قامشلو/ جوان محمد ـ مازال ملف تعشيب الملاعب الترابية بمقاطعة الجزيرة في طي النسيان لدى الجهات المعنية، وبعد فقدان الأمل منهم بالعمل على معالجة هذا الملف الهام، فقد عمدَ أبناء العديد من المدن لإنشاء ملاعب مُعشبة صغيرة خاصة لكرة القدم، بالإضافة أنه مؤخراً بمبادرة شخصية تقرر البدء بإعادة تأهيل ملعب عامودا الترابي الكبير وتعشيبه.
لم يعمل المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة الذي تشكّل بالعام 2015، ولا الاتحاد الرياضي في شمال وشرق سوريا الذي تشكّل بالعام 2023، على معالجة ملف الملاعب المعشبة لكرة القدم، وقد تكون إنجازاتهم بهذا المجال محدودة جداً وبالكاد تُذكر. ولذلك؛ وبعد فقدان الأمل منهما بادر أحد الشخصيات الرياضية في المهجر وهو من مدينة عامودا بزيارة ملعب المدينة ووضع خطة عمل على تعشيبه.
وزار كل من رئيس نادي عامودا إبراهيم سلفيج، والإداري في نادي أهلي عامودا الرياضي فرهاد محمد، المقيم في المهجر، بالإضافة للكابتن إبراهيم عبدو المشرف في مدرسة الأهلي الكروية، الملعب الترابي في مدينة عامودا لمعاينة احتياجات تأهليه ووضعه في الخدمة بالشكل المطلوب.
وتضمنت الزيارة الاتفاق على خطة إعادة تأهيل الملعب عبر ترميم بئر المياه، وفرش أرضية معشبة، بالإضافة إلى ترميم محيط الملعب، وفي بادرة شخصية تكفّل الكابتن فرهاد محمد بتكاليف تسوية أرضية الملعب بالكامل على نفقته الخاصة، وهي تعد كخطوةٍ أولى في هذا الصدد.
وناشد الزائرون جميع الرياضيين المقيمين في أوروبا أن يحذوا حذوا الكابتن فرهاد محمد، وأن يساهموا في تطوير هذا الملعب، الذي لا يخص فريقاً أو جهة بعينها، وذلك لأنه ملك لجميع الرياضيين وأبناء المدينة. كما أشاروا إلى أن يواصل المغتربون دعمهم من خلال المساهمة في تنفيذ الخطوات التالية اللازمة للنهوض بالملعب.
وقد أعلن الكابتن فرهاد محمد عن عزمه، عقب عودته إلى ألمانيا، تشكيل لجنة لجمع التبرعات هناك، بالتوازي مع تشكيل لجنة محلية داخل المدينة، لتوحيد الجهود ودفع عملية التطوير قُدماً.
جدير بالذكر أن هذا الملعب يعاني من إهمال كبير على مختلف الأصعدة، دون أي دعم يُذكر من المجلس الرياضي في مقاطعة الجزيرة مما يجعل المبادرات الفردية والمجتمعية أساساً وأملاً لتحسين واقعه، علماً العديد من المدن بمقاطعة الجزيرة تفتقر للملاعب المعشبة الكبيرة مثل الدرباسية وديرك وتربه سبيه، فضلاً أن ملعب عامودا بالعام 2018 بدأت رحلة إعادة تأهليه من قبل مكتب المنشآت بالمجلس الرياضي، وبعد عدة أعمال صغيرة وجلسات تصوير انتهت الحكاية لهذا الملعب، ومثله العديد من الملاعب الأخرى بالمدن، حيث لم تتعدَ الخطوات أكثر من جلسات تصوير وضجة إعلامية، وبعدها بفترة تتبخر الخطوات العملية وتبقى تلك الصور التي التقطت مجرد ذكريات مؤلمة للرياضيين في تلك المدن.