روناهي/ عين عيسى ـ استهجنت نساء عين عيسى، العنف الممارس بحق النساء لأسباب عدة، وحذرنَّ من نتائجه التي قد تدفع إلى الانتحار أو القتل، مبينات بأن التوعية هي السبيل إلى إحداث ثورة ذهنية مجتمعية تقضي على العنف.
تستمر ظاهرة العنف ضد المرأة بأشكالها، لأسباب تعود إلى الضغوطات المجتمعية وهيمنة عقلية التسلط في مجتمعاتنا، ويضاف إليها تبرير حوادث قتل النساء أو الانتحار، حيث عادت حالات انتحار وقتل النساء في الآونة الأخيرة، منها حالتا انتحار وقتل في مدينة كوباني، وحالة انتحار أخرى لشابة في مدينة قامشلو، وحالة قتل بحق امرأة بطريقة وحشية في مدينة حلب في وقت متزامن.
ولاقت هذه الحوادث استنكاراً شعبياً، حيث أدانت منظمات نسوية وشعبية في عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا جرائم القتل والعنف ضد المرأة، وطالبت للحد من ظاهرة الانتحار والقتل بحق النساء، وذلك بتحسين الجانب المعيشي لبعض الأسر التي تعاني من فقر مادي، ونشر الوعي المجتمعي لهذا الظاهرة.
المرأة ترفض العنف
وبهذا الصدد، قالت الإدارية بمؤتمر ستار في عين عيسى هدلة حج مسلم: “المرأة السورية تحدت المستحيل خلال أكثر من عقد ضد الذهنية الذكوريّة السلطويّة، ومنذ عقود مضت لأجل الوصول إلى حقوقها ونيل حريتها، لكنها ما زالت تتعرض لحالات العنف الممنهج الذي يمارس بحقها في المجتمع بشكل عام، إلى جانب التهميش وضغوطات مجتمعية ومعيشية، لذلك نرى أنّ المرأة تسعى دائماً من أجل رفع الظلم والاضطهاد عن نفسها”.
وأردفت: “في الحروب، نرى أن المتضرر الأكبر هو المرأة، ولكننا لا ننكر بأنّه على الرغم من كل الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة من تحديات وصعوبات وعقبات تمكنت المرأة من النهوض، وأثبتت مرة أخرى دورها الفعّال في المجالات كافة”.
ولفتت: “بالرغم من التقدم والتطور الذي يشهده العالم بأسره، نرصد حالة واحدة من ثلاث نساء في العالم للعنف الجسدي والنفسي بشكل يومي، أي أنها كانت ولا تزال تعاني من أشكال العنف الممارس ضدها أسرياً واجتماعياً”.
توعية المجتمع بخطر العنف
من جانبها، بينت المواطنة بيريفان مسلم: “العادات والتقاليد البالية التي مازالت مسيطرة على مجتمعاتنا، هي من أسباب العنف وتدفع إلى ظواهر متعددة كالانتحار، بالإضافة إلى تردي الأوضاع المعيشية وازدياد عدد الأسر الفقيرة، نتيجة تبعات الأزمة السورية، لذلك نرى أن هذه الأسباب مجتمعة كانت أم منفردة، ساعدت على زيادة حالات العنف ضد المرأة في المجتمع، مما يؤدي في كثير من الأحيان للجوء إلى الانتحار”.
وأضافت: “لذلك يقع على عاتق المؤسسات المعنية بقضايا المرأة، بذل الجهود من أجل توعية النساء، والوصول إلى كل امرأة داخل منزلها لمعرفة العقبات والصعوبات التي تعاني منها، والعمل على توعيتها وتمكينها لمعرفة حقوقها وواجباتها”.
وأنهت “بيريفان مسلم” حديثها، بالتأكيد على وجوب تثقيف المجتمع لمكانة المرأة، وتمكينها مجتمعياً واقتصادياً ومعيشياً، وجعلها تأخذ مكانتها ودورها الفعَّال في بناء المجتمع، والكف عن التصغير من شأنها، للنهوض بالمجتمع: “نعتقد بأنَّ المجتمع لا يُمكن النهوض به دون أن تأخذ المرأة دورها، هذا الأمر يتطلب الكثير من الجهد والعمل من المنظمات النسوية ورفع ثقافة ووعي المجتمع”.