روناهي/ الرقة – يستعد مجلس المرأة السورية لعقد “المؤتمر النسوي الجامع”، في خطوة استراتيجية تهدف إلى توحيد جهود النساء السوريات، بمشاركة نساء من مختلف الشعوب والمناطق، لتعزيز دور المرأة في صياغة مستقبل سوريا، وترسيخ حقوقها في الدستور القادم.
وشهدت منطقتا الفرات والرقة سلسلة اجتماعات تحضيرية مكثفة، بمشاركة واسعة من نساء مستقلات، ونساء عشائر، ونساء من الكومينات، في إطار مساعي المجلس لتعزيز وعي المرأة بالمرحلة السياسية والاجتماعية الراهنة، والاستماع إلى احتياجات المرأة وقضاياها.
ومنذ تأسيسه، يعمل مجلس المرأة السورية على بناء قاعدة نسوية متماسكة قادرة على لعب دور فاعل في الحياة السياسية والاجتماعية السورية. وينشط المجلس بمكاتبه المنتشرة في مختلف المناطق السورية، بتنظيم فعاليات، وندوات، ولقاءات دورية تركز على أهمية مشاركة المرأة في بناء مستقبل ديمقراطي، تعددي، وعادل.
كما يولي المجلس اهتماماً خاصاً بالتواصل مع الفئات النسوية، من مختلف الانتماءات، لضمان تمثيل أصوات النساء السوريات في العملية السياسية والدستورية الجارية.
جهود لوحدة الصف النسوي
وفي تصريح خاص لـصحيفتنا “روناهي”، أوضحت الإدارية في مجلس المرأة السورية بالرقة، نيروز محمد: “التقينا بقيادات نسائية وتنظيمات تمثل مختلف المناطق والشعوب السورية، لبلورة موقف نسوي موحد حول قضايا المرأة الأساسية”.
وأضافت: “نحن نؤمن أن حماية حقوق المرأة لا يمكن أن تتحقق بوحدة الصف النسوي، وتكاتف الجهود من أجل الدفاع عن مكتسباتنا، وضمان تمثيلنا الحقيقي في المؤسسات الدستورية والسياسية”.
كما شددت، على أن المجلس يعمل بشكل حثيث لرفع الوعي السياسي والقانوني لدى النساء: “نقيم ورشات عمل وجلسات حوارية بشكل دوري، لإعداد كوادر نسائية قادرة على خوض العمل السياسي بقوة وكفاءة”.
وفي هذا الإطار، أكدت نيروز أن لجنة العلاقات الدبلوماسية في المجلس، تلعب دوراً مهماً ببناء جسور التعاون مع الحركات والتنظيمات النسوية الإقليمية والدولية، لدعم القضية النسوية السورية في مختلف المحافل.
ضرورة حماية حقوق المرأة وسط التحولات السياسية
التحضيرات الجارية على أن المرحلة المقبلة تتطلب حشد الطاقات النسوية وتوحيد الرؤى، لحماية حقوق المرأة من محاولات التهميش أو الانتقاص. وفي سياق ذلك، أكدت نيروز: “نريد أن تكون حقوق المرأة مصانة دستورياً، وألّا تكون خاضعة للتجاذبات السياسية أو للمساومات”.
وتابعت: “صوت المرأة السورية يجب أن يكون مسموعاً في صياغة الدستور، وفي تقرير مستقبل البلاد، لأننا كنّا شريكات أساسيات في النضال، وسنكون شريكات في بناء السلام”.
محطة مفصلية في مسيرة المرأة السورية
وينتظر أن يناقش المؤتمر عدة ملفات أساسية، أبرزها ضرورة تضمين حقوق المرأة في الدستور السوري الجديد بوضوح، وضمان مشاركتها العادلة في مواقع صنع القرار، إلى جانب وضع آليات عملية لتعزيز التمكين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للنساء.
واختتمت الإدارية في مجلس المرأة السورية بالرقة “نيروز محمد” حديثها: “المؤتمر النسوي الجامع هو أكثر من مجرد حدث، إنه فرصة تاريخية لتوحيد رؤيتنا، ولنثبت أننا لسنا هامشاً، بل شريكات في بناء سوريا الجديدة القائمة على الحرية، المساواة، والعدالة”