قامشلو/ ملاك علي – قام الحاج “عمران عبدو”، ممثل مؤسسة “ريتاج للحج والعمرة” في قامشلو، بتوضيح تفاصيل الترتيبات المتعلقة بحجاج هذا العام، مشيراً إلى أن الحجاج السوريين سيغادرون ضمن تكتلات، ومجموعات منظمة بإشراف الهيئة العامة للحج السورية، وبتكلفة تم تحديدها من وزارة الأوقاف السورية.
فريضة الحج، هي الركن الخامس من أركان الإسلام، محطة روحية ينتظرها المسلمون بشغف طوال حياتهم، فهي ليست مجرد رحلة عبادية، بل تجربة إيمانية عظيمة تُطهّر النفوس، وتوحد القلوب، وتجمع المسلمين من كل بقاع الأرض على صعيدٍ واحد، في مشهد قلّ نظيره في العالم.
عودة الأمل للحجاج بعد حرمان طويل
وفي سوريا، كان الحج بالعقود الماضية يتم بتنظيم مباشر من الجهات الرسمية، وبإجراءات واضحة ومنظمة تشمل المحافظات السورية، إلا أن سنوات الحرب والانقسام السياسي والجغرافي أثّرت بشكل كبير على سلاسة هذا التنظيم، وخاصة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، حيث واجه الحجاج هناك صعوبات كبيرة في التسجيل، وغياباً للتنظيم المركزي، ما جعل أداء الفريضة حلماً بعيد المنال للكثيرين.
لكن في السنوات الأخيرة، ومع جهود تنظيمية جديدة تقودها الهيئة العامة للحج والعمرة السورية، عاد الأمل للحجاج في هذه المناطق، وتم استحداث آليات جديدة أكثر عدالة وفعالية، تتيح لهم المشاركة ضمن نظام تكتلات، ومجموعات منظمة، تضمن حقهم في أداء هذه الشعيرة وفق أجواء آمنة ومنظمة ومريحة.
ويُعد ما تحقق هذا العام من تنظيم دقيق وتوزيع عادل للحصص، خطوة إيجابية واستثنائية تعكس تطوراً ملحوظاً في إدارة ملف الحج، وتفتح الباب أمام أبناء إقليم شمال وشرق سوريا ليكونوا جزءاً فاعلاً من هذه الرحلة الإيمانية العظيمة.
وفي هذا الصدد، أوضح ممثل مؤسسة “ريتاج للحج والعمرة” في قامشلو، الحاج “عمران عبدو” لصحيفتنا “روناهي”: “بدأت عملية التسجيل بدفع مبلغ أولي وقدره 50 ألف ليرة سورية، ومن ثم أجريت قرعة رسمية بإشراف الهيئة العامة للحج، وبحضور وزير الأوقاف السوري في دمشق، حيث أفرزت القرعة أسماء المقبولين من مختلف الأعمار، وتم قبول مواليد 1925 حتى 2000 من كانت أعمارهم سبعين عاما فما فوق، بنسبة 65 بالمائة من العدد الكلي، ومن مواليد 1965 حتى عام 2000م بنظام القرعة على ألا يتجاوزوا 35 بالمائة من العدد الكلي”.
وبين، أن هناك بعض المحسنين من تكفل بتكاليف حج بعض المقبولين، كما حدث مع أحد الأشخاص الذين تولوا نفقات حج عشرة حجاج من مواليد 1925، وحسب ما أعلنته لجنة الحج السعودية، فقد خُصص لسوريا 22,000 حاج، مع اشتراط أن تكون نسبة الحجاج من كبار السن (أعمار متقدمة) عشرة بالمائة من إجمالي العدد. حيث تم توزيع الحجاج على مجموعات، كل مجموعة تضم 45 حاجاً، تحت إشراف رؤساء مجموعات مؤهلين من مختلف الفئات، ممن لديهم خبرة سابقة في الحج، وتم اختيارهم من مديرية الحج السورية بعد فحوصات وتقييم دقيق.
مؤسسة ريتاج الكعبة، على سبيل المثال، استلمت ثلاث فئات مختلفة، وفي مقاطعة الجزيرة، تم تشكيل سبع مجموعات، وهي “ريتاج الكعبة”، الجزيرة، وبديع الزمان”، وفي المناطق الأخرى مثل “الحسكة”، مجموعة حمادة، “الرقة”، مجموعات أصفياء، معدان، خطاب، وديرك، مجموعة واحدة
أعداد الحجاج المسجلين لعام 2025
وفيما يخص أعداد المسجلين للحج هذه السنة بين “عبدو” أنه تم تسجيل حوالي 500 حاج، لكن بعد إعلان التكلفة النهائية والتي بلغت 4,900 دولار أمريكي، انسحب عدد من المسجلين لعدم قدرتهم على السداد، حيث يتم تحويل المبلغ مباشرة إلى حساب مديرية الحج السورية في بنك الشام وبنك البركة بموجب إيصال رسمي، ويُمنع منعاً باتاً على رؤساء المجموعات أو أي طرف آخر أخذ أي مبلغ مالي من الحجاج، ويجري توقيع عقد رسمي بين الحاج ورئيس المجموعة يحدد الحقوق والواجبات، ويضمن الشفافية.
مضيفاً: “وبعد قبول الحجاج، يتم توزيعهم في أرقى الفنادق لضمان راحتهم، ويبعد فندق مجموعة الجزيرة ـ ريتاج الكعبة حوالي 900 متر عن الحرم المكي، مما يتيح للحاج أداء صلواته ومناسكه بسهولة، وتم توفير باصات نقل جماعي تعمل على مدار الساعة، تنقل الحجاج بين الفنادق والحرم، مع وجود رحلتين يومياً من تاريخ السادس إلى 13 ذو الحجة”.
وأوضح عبدو: “أقامت المؤسسة عدداً من الاجتماعات والدروس الدينية في المساجد المحلية لتعليم الحجاج مناسك الحج بالتفصيل، نظراً لأهمية الأداء الصحيح، حيث أن الإخلال بأي ركن من أركان الحج قد يؤدي إلى بطلان الحجة، ما يستوجب إعادتها بعد عشر سنوات على الأقل، وهو شرط صعب على الكثيرين”، مضيفاً: “لذلك، تقع مسؤولية التوجيه على المرشدين ورؤساء المجموعات، ويُطلب من الحجاج الالتزام بتعليماتهم، لضمان أداء مناسكهم على أكمل وجه”.
واختتم ممثل مؤسسة “ريتاج للحج والعمرة” في قامشلو، الحاج “عمران عبدو” حديثه: “وقد تم تنبيه الحجاج إلى ضرورة الالتزام التام بمواعيد التجمع والنقل، خاصة في المطارات، وأي تأخير غير مبرر عن مواعيد الانطلاق، كأن يتخلف الحاج عن موعد التجمع المحدد الساعة التاسعة صباحاً مثلاً، فإنه يتحمل التكاليف الإضافية بنفسه، وفقاً للعقد الموقّع سلفاً”، مضيفاً: “كما تم توفير باصات من مناطقهم إلى دمشق على حساب الحاج، وليست على حساب رؤساء المجموعات”.
يذكر، أنه تعكس هذه الترتيبات حرص الجهات المنظمة، وخاصة مؤسسة “ريتاج للحج والعمرة”، على توفير أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وضمان التزامهم بالأنظمة والتعليمات لأداء مناسكهم بكل راحة ويسر.