تقرير / إيفا ابراهيم –
روناهي / قامشلو – بسبب تضخم أعداد اللاجئين القادمين من المناطق التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية من مرتزقة داعش، يعاني اللاجئين في مخيم الهول من نقص المأوى والاحتياجات، فالإدارة تسعى لسد حاجاتهم إِلا أن المنظمات الإنسانية غائبة عن القيام بدورها.
مخيم الهول أكبر المخيمات على مستوى الشمال والشرق السوري يقع شرقي مدينة الحسكة على بعد 45كم، يحتضن اللاجئين العراقيين النازحين من مناطقهم نتيجة ممارسات المرتزقة خلال حملة تحرير الموصل، بالإضافة إلى استقبالها للاجئين السوريين الذين تم تحريرهم خلال حملة تحرير المناطق من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وفي الآونة الأخيرة ومع تواصل قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور بتحرير المدنيين وعوائل مرتزقة داعش واقتيادهم إلى مخيم الهول، لهذا السبب هناك أعداد ضخمة من اللاجئين المقيمين في المخيم وسط غياب المنظمات للقيام بدورها الإنساني.
أكثر من 53 ألف نازح يقطن في المخيم
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول أوضاع مخيم الهول ألتقت صحيفتنا روناهي مع الإدارية في إدارة المخيمات ماجدة أمين في مقاطعة الحسكة والتي حدثتنا عن واقع المخيم منذ نشوئه قائلة: “اُفتتحت الإدارة الذاتية في مخيم الهول في عام 2016م، لاستقبال اللاجئين العراقيين الفارين من الموصل، بالإضافة إلى استقبالها للاجئين السوريين وتوزيعهم على مخيم الهول والعريشة ومبروكة ولكن النسبة الأكبر كانت في مخيم الهول نظراً لكبر مساحتها، ولكن بعد حملة عاصفة الجزيرة في بلدة الهجين تواصل قوات سوريا الديمقراطية تحرير المدنيين من قبضة مرتزقة داعش الذين انغمست حياتهم بالظلام في حكم داعش وأصبحت الأعداد كبيرة وفاقت التقديرات وزاد عليهم من يسلمون أنفسهم من عوائل المرتزقة وقادتهم لقوات سوريا الديمقراطية، والجميع الآن هم في مخيم الهول، ولهذا السبب أعداد النازحين واللاجئين ازدادت ليصل عددهم أكثر من 53 ألف شخص”.
توسيع المخيم لاستيعاب أعداد أكبر
وأضافت ماجدة بأن مساحة مخيم الهول كانت تبلغ 8 كم وهذه المساحة كانت كافية لاستيعاب 40 ألف شخص ولكن بعد حملة عاصفة الجزيرة في بلدة هجين كان يتم استقبال 2000 شخص في اليوم الواحد لذا عملت الإدارة على توسيع مساحة المخيم لاستيعاب النازحين.
وأكدت ماجدة في حديثها بأنه في المخيم كان مؤلفاً من خمسة قطاعات، ونظراً لتزايد أعداد النازحين قامت إدارة المخيم بتوسيع مساحته وتجهيز قطاعين جديدين (السادس والسابع)، لتصبح مساحة المخيم 11 كم.
توزيع اللاجئين في قطاعات المخيم بشكل منظم
وأشارت ماجدة بأن عملية إحصاء اللاجئين في المخيم بالقطاعات على الشكل التالي: اللاجئين العراقيين في قطاعين الأول والثاني والثالث وبلغ عددهم ما يقارب 22 ألف شخص، أما القطاع الرابع والخامس للاجئين السورين وبلغ عددهم ما يقارب 26 ألف شخص، أما بالنسبة للقطاعين السادس والسابع المخصصة لعوائل مرتزقة داعش الذي بلغ عددهم ما يقارب 3500 شخص ولا زال العدد في تزايد.
وأضافت “أن اللاجئين من مرتزقة داعش هم من جنسيات مختلفة، ولكن غالبيتهم من الجنسية الروسية”.
ونوهت ماجدة بأنه عند وصول النازحين إلى مخيم الهول تسارعت إدارة مخيم الهول على الفور بكافة أقسامها الإغاثية والخدمية لتقديم كل ما يحتاجوه، كما تسارع فرق الهلال الأحمر الكردي أيضاً إلى معالجة المرضى لتقديم الخدمات الصحية إليهم، بالإضافة إلى نقل العشرات من النساء الحوامل والمسنين إلى مشافي مدينة الحسكة، وكما يتم أخد البيانات الشخصية لهم ومعرفة هويتهم لأخذ بعض الإجراءات الأمنية حسب قوانين المخيم.
دعم الإدارة للنازحين مع غياب المنظمات الإنسانية
وتابعت ماجدة أمين قائلةً: “نواجه العديد من الصعوبات في المخيم بخاصةً في تأمين الخيم للاجئين، وأن مطالب اللاجئين هو تأمين الاحتياجات اللازمة لتسير أمورهم الحياتية فقط، والإدارة الذاتية تعمل كل ما بوسعها لتقديم كافة الاحتياجات لهم، رغم قلة الإمكانيات، وبنفس الوقت الكثير من المنظمات تتغافل عن القيام بمهامها.
وأضافت “المنظمات التي تعمل في المخيم أغلبها لا تقوم بمهامها بالشكل المطلوب، والمساعدات التي توزع لا تسد حاجتهم”.
وأردفت ماجدة: “أن الصعوبة الكبرى التي نواجها في المخيم هي من ناحية تقديم الخدمات الصحية، فعلى الرغم من أن الهلال الأحمر الكردي يعمل ما بوسعه لتقديم كافة الخدمات الصحية لهم وتغطية كامل مساحة المخيم، ولكن هنالك أعداد كبيرة من اللاجئين مصابين بمرض سوء التغذية بخاصةً الأطفال وكبار السن من منطقة هجين الذين كانوا تحت الحصار من قبل مرتزقة داعش، بالإضافة إلى صعوبة وصولهم إلى المخيم وبقاءهم لأيام في الشاحنات التي تنقلهم، وهناك بعض الحالات التي يتم تحويلها إلى مشافي الحسكة، ولكن نظراً لكبر العدد المرضى المقيمين في المشافي بالحسكة يقوم أعضاء الهلال الأحمر بتقديم كافة الخدمات ضمن المخيم”.
وأضافت “هنالك ثمانية أطفال مصابون بمرض السل نسعى لمعالجتهم لعدم انتشاره، بالإضافة إلى هنالك أطفال مصابون بمرض اللشمانيا ومنظمة الصحة العالمية تقوم بتقديم الخدمات اللازمة لعدم انتشارها وقد تجاوزوا مرحلة العدوى”.
علينا تغيير الذهنية التي رسخها داعش في عقول الأطفال
وأشارت ماجدة بأنه منذ بداية تأسيس المخيم بعض المنظمات المختصة للأطفال مثل اليونسيف قامت بإنشاء مدارس لتدريس الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين (9 -12) سنة، حسب الإمكانيات المتوفرة لإعادة تأهيلهم لاسترجاع العيش في حياتهم الطفولية، ولكن في الآونة الأخيرة ازدادت أعداد للاجئين بشكل كبير لذا على المنظمات الإنسانية القيام بدورها بالشكل المطلوب وبخاصة من ناحية دعم الأطفال الذين كانوا محاصرين في مناطق المرتزقة والعمل على تغيير الأفكار المستوعبة من قبل المرتزقة وإعادة مفهوم الإنسانية والنفسية إلى فكرهم وذاكرتهم.
ونوهت ماجدة بأن في بداية استقبال اللاجئين بخاصةً عوائل المرتزقة واجهنا الكثير من الصعوبات من ناحية مفاهيمهم والخوف الذي يملكونه لتقبل نظام الإدارة الذاتية الذي يجري ضمن المخيم، ولكن مع مرور الوقت سيتم تقبلهم لهذا النظام للعيش بحياة طبيعية، وهذه المهمة تقع على عاتق إدارة المخيم لتعمل ما بوسعها في تحقيق ذلك.
وأضافت “هنالك رغبة للاجئين السوريين المقيميين في المخيم منذ سنوات بالعودة إلى ديارهم، ويعود السبب أن الإدارة الذاتية تكون حاكمة بإدارة مناطقهم وحمايتها وإعادة الرونق إليها.
الاهتمام بواقع المرأة في المخيم
وأكدت الإدارية في إدارة المخيمات ماجدة أمين قائلة: “أن النظام الذي يجري ضمن المخيمات كنظام أي منطقة تابعة للإدارة الذاتية هنالك نظام المجالس والكومينات ضمن المخيم في كل قطاع، بالإضافة إلى وجود لجنة حماية المرأة تقوم بإعطاء محاضرات أخلاقية وغيرها للعيش بحياة طبيعية، وتم التركيز على تطبيق قوانين المرأة ولمعرفتهم بأن المرأة لديها كافة حقوقها في المجتمع، بالإضافة إلى الموافقة التي تؤخذ من قبل إدارة المخيم للزواج وتوقيف حالات زواج القاصرات أو تعدد الزوجات.
وأضافت ” أن مخيم الهول بحاجة لفترة زمنية لتعود إلى نظامها كما كان في السابق، والسبب هو استقبال أعداد ضخمة من اللاجئين وهذا أثّر على النظام القائم في المخيم إلى أن الإدارة ستعمل بكل طاقاتها لتنظيم الأمور في المخيم.
واختتمت ماجدة حديثها بالقول: “أن أبواب مخيم الهول مفتوح أمام جميع اللاجئين ونسعى لاستقبالهم برحابة الصدر وحسب المعايير الإنسانية التي تُتطلب، ولكن نطالب المنظمات الإنسانية الصامتة التي تتغافل عن مهامها للعمل بشكل كبير، فأن عملها هو العمل الإنساني لكنها غائبة عن تحقيق ذلك، فمطالب اللاجئين هي تلبية الاحتياجات اللازمة والضرورية فقطـ.
