مركز الأخبار ـ تزامناً مع قدوم يوم اللغة الكردية، نُظمت عدة فعاليات متنوعة، يوم الأحد المصادف 11 أيار الجاري، وذلك في مناطق وأوقات متفرقة من إقليم شمال وشرق سوريا.
وشهدت مدن إقليم شمال وشرق سوريا فعاليات احتفالية بمناسبة يوم اللغة الكردية الذي يصادف 15 أيار الجاري، حيث نظمت عدة فعاليات الأحد بتاريخ 11 أيار الجاري. حيث نظّمت إدارات المدارس بالتعاون مع اتحاد المعلمين ومؤسسة اللغة الكردية، في مدينة قامشلو، مسيرة جماهيرية شارك فيها المئات من المعلمين والطلاب إلى جانب عائلاتهم، حيث تجمعوا أمام دوّار عكاش الواقع في المدينة، رافعين لافتات تعبّر عن أهمية اللغة في حياة الشعوب، من بينها: “اللغة هي الحياة”، “كل حرف من اللغة الكردية يحمل تاريخاً وحضارة”، “اللغة الكردية هي هويتنا”، و”اللغة جسد، اعتنِ بجسدك”.
وتوجه المشاركون في المسيرة صوب ملعب هيثم كجو، لتختتم ببيانٍ جاء فيه: “نحتفل هذا العام بفرحٍ كبيرٍ بيوم اللغة الكردية (15 أيار)، ونعتبره يوماً تاريخياً نباركه لشعبنا. ليس نحن فقط، بل جميع المناضلين والمطالبين بحرية قضية كردستان الذين ناضلوا من أجل هذه القضية وكانوا ينتظرون هذه اللحظة. في ظل هذه التغيرات التي تحدث في المنطقة، وبفضل جهود وتضحيات الشهداء والمناضلين، دخلت قضيتنا الوطنية مرحلة جديدة، وقد حان الوقت الآن للاعتراف بالإنجازات التي حققتها ثورتنا، واحدة من أعظم هذه الإنجازات التي يجب الحفاظ عليها هي حق استخدام اللغة، الذي يُعد من أسمى قيم الشعب الكردي ويجب أن يُعترف به رسمياً في الدستور، وكما أنه من الضروري، بعد سنوات من الإنكار، أن يتم تعويض كل ما فات دون أي تردد”.
وأضاف البيان: “في هذا العام التاريخي والمصيري، نستذكر بكل احترام وامتنان جميع شهداء قضية الحرية، وجميع مناضلي القضية الكردية. كما نوجه دعوة إلى مجتمعنا للاحتفال والمشاركة بيوم اللغة الكردية، هذا اليوم المقدس، بروح من المسؤولية والانتماء”.
واختتم البيان: “ليكن كل يوم من أيامنا يوماً للغتنا، ويجب أن نحمل عبء لغتنا معاً، ونظراً لخصوصية هذا العام، سنبدأ من الآن بتنظيم فعاليات يوم اللغة بالتعاون مع جميع المؤسسات التعليمية في روج آفاي كردستان وإقليم شمال وشرق سوريا، كي نحيي معاً هذه اللحظة التاريخية”.
وفي السياق ذاته، أدلى المجتمع التربوي في الشدادي بياناً أيضاً، جاء فيه: “التعليم باللغة الأم هو حق مشروع وأساسي. نحتفل هذا العام بفرحٍ كبيرٍ بيوم، في ظل هذه التغيرات التي تحدث في المنطقة، وبفضل جهود وتضحيات الشهداء والمناضلين، دخلت قضيتنا الوطنية مرحلة جديدة، وقد حان الوقت الآن للاعتراف بالإنجازات التي حققتها ثورتنا. واحدة من أعظم هذه الإنجازات التي يجب الحفاظ عليها هي حق استخدام اللغة، الذي يُعد من أسمى قيم الشعب الكردي ويجب أن يُعترف به رسمياً في الدستور”.
فيما نظمت إدارة المدارس العامة بمدينة عين عيسى، فعالية احتفالية في مدرسة اسماعيل الحمد وسط المدينة بحضور العشرات من أهالي عين عيسى وممثلي لجان ومؤسسات المدينة بدأت الاحتفالية التي حملت شعار “اللغة الأم مرآة للحضارة والجسر نحو المستقبل”.
وتخلل الفعالية عروض فنية وفلكلورية باللغتين العربية والكردية مقدمة من قبل تلاميذ مدارس عين عيسى والمخيم، للتعبير عما تمثله اللغة من هوية للشعوب.
وعلى هامش الفعالية، تحدثت لصحيفتنا “روناهي” المعلمة مزكين كوبو: “يوم اللغة الكردية هو يوم للشعوب أجمع وهو ما يميز الشعوب السورية حيث تحتفل كل الشعوب مع بعضها البعض بلغات بعضها البعض على أساس التعايش والأخوّة، والتنوع الذي نسجه التاريخ بأبهى حلة، مع الاحتفاظ بخصوصية كل لغة التي تعبر عن الهوية الثقافية والحضارية المتجذرة في عمق التاريخ”.
من جهته، لفت المعلم “أنور محمد الشيخ“، بأن محاولات القضاء على اللغة الكردية على مر التاريخ لم تُفلح برغم استخدام الأنظمة المستبدة والإقصائية كل أنواع الأسلحة بهدف إرضاخ الشعب الكردي، والعمل على منعه من التحدث والتعلم بلغته الأم، والآن تشهد ساحات الاحتفاليات معاني النصر على عقلية الإقصاء والإلغاء ورسالة لكل حاقد يريد أن يواجه الشعوب ويكيد لها المكائد.
وأردف:” النظام التعليمي المتبع في الإدارة الذاتية الديمقراطية هو نظام متطور، ويراعي خصوصية الشعوب السورية التي تريد أن تتعلم بلغاتها الأم فهنالك اللغات (الكردية ـ السريانية ـ الآشورية …وغيرها) لذلك نأمل أن يعمم هذا النظام التعليمي ويصبح نموذجاً متبعاً في كافة المدارس السورية”.
واختتم بالتأكيد على تمسكهم بلغتهم الأم المتجذرة تاريخياً، ومواجهة العقلية الإقصائية التي كانت تتبناها الأنظمة المستبدة، وكل محاولات سلخ المجتمع والشعب الكردي من لغته التي كان يتحدث بها منذ آلاف السنين.