قامشلو/ ملاك علي – أكد منسق تجمع العلمانيين الديمقراطيين في السويداء، سمير عزام، أن ما يحدث في سوريا اليوم، إبادة جماعية ممنهجة، ضد الشعوب من الأعراق والأديان المختلفة، وأشار، إلى أنه لا يمكن أن تستمر سوريا كدولة واحدة، إن استمرت سلطات دمشق باحتكار الحكم، وارتكاب المجازر بحق السوريين، وأوضح، أن أهالي السويداء يطالبون المجتمع الدولي بالتدخل لإيقاف إبادة الدروز.
في يوم مشؤوم لا تنساه الذاكرة الجماعية لأبناء جرمانا، وأشرفية صحنايا، سقطت قذائف الهاون على الأحياء السكنية، وترافقت مع محاولات تسلل مسلّحة استهدفت المدنيين بشكل مباشر، في مشهد أعاد إلى الأذهان المجازر التي ارتكبها نظام البعث البائد، حيث كان الأهالي ينتظرون، بعد سقوط النظام، بأن عهد الديكتاتورية قد انتهى، وسيحل محله عهد الديمقراطية، والعدالة، والحرية، لكن ما حصل فعلياً، هو أن الوجوه تغيّرت، وبقيت الأعمال كما هي دون تغيير.
مطالب السوريين واحدة
وفي هذا الصدد، تحدث لصحيفتنا، منسق تجميع العلمانيين الديمقراطيين في السويداء، “سمير عزام”: “ما يجري في سوريا، هو حرب إبادة ممنهجة، تستهدف المختلفين فكرياً عن التيارات المتطرفة، وما تشهده البلاد لا يمكن اختزاله بتدهور أمني، إنما يحدث في سوريا هي ليست إلا أعمال إجرامية تستهدف إبادة العلويين، والدروز، وقد يستهدف الكرد بعد ذلك، نُفذت في جبال العلويين والساحل، وفي مناطق عديدة من حمص، وريف حماة، والأعمال التي ترتكبها سلطات دمشق، نعدُّها “إرهابية””.
وأوضح: إن “محافظة السويداء نظّمت نفسها عسكرياً منذ عام 2013، وليس كما يُشاع عنها، ضمن فصائل لحماية أهالي السويداء، والدفاع عنهم، وهي تصدت في السابق، لجبهة النصرة وداعش، وحافظت على الأمن والاستقرار طيلة سنوات الأزمة السورية”.
وأشار: “مطالب الدروز، لا تختلف عن مطالب الكرد، والعلويين، وغيرهم من السوريين، وإن استمرت الأوضاع في سوريا، بهذا الشكل المريب، وتمسكت السلطات في دمشق باحتكار الحكم، سيكون هناك تقسيماً لسوريا، ولن تبقى دولة موحدة كما يروج لها البعض، وعلى سلطات دمشق، أن تدرك بأن الشعب السوري لم يقم بثورته، من أجل تغيير الأشخاص، والإبقاء على التسلطية والديكتاتورية، لذا، فالسوريون قادرون على القيام بثورة جديدة ضد كل من يحاول تغييبهم عن المشاركة في بناء سوريا الديمقراطية اللامركزية”.
وأضاف: “إبادة الدروز، تم الإعلان عنها علناً وفي وضح النهار، وعبر منابر المساجد، وفي المظاهرات، ووسائل التواصل الافتراضي، وعلى الرغم من ذلك، كل خططهم تم إفشالها، لأن الدروز في جرمانا، وأشرفية صحنايا، دافعوا عن أنفسهم بكل بسالة وقوة، وتمكنوا من صد محاولات الإبادة، قبل أن تجبرهم سلطات دمشق لإيجاد حل وتفاهم بين الجانبين”.
المجازر رسالة سياسية
وتطرق، عزام، إلى محاولات الهجوم الأخيرة على السويداء من محاور عدة: إن “الهجوم الأكبر كان على البلدات والريف الشمالي الغربي للسويداء، وتمكنت القوات المحلية من صده، والأوضاع الحالية مستقرة نوعاً ما، لكن المدافعين عن السويداء، على أهبة الاستعداد لصد أي اعتداء جديد، والدفاع عن أهلهم”.
وقال: “فعلى المجتمع الدولي، تحمل مسؤولياته الكاملة، تجاه الشعب السوري، بأطيافه، وأديانه، ولغاته، ويجب أن يكون هناك حل منطقي، يوقف نزيف الدم السوري، ما سيكون محل ترحيب به، ومن يحكم دمشق، عليه أن يتحمل مسؤولية مشاركة السوريين، في كتابة دستور جديد، يحفظ كرامة مختلف السوريين”.
واستطرد: “المنظمات الدولية ومن ضمنها الأمم المتحدة على دراية بما يجري في سوريا، لكنها تفتقر للأدوات التنفيذية لفرض الحلول، السويداء، كما العديد من المناطق السورية، طالبت بتدخل دولي لوقف المجازر ضدهم، وأكد على هذا الطلب الشيخ حكمت الهجري، رئيس الهيئة الروحية للموحدين الدروز، والأمير سليم الأطرش، والدعوة بوقف تلك الجرائم، جاءت من المناطق السورية كافة”.
واختتم، منسق تجمع العلمانيين الديمقراطيين في السويداء، سمير عزام: “الهدف من هذه المجازر لم يكن عسكرياً بحتاً، بل كان رسالة سياسية، لمن يرفض الانضواء تحت سلطة الأمر الواقع السلطة المركزية في دمشق، سيتم سحقه، وعزله، أو تهجيره، حيث لا مكان للمختلف سياسياً، ولا عقائدياً، ومن هنا أشدد بأن المجازر التي ارتكبت، لا يمكن اعتبارها مجرد تصرفات لأفراد أو مجموعات، بل كانت جزءاً من استراتيجية السلطة لترهيب وإخضاع الناس لسلطتهم بالقوة”.