جل آغا/ أمل محمد – وجدت نفسها وحيدة مع ستة أطفال عقب رحيل زوجها، ورداً على قسوة الحياة، مارست أعمال عدة لإعالة أسرتها، هذه قصة الأم “سلطانةأأسر.
الأم “سلطانة يوسف” امرأة مسنة من قرية “باباسي” التابعة لناحية تربه سبيه، تسكن بمفردها بعد رحيل زوجها المبكر، وزواج أبنائها الستة فبقيت وحيدة تحاكي أطلال الماضي، وفي منزلها الكبير التي عاشت فيه لحظات من الفرح وما يفوقها من الحزن تعيش يومها بتفاصيله البسيطة.
مواجهة قسوة الحياة
حينما اضطرت أن تواجه الحياة بمفردها، كانت لا تزال في بداية الثلاثينات، حيث حكم عليها القدر التحدي والمواجهة لإعالة أطفالها الذين أصبحوا اليوم رجالاً ونساء.
وخلال، زيارة صحيفتنا “روناهي” منزل الأم “سلطانة” في قرية “باباسي” استقبلتنا بابتسامة حنونة وقلب رحب، حدثتنا بتنهيدة: “عملت في أعمال مختلفة من أجل أطفالي، كـ “الزراعة وحراثة الأرض، وتربية الماشية”، ولستُ نادمة أبداً، فقد كبر أبنائي وتزوجوا وأصبحت لديهم عائلاتهم الخاصة” مضيفةً: “أزور أبنائي بين الفينة والأخرى ولله الحمد لم تذهب تربيتي سدىً”.
وتسكن الأم سلطانة جوار منزل ابنتها، التي تعتني بها: “أسكن في منزلي ولكن جُل وقتي أقضيه في منزل ابنتي مع أحفادي، فأحياناً أطهو الطعام ولكن في الغالب أتناول الطعام في منزل ابنتي”.
وتعاني “سلطانة” أعراض تقدم السن وبعض الأمراض الأخرى مثل الربو وآلام في المفاصل. وحتى بعد اقترابها من سن السبعين، لا تزال تتكحل بالكحل العربي، وتجد في ذلك بعض ذكريات الماضي.
قررت قبيل أعوام ترك حياتها في القرية، والذهاب للسكن مع نجلها في إحدى دول الخارج، وبقيت هناك لأكثر من أربعة أعوام، ولكن حنين القرية وعائلتها أعادها إلى موطنها مجدداً، حيث اختتمت الأم “سلطانة يوسف” حديثها: “حين سافرت تطلعت لحياة جديدة، ولكن حنيني لقريتي وذكرياتي أعادتني ولست نادمة، فهنا أرضي التي أطعمت أبنائي، وهذا منزلي الذي آواني، وهنا أهلي وأحبتي، فلا شيء يعلو على دفء العائلة”.