الدرباسية/ نيرودا كرد – روى الشخصية الوطنية من قرية جول بستان التابعة لمدينة الدرباسية بمقاطعة الحسكة “أحمد أميناكي”، الأثر العميق الذي خلفه في نفسه، في اللقاء الذي جمعه مع القائد “عبد الله أوجلان”، وأشار إلى أن للقائد كاريزما خاصة تأسر كل من يلتقي به، وهذا ما دفعه للتمسك بفكره وفلسفته.
لا شك أن لقاء أي شخصية وطنية مع القائد “عبد الله أوجلان” له تأثير كبير على هؤلاء الأشخاص وعلى المجتمع بشكل عام، فمن خلال هذه اللقاءات، يتاح للأفراد الفرصة للتعبير عن آرائهم ومخاوفهم وطرح مطالبهم مباشرة أمام القائد؛ ما يعزز الشعور بالمشاركة والانتماء للمجتمع.
علاوة على ذلك، يمكن أن تساهم هذه اللقاءات في توعية الأفراد بالمسائل السياسية، وتعزيز الوعي السياسي بينهم؛ ما يجعلهم يشاركون بشكل أكثر فاعلية في العملية الثورية، كما يمكن أن يعزز هذا النوع من التفاعلات الفهم المتبادل بين الجانبين.
كما تعكس هذه اللقاءات جانبًا من شخصية القائد “عبد الله أوجلان”، وتعزز الروابط الفكرية والثورية بينه وبين شعبه، كما تكون هذه اللقاءات فرصة للمحبين للتعبير عن تقديرهم ودعمهم للقائد، وقد تلهم وتشجع المزيد من التواصل الإيجابي والتعاون بين الجمهور، بما يخدم الهدف الذي يناضل في سبيله القائد “عبد الله أوجلان”، ومعه حركة التحرر الكردستانية، ومن خلفهم الشعب الكردي.
التعرف على حركة التحرر
أحمد أميناكي 65 عاماً، تحدث لصحيفتنا “روناهي”، عن بدايات تعرفه على أفكار حركة التحرر الكردستانية، كما يسرد لنا تفاصيل اللقاء الذي جمعه مع القائد عبد الله أوجلان، وما خلفه من تأثيرات في نفسه: “مع بدايات تأسيس حركة التحرر الكردستانية، كان النظام البعثي قد استلم السلطة في سوريا، وكان قد بدأ ببسط قبضته الأمنية على الشعب السوري، وخاصة على الشعب الكردي، حيث كان يضيق علينا سياسياً ويمنعنا من الانخراط في أي عمل سياسي، أو الانتساب إلى أي حزب، ونظراً لهذا الواقع السياسي الصعب، كانت حركة التحرر الكردستانية تناضل في ظروف بالغة الصعوبة والسرية، لأن العمل الثوري كان يتطلب في حينه حذراً شديداً”.
وتابع: “وفي إحدى المرات زارنا في القرية أحد الرفاق المنتمين لصفوف حركة التحرر الكردستانية، وكان يزور منازل القرية واحداً تلو الآخر، ويشرح لهم أهداف هذه الحركة، المتمثلة بسبل تحرير الشعب الكردي من الظلم الواقع على عاتقه، وكنت حينها في التاسعة عشرة من عمري، وبعد تلك الزيارة، تكررت زيارات الرفاق إلى قريتنا، ما دفعني بالتفكير بجدية بهذه الحركة، حيث كان هنالك في حينه حزبان كرديان أو ثلاثة، ولكننا لم نكن نرى لهم أي نشاط، ولكن عندما رأيت نشاطات أعضاء هذه الحركة تيقنت بأنها تحمل مشروعاً حقيقياً للشعب الكردي”.
الانخراط في العمل السياسي
وزاد أميناكي: “وبعد التفكير ملياً، انخرطت في العمل السياسي بصفوف حركة التحرر الكردستانية، فبدأت أقرأ كتب ومجلدات القائد عبد الله أوجلان، حتى وصلت إلى درجة فكرية عميقة، وتعرفت أكثر على هذه الحركة، ومن ثم بدأت أجوب قرى هذه المنطقة بشكل سري، لأقوم بشرح هذه الأهداف لأهالي هذه القرى، وتحديداً الفئة الشابة”.
مضيفاً: “ونتيجة لهذا العمل، انخرط العديد من الشباب في العمل السياسي، منضمين إلى صفوف حركة التحرر الكردستانية، والبعض منهم التحق بصفوف الكريلا لخوض النضال الثوري في جبال كردستان”.
وتابع: “بقيت مناضلا سياسيا إلى قبل أربع سنوات، حيث أصبت بحالة صحية اضطرتني للابتعاد عن العمل، ولكن قبل مرضي، كنت ملتزماً بنشر فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان في المنطقة كلها، لا سيما بعد قيام ثورة إقليم شمال وشرق سوريا، حيث شاركت في تأسيس العديد من الكومينات، وكنت أهتم بالجانب الفكري والتنظيمي للجماهير بشكل كبير، حيث أسعى دائماً لأوصل فكر وفلسفة القائد إلى كل منزل وكل فرد”.
لقاؤه مع القائد عبد الله أوجلان
وأردف أميناكي: “في إحدى المرات التقينا القائد عبد الله أوجلان في مناطقنا هذه، فكانت زيارته زيارة عابرة، وفي ذلك اللقاء شرح لنا القائد عبد الله أوجلان مراحل تطور العمل السياسي والثوري، فقال لنا: إن هذه المرحلة هي مرحلة العمل السياسي والتنظيمي، وإنه سنمر في مرحلة الكفاح الثوري المسلح، وبفضل هذا الكفاح سنحقق العديد من المكتسبات، وفي وقت لاحق فإن الوقت سيحين للحوار والمفاوضات، ومهمة ذلك التفاوض سيكون تثبيت المكتسبات التي حققناها”.