قامشلو/ جوان محمد ـ شهد العام المنصرم 2024، تهافتاً كبيراً من الفرق للحصول على الترخيص كنادي من الاتحاد الرياضي في إقليم شمال وشرق سوريا، ولكن لم يمضِ عام حتى شهدنا تناقص عدد هذه الأندية، وشكّل العامل المادي السبب الرئيسي لحلِّ عدد كبير منها.
ووصل عدد الفرق التي رُخّصت كأندية 22 نادياً من بينها ناديين خاصين بالمرأة أي يشارك هذان الناديان فقط بالبطولات الأنثوية.
وفي الشهر الماضي ومع انطلاق بطولة دوري الدرجة الأولى للرجال لكرة القدم للأندية في إقليم شمال وشرق سوريا، توضح أنه لم يبقَ غير 11 نادياً بالإضافة للناديين الخاصين بالمرأة ( ستيرك ـ بيمان).
تجربة سابقة لم تُلاقِ النجاح!
ويعتبر انسحاب وحل تسعة نوادي لنفسها انتكاسةً كبيرةً على صعيد رياضة الإقليم، وتدل على الكثير من الأمور التي يُتطلب الوقوف عندها، وخاصةً لماذا لم يستفاد من تجربة ترخيص الأندية في مقاطعة الجزيرة؟ والتي وصلت قبل سنوات إلى وجود 26 نادياً في المقاطعة من بينها عدة نوادي كانت للمرأة فقط.
وبعدها بدأت رحلة تساقط الأندية وحل نفسها ليبقى حوالي 14 نادياً، وكان هناك تساهل كبير من المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة بخصوص منح التراخيص، فالاتحاد كان يتجاوز عدم امتلاك الكثير من الأندية للمقومات الأساسيات التي تخوّله وتستوفيه شروطه أن تصبح هذه الفرق أندية، ومنها مثلاً عدم وجود مقراً للنادي!، حيث كانت مقرات بعض الأندية صالونات حلاقة ومحلات لمختلف المواد الغذائية…وإلخ، ولكن منح المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة الكثير من التسهيلات مما شكّل ذلك دافعاً كبيراً للكثيرين من الأشخاص بتشكيل أندية هو الآخر مثل الآخرين، وعلى مبدأ “مافي حدا أحسن من حدا”، وهكذا وضع الجميع الضريبة لتغاضي المجلس الرياضي عن التجاوزات التي كانت تحصل من قبل النوادي، ولتتساقط هذه الأندية واحداً تلو الآخر، ويبدو على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا أصبحنا نعايش التجربة نفسها والواقع يؤكد حديثنا.
فبعد تشكيل الاتحاد الرياضي في إقليم شمال وشرق سوريا، وتحول كل الأندية بالمقاطعات المختلفة إلى فرق، ومنح صفة نادٍ فقط لكل فريق يحصل على الترخيص من الاتحاد الرياضي في الإقليم، ومع فتح باب الترخيص لغاية منحها، فقط شهد الإقليم العام الماضي منح 22 ترخيصاً، والآن لا نجد غير 13 نادياً في الميدان! فأين تبخرت تلك الأندية ولم يمضِ عام على ترخيصها؟
إن السبب الرئيسي الذي يكمن في حل معظم الأندية لنفسها هو العامل المادي، فهذه الأندية لم تتوفر لها القدرة المالية الكافية للمشاركة بالبطولات والتعاقد مع اللاعبين واللاعبات في مختلف الرياضات، بحسب المعلومات المتواجدة لدينا.
ولا نعلم هل كانت هذه الأندية تضع الرهان على الاتحاد الرياضي في الإقليم كي يمدها بالمساعدات المالية للحفاظ على مسيرتها ورحلتها كنادٍ؟ ولكن هل الاتحاد الرياضي قادر على دعم هذا العدد الكبير من الأندية؟
ولماذا الأندية بالأساس لا تقوم بدراسة مستفيضة لإمكانياتها قبل التوجه لترخيص نفسها؟
وفي الوقت نفسه؛ هل بالفعل كانت تلك الأندية مستوفيةً لشروط الترخيص أو بالفعل حصل تساهل من قبل الاتحاد الرياضي لزيادة عدد الأندية التي سترخص نفسها؟
ولكن انتهج الاتحاد الرياضي في الإقليم سياسة الكم وليس النوع.
رحلة الترخيص للأندية
الآن الاتحاد الرياضي في إقليم شمال وشرق سوريا يجني ثمار ما فعله من التغاضي تجاه الفرق التي قدمت على الترخيص كي تصبح نادياً في الإقليم، كما نسرد لكم مسيرة بدأ التحضير لمنح التراخيص من البداية وإلى يومنا هذا:
إن رحلة ومشروع ترخيص الأندية بدأ مع الإعلان عن تشكيل الاتحاد الرياضي بشمال وشرق وسوريا، وذلك بتاريخ 4/5/2023، وفي العام نفسه الذي شُكّل فيه الاتحاد فقد بدأ ينظم العمل بمكاتبه لمختلف الألعاب، كما شهد العام نفسه وضع نظام تراخيص الأندية الرياضية، وذلك ليكون الرقم (1) بتاريخ 20/11/2023، وعلى هذا الأساس شهد العام 2024، خطواتٍ هامة ومفصليّة في رياضة الإقليم، وأولها منح التراخيص إلى 22 نادياً لمزاولة العمل الرياضي في الإقليم، ولكن سرعان ما أعلن نادي شبيبة الحسكة عن اعتذاره عن استمراره كنادٍ، وبحسب المعلومات السبب المادي كان الرئيسي في اتخاذ هذا القرار.
وبتاريخ 20/2/2024، عُقِد اجتماع سنوي بين الاتحاد الرياضي في إقليم شمال وشرق سوريا والاتحادات الرياضية في المقاطعات بالإقليم، والتي تم تحويلها إلى مجالس رياضية، وكانت من أهم مُخرجاته وقتها فتح باب تراخيص الأندية الرياضية على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا.
وبتاريخ 16/4/2024، بدأ فتح باب الترخيص للأندية في إقليم شمال وشرق سوريا ولغاية 1/6/2024، كما تم حل الأندية كافة في المقاطعات وتحويلها إلى فرقٍ شعبية، بالإضافة لحل المكاتب الرياضية بالمجالس وتحويلها إلى لجانٍ بحسب اختصاصها.
وبتاريخ 21/4/2024، شُكِّلت لجان خاصة بالتراخيص ضمن المجالس الرياضية بالمقاطعات التابعة للاتحاد الرياضي بإقليم شمال وشرق سوريا.
وبتاريخ 22/4/2024، تم تشكيل لجنة تمييز التراخيص للأندية من قبل الاتحاد الرياضي في إقليم شمال وشرق سوريا بقرار رقم (2) للعام 2024، وكانت أسماء اللجنة على الشكل التالي:
ـ عبد الرزاق شلاش رئيساً.
ـ مجد جديد عضواً.
ـ جوان داوود عضواً.
وبتاريخ 1/6/2024، أعلن الاتحاد الرياضي في إقليم شمال وشرق وسوريا عن تمديد فترة تقديم الطلبات للفرق للحصول على رخصة نادي إلى تاريخ 15/6/2024، وذلك لفتح المجال أكثر أمام الفرق لتقديم طلباتها كي تصبح أندية في الإقليم. وبعد نهاية هذه الفترة الأندية التي تقدمت للترخيص كانت 22 نادياً، من مقاطعات بالإقليم.
وبعد انتهاء مهلة تراخيص الأندية وتقديم لجان تراخيص الأوراق والسجلات للاتحاد الرياضي لإقليم شمال وشرق سوريا، وعقد الاتحاد الرياضي لإقليم شمال وشرق سوريا اجتماعه الدوري بتاريخ ٢٥/٨/٢٠٢٤ وناقش الاجتماع، عمل المجالس الرياضية والصعوبات التي واجهتهم، وانتهى الاجتماع بعدة مُخرجات وكان من ضمنها:
ـ إعطاء ترخيص للفرق الرياضية التي استوفت الشروط المطلوبة لمزاولة العمل بصفة نادي رياضي على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا.
وبتاريخ 22/9/2024، تم منح التراخيص كأندية للفرق التي قدّمت على الحصول على الترخيص من قبل الاتحاد الرياضي في إقليم شمال وشرق سوريا، وكان عددها 22 نادياً مرخصاً، علماً بعدها اعتذر نادي شبيبة الحسكة وقرر إيقاف نشاطه الرياضي لعدم امتلاكه القدرة المالية للمشاركة في البطولات بالإقليم.
وهنا أًصبح عدد الأندية التي ستشارك في البطولات التصنيفية 19 نادياً، فضلاً أن ناديي ستيرك وبيمان من مقاطعة الجزيرة فستكون مشاركتهما فقط في البطولات الرياضة النسائية، لأنهما أندية خاصة بالمرأة.
وفعلياً حالياً يشارك في دوري كرة القدم للدرجة الأولى للرجال في إقليم شمال وشرق سوريا فقط 11 نادياً، من جانبهما يستمر ناديا بيمان وستيرك مواصلة استعداداتهما للاستحقاقات القادمة على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، وهنا نشهد توقف تسعة نوادي في الإقليم قبل مرور عام واحد على ترخيصها، وكانت لأسباب مختلفة وأولها كانت بسبب ضعف الإمكانيات المادية لدى هذه الأندية التي بالأساس كان من الأفضل التريث لطلب الترخيص من قبلها، كون هذه الأندية تدرك تماماً أن مصاريف المشاركات بالبطولات لحالها يلزمها الكثير من الأموال، ناهيك عن الرواتب والحوافز للكوادر الفنية والإدارية واللاعبات واللاعبين، ولذلك التسرع والتهافت على الترخيص من قبل إدارات الأندية والتساهل الذي قُدّم من الاتحاد الرياضي في إقليم شمال شرق سوريا أدى في النهاية إلى ما نحن عليه الآن وهو تناقص عدد الأندية بشكلٍ كبير في ظرف أقل من عام.