المقاومة لا ترتبط بالسن بل بالإرادة والإصرار

تقرير/ جعفر جعفو، غاندي علو –

الرغبة في المقاومة والصمود غير مرتبطة بالسن، بل هي مرتبطة بالإرادة الصلبة التي تتشبث بالأرض وتراب الوطن، والمواطن محمد شيخو خير مثالٌ على المواطن المناضل، رغم كبر سنه.

في عفرين كثرت قصص المقاومة والنضال من قبل أهالي عفرين، لأن أولئك الأهالي لم يهربوا من القذائف والصواريخ التي أسقطها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على المقاطعة، والتي بدأت في 20 كانون الثاني من العام المنصرم.

المواطن محمد شيخو من أهالي منطقة راجو التابعة لمقاطعة عفرين يبلغ من العمر 64 عاماً، أبى الخروج من منطقته وقاوم المحتلين فيها حتى 1 آذار 2018م.

لن نترك أرضنا لمن ليسوا أهلها

وخلال اللقاء مع المواطن محمد في أيام مقاومة العصر، أكد المواطن أنهم لم ولن يتخلوا عن أرضهم، وتابع قائلاً: “مر 20 يوماً وكان ما زال القصف مستمراً على منطقة راجو، وكانت لا تمر ساعة دون أن تشهد قصفاً بالمدفعية والطائرات والدبابات، كافة أنواع الأسلحة الحديثة يستخدمها ضد المدنيين، ماذا يريد أردوغان منا؟، ما هدفه من استهداف المدنيين؟، هل يريد إرهابنا وجعلنا نخرج من منطقتنا، نحن لن نترك هذه الأرض لمن ليسوا أهلها، هذا سلاحنا وهذه روحنا ولن نتركه، وسنحارب به المحتلين ولن نسمح لهم بالبقاء بأرضنا مهما زادوا من هجماتهم”.

ويقيم المواطن محمد الآن في مخيم برخدان في ناحية فافين، مثله مثل مئات الآلاف من أهالي عفرين يقاومون في الخيّم والمنازل المدمرة، ليؤكدوا تشبثهم بأرضهم وعدم التخلي عنها.

التشارك في خدمة الأهالي

سرد المواطن محمد عما عاشه خلال الأيام التي بقي فيها في منطقة راجو وأضاف قائلاً: “مع بدء هجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على منطقة راجو، التجأ الآلاف من الأهالي إلى الأقبية للاحتماء من القصف، ولعدم قبولهم الخروج من راجو وتركها للمحتلين لقمة سائغة، وعليها بادرت أنا لحمل السلاح وحماية منطقتي من المرتزقة”.

وقال: “كما قمنا بخدمة الأهالي في تقديم المأكل والشراب لهم تحت القصف والقذائف التي كانت تقع على راجو، وقمنا بحماية راجو وتلة كفري كر بجانب مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة من هجمات المرتزقة وشاركناهم في حمايتها، كون المقاومة لا ترتبط بالسن بل بالإرادة والإصرار وحماية الوطن يقع على عاتق الكل بدون استثناء، واجهنا القصف وكافة المصاعب التي ظهرت لنا ولم نتراجع أبداً، المحتلين قتلوا الأطفال والنساء والمسنين ولم يُفرقوا بين أحد في قصفهم، أرادوا إبادة الأهالي، ولكننا نحن قلنا كلمتنا في المقاومة”.

سنطرد المحتلين من أرض الزيتون

وأشار بأنه في راجو كانت تتواجد حوالي 10 أقبية فقد تم تنظيفها لأجل الحماية من أي خطر يطال المنطقة، وفي تلك الأيام بدأ الجيش التركي مع 20000 من مرتزقته بالهجوم على مقاطعة عفرين، حينها بدأ أهالي راجو بالتوجه إلى الأقبية لأجل الاحتماء من القصف المتواصل آنذاك، وقبع في تلك الأقبية الآلاف من أهالي قرى منطقة راجو، وتابع قائلاً: “كنا نمدهم بالأكل والشراب بالرغم ما كانت تشهدها المنطقة من قصف متواصل دون توقف، فقد كنا نحارب من أجل الأرض، فكيف لنا أن نتركها ونفر منها ونتخلى عن من ليسوا أهلاً لها؟!”.

واختتم محمد قائلاً: “اليوم بقائنا في الشهباء له طابع آخر في المقاومة، سنفعل كل شيء لأجل تحرير عفرين فهي أرضنا وستبقى لنا، وسنطرد المحتلين من أرض الزيتون”.