روناهي/ تل حميس – من طفل يسحره جمال الطبيعة إلى شاب يسعى لأن يكون اسمًا مرموقًا في عالم الفن… مثقال العاشق، فنان جعل الرسم وسيلة للتعبير عن ذاته وأحلامه.
فالفن هو ذلك العالم الذي تتلاقى فيه الأحاسيس مع الألوان، حيث تتحول الفرشاة إلى أداة تترجم أفكار الفنان إلى لوحات تنبض بالحياة. في هذا العالم، يصنع الفنان المبدع “مثقال العاشق” بصمته الخاصة، مستندًا إلى موهبة فطرية ورؤية فنية فريدة.
نشأته وبداياته الأولى في عالم الفن
وبهذا الصدد “التقت صحيفتنا “روناهي” “مثقال العاشق” في منزله والذي يقطن في قرية “الزباء” التابعة للريف الجنوبي لمدينة تل حميس، حيث قال: “وُلدت عام 1999 في منزل طيني بسيط مع عائلة كبيرة وتفتحت عيناي على جمال الطبيعة التي ألهمتني الإبداع وحبي للفن منذ نعومة أظفاري، فجعلت الرسم رحلتي الخاصة، رحلة مليئة بالتحديات، لكنها محفوفة بالشغف والأمل والطموح”.
وتابع العاشق حديثه بشغف: “منذ صغري، ظهرت ميولي الفنية بشكل واضح، كنت أجد في الألوان والأشكال وسيلة للتعبير عن مشاعري وأفكاري ففي كل حجر وكل شجرة، كل ظل وكل نور، كان لي لوحة تنتظر أن تُرسم، أوقات طويلة كنت أقضيها في رسم الطبيعة، مشاهد الحياة اليومية، وحتى الشخصيات الخيالية التي كانت تجول في مخيلتي كان الرسم أكثر من هواية، كان لغة بصريّة أعبر بها عن ذاتي”.
يتابع العاشق: “في عمر التاسعة عشرة، أدركت أن الموهبة وحدها لا تكفي لتحقيق طموحاتي الكبيرة فبدأت بالالتحاق بدورات تعليمية متخصصة لتعزيز مهاراتي وتوسيع آفاقي خلال هذه الفترة، دأبت على قراءة الكتب المتعلقة بفنون الرسم، مما ساعدني على اكتساب تقنيات جديدة وتطوير أسلوبي الخاص”.
ومن بين التقنيات التي أتقنها مثقال العاشق “الرسم الانطباعي” باستخدام الألوان المائية والأكريليك، حيث وجد في هذه الأساليب مجالًا واسعًا للتعبير عن رؤيته الفنية، هذه التقنيات مكّنته من تحويل مشاهد الطبيعة لوحات تفيض بالحياة، ومنحته القدرة على مزج الألوان بسلاسة تعكس أحاسيسه، كما بدأ يستكشف مدارس فنية أخرى مثل الفن التعبيري والواقعي، ما أضاف إلى تجربته ثراءً وتنوعًا.
مشاركة الجمهور
إحدى أبرز المحطات في مسيرة “العاشق” كانت مشاركته لوحاته مع الجمهور عبر وسائل التواصل الافتراضي، هذه الخطوة لم تكن مجرد وسيلة لنشر فنه، بل كانت نافذة للتواصل مع محبي الفن وتلقي تعليقاتهم وآرائهم، هذه التفاعلات كانت وقوداً دفعه للاستمرار في تطوير نفسه، حيث كان لكل تعليق إيجابي أثر كبير في تعزيز ثقته بنفسه، كذلك كانت الانتقادات البناءة حافزًا له لتصحيح مساره وتطوير أسلوبه.
مثقال العاشق يميل إلى ممارسة هواية أخرى لا تقل جمالا عن الرسم، الرسم بالكلمات: “إلى جانب موهبتي في الرسم، أمتلك شغفًا كبيرًا بالكتابة، حيث أرى أن الكتابة والرسم يتكاملان، فكلاهما وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر بأسلوب إبداعي فمن خلال الكتابة، أترجم ما يدور في ذهني إلى كلمات، ومن خلال الرسم أحول هذه الكلمات إلى صور نابضة بالحياة”.
لا ينفك الفنان العاشق يلاحق حلمه الجميل ساعيا لتحقيقه: “سأستمر في رحلة البحث عن تحقيق ذاتي، وسأعيش كل يوم وكأنه لوحة جديدة، أضيف إليها ألواني الخاصة وخطوطي المميزة، طموحي لا يقتصر على أن أصبح فنانًا معروفًا فحسب، بل أن أكون مصدر إلهام للشباب الآخرين الذين يمتلكون مواهب فنية، ولكن ينقصهم الدعم والتشجيع، فأنا أؤمن بأن الفن ليس مجرد موهبة فردية، بل رسالة يمكن أن تحمل قيمًا إنسانية عميقة”.
قصة “مثقال العاشق” ليست مجرد حكاية فنان يسعى لتحقيق حلمه، بل هي قصة شاب رأى في موهبته وسيلة للتعبير عن ذاته، وتحدي للظروف، وبناء مستقبل يليق بطموحاته، فمن خلال الرسم، أثبت أن الأحلام لا تعرف حدودًا، وأن الموهبة عندما تقترن بالإصرار والعمل الجاد تتحول إلى إنجازات حقيقية.
ففي هذا العالم المليء بالتحديات، يبقى الفن هو المساحة الحرة التي يمكن للشخص أن يبدع فيها دون قيود، ومثقال العاشق هو أحد هؤلاء الذين اختاروا أن يجعلوا من هذه المساحة منصة لعرض أحلامهم وأمانيهم هو اليوم في بدايات رحلته، ولكن المستقبل يحمل له الكثير، لأنه ببساطة يمتلك الموهبة، والإصرار… وهي عناصر النجاح التي لا تخطئ طريقها أبدًا.