روناهي/ قامشلو ـ انتهت منافسات بطولة المدارس الثانوية للعبة كرة القدم بمدينة قامشلو مؤخراً، ومن خلال متابعتنا للدور نصف النهائي والمباراة النهائية من البطولة لاحظنا ظهور مواهب جديدة لو ضمت للأندية فسيكون لها شأن كبير مستقبلاً بالكرة الأنثوية بالمنطقة.
وسابقاً كانت العديد من الأندية إن لم تكن كلها تعتمد على متابعة البطولات المدرسية وخاصةً في لعبة كرة القدم لرفد أنديتها بهؤلاء اللاعبين لفئاتها العمرية، وكان النادي يعمل على تنمية تلك المواهب ومنها التي وصلت للنجومية على مستوى سوريا ككل، أمثال الشهيد هيثم كجو الذي استُشهد في العام 2002، وذلك بعد حادث سير أثناء توجه ناديه الجهاد للمشاركة بالبطولات في الدوري السوري وقتها.
كما الكثير من النجوم ظهروا من منتخبات المدارس ومنهم نجم المنتخب السوري السابق اللاعب جومرد موسى الذي لعب للعديد من الأندية المحلية السورية وأولها الجهاد من قامشلو، كما مثّل أندية على مستوى الوطن العربي وأوروبا، ومثله الكثير من النجوم برزوا في البداية من البطولات المدرسية.
ومع تطور الكرة الأنثوية على صعيد مقاطعة الجزيرة وسوريا ككل، بات من المطلوب توجه الأندية إلى متابعة البطولات المدرسية للفتيات، ففي البطولة التي انتهت مؤخراً، والتي كانت على صعيد المرحلة الثانوية لمدارس قامشلو للفتيات، فقد شهدنا من خلال متابعتنا للبطولة العديد من اللاعبات لمنتخبات المدارس تميزنَ بشكلٍ كبير، وفي حال تم ضمهن للأندية فسوف يبدعنَ بشكلٍ كبير مستقبلاً، ولكن غياب الذهنية الرياضية الحقيقية عن الكثير من الإدارة للأندية ومدربيها، توضح سبب غيابهم عن متابعة هذه البطولات إن كانت على صعيد فئات الفتيات أو حتى الشباب.
وغير غياب العقلية الرياضية والفكر المستقبلي للإدارات للأندية ومدربيها، ففي الطرف الآخر الجهات المعنية بالمدارس لا تقدّم الدعم المطلوب للمجمعات التربوية التابعة لها، ولا منتخبات المدارس أيضاً. حيث لا يوجد أطقم موحدة للمنتخبات التي تشارك بالبطولات، ولا تتوفر المستلزمات المطلوبة بالمدارس الكافة ولا الملاعب ضمنها مؤهلة في الوقت نفسه. ولذلك؛ حصة الرياضة لا تتلقى الدعم والاهتمام اللازمين، والذي من شأنه إضعاف إقبال الطالبات والطلاب لممارسة الرياضة بشكلٍ عام.
تحدي غياب الدعم
ورغم إن الرياضة المدرسية هي ذات أهمية كبيرة في مجال منح الطالب الصحة السليمة والعقل السليم، وممارسة النشاطات الرياضية المختلفة وإقامة البطولات للطلاب خطوة لها دورها في الرفع من قدراتهم وتنمية مواهبهم، ولكن منتخبات المدارس والحصة المدرسية لا تحصل على الدعم المطلوب من الجهات المعنية، بينما هناك بعض من المجمعات التربوية ببعض المناطق تتحدى غياب هذا الدعم، وتعمل على تنظيم البطولات المدرسية وخاصةً بمدينة قامشلو، فالمجمع التربوي في مدينة قامشلو حقق نقلات نوعية في مجال تنظيم البطولات، التي تقام للعديد من الألعاب سنوياً.
وفي الختام نذكر الأندية لمتابعة المواهب المدرسية، لرفد أنديتهم باللاعبين واللاعبات، وغياب هذه الأندية يعني أنها غير مبالية بتنمية المواهب بقدر أنها تود المشاركة بالبطولات وتحقيق الألقاب فقط، وأما بناء قاعدة رياضية مستقبلية فهي ليست من أهدافها وهذا خطأ فادح وكبير، ويتطلب تفاديه وخاصةً لمسنا مواهب واعدة في الكثير من البطولات التي نغطيها طوال السنوات الماضية.