً حتى التهم الحريق كل ما يمكن، وأطفئ من تلقاء نفسه.

عند رؤية العمال في فوج الإطفاء لا يمكن لأي مواطن في المدينة من تمييز عامل إطفاء من عامل الصيانة في الصرف الصحي أو عامل النظافة، كون جميع العمال في المرأب التابع لمجلس بلدية الشعب غير مميزين بزي موحد ميداني حسب اختصاصهم.

الإهمال يؤدي إلى النواقص

وقد صرح بعض عمال الإطفاء عن سبب عدم القيام بواجبهم في الفوج ونسبوا ذلك إلى الإهمال من قبل الجهات المعنية فتحدث العامل (أ. ص) عن هذا الشأن، وأكد لصحيفتنا متأملاً تغيير الحال في إيصال صوته للجهات المعنية من خلال الصحيفة قائلاً: “إن النقص والإهمال ليس محصوراً في الآليات فقط، وإنما لنا كعمال إطفاء أيضاً، حيث يطلب منا في أغلب الأحيان أن نقوم بشطف المدارس، والنزول في مجارير الصرف الصحي بعيداً عن اختصاصنا وصفتنا الوظيفية كعمال إطفاء، وليس لدينا لبس موحد يعبّر عن طبيعة عملنا ولا يوجد إلا أربعة عناصر في قسم الإطفاء، طبعاً مع غياب هاتف مخصص  للمواطنين للإبلاغ عن أي حالة طوارئ.

وتحدث أيضاً العنصر في الفوج (أ- أ)، على إنهم قاموا بتوجيه عدة خطابات لإصلاح سيارات الإطفاء ولكن دون جدوى.

والجدير بالذكر إن سيارات الإطفاء في مدينة سري كانيه خارج الخدمة وعاطلة عن العمل لأكثر من سنة، ومنهم من يعزو هذا التقصير لهيئة البلديات والبعض الآخر لفوج الإطفاء المركزي في مقاطعة الحسكة، والسؤال هنا برسم الجهات المعنية والمسؤولة عن هذا الإهمال الذي يمس بأمن المواطن بشكلٍ مباشر.