الدرباسية/ نيرودا كرد – أشار عضو الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي، آلدار خليل، إلى أن القائد عبد الله أوجلان في ندائه الأخير، قدم الحلول الجذرية لإنهاء حالة الصراع والحروب القائمة في المنطقة منذ عشرات السنين، ولفت إلى أن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، هي نواة المجتمع الديمقراطي، الذي ركز القائد على ضرورة بنائه في الشرق الأوسط.
في ندائه يوم السابع والعشرين من شهر شباط الماضي، وضع القائد عبد الله أوجلان المبادئ الأساسية للمجتمع الديمقراطي الذي يجب أن يسود في منطقة الشرق الأوسط، والذي يعد حلا للأزمات العالقة في هذه المنطقة والعالم، حيث ركز القائد عبد الله أوجلان، على الضرر الذي ألحقه نموذج الدولة القومية بشعوب منطقة الشرق الأوسط.
ومن خلال هذا النداء، شدد القائد عبد الله أوجلان على أن التاريخ المشترك بين شعوب منطقة الشرق الأوسط، والذي يمتد لأكثر من ألف سنة، يؤكد إمكانية التعايش المشترك بين هذه الشعوب، لا سيما وإن الأزمات والخلافات البينية التي تعيشها هذه الشعوب اليوم، هي خلافات مفتعلة بيد الأنظمة الشمولية، التي تحكم هذا المنطقة، والتي أُسِّست على التعصب القومي وإنكار الآخر.
بهذا النداء، يرسم القائد عبد الله أوجلان، ملامح قرون قادمة يمكن أن تعيشها هذه الشعوب في ظل ديمقراطية وأخوة حقيقية، وبذلك، يكون قد اقتلع جذور الأزمات التي خلفها نموذج الدولة القومية، بعد سيطرته على منطقة الشرق الأوسط، على مدى قرون مضت، ومن هذا المنطلق، يكتسب النداء طابعه التاريخي.
المجلد الخامس جوهر النداء
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا عضو الهيئة الرئاسية في حزب الاتحاد الديمقراطي، آلدار خليل، فتحدث في ذلك: إن “القائد عبد الله أوجلان، كثف في ندائه الأخير مجمل الأطروحات، التي قدمها خلال مرافعاته، ولا سيما في المجلد الخامس، ومن يريد أن يفهم نداءه الأخير، عليه أن يتمعن في قراءة المجلد الخامس وفهمه، لأن هذا المجلد يبني المجتمع الديمقراطي ويحقق الحرية، أي أن جوهر النداء يدعو لتطبيق المجلد الخامس من المرافعات”.
وأضاف: “نحن في إقليم شمال وشرق سوريا، منذ انطلاق ثورتنا، نعمل على هذا الأساس، بحيث نصل إلى بناء مجتمع منظم مدرب ديمقراطي، لأن القائد عبد الله أوجلان، عندما يتحدث عن المجتمع الديمقراطي، يؤكد نموذج الإدارة البعيدة عن عقلية السلطة، وعبر هذا النموذج يتخلص المجتمع من الهيمنة الذكورية، وإنكار حق المرأة، وإذا ما نظرنا إلى تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، سنرى أنها قطعت أشواطا كبيرة في هذا الاتجاه، وبالتالي يمكننا القول، إن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، هي النموذج المصغر للنظام الجديد الذي يسعى القائد عبد الله أوجلان لتطبيقه في منطقة الشرق الأوسط”.
وتابع: “نظرا لأهمية النداء التاريخي للقائد عبد الله أوجلان، قامت الدول والمنظمات الدولية بتقييم هذه المبادرة وإبداء الرأي فيها، وهذا إن دل على شيء، إنما يدل على إن النداء كان له تأثير كبير على المنطقة والشرق الأوسط، والعالم، لأن هذه الأطراف أجمعت على أن هذا النداء يعتبر فرصة تاريخية لحل أزمات الشرق الأوسط العالقة، وتحديدا حل القضية الكردية عبر الحلول السلمية والديمقراطية العادلة”.
مسؤولية تاريخية أمام العالم
وزاد: “في ظل هذا التناول الواسع على المستوى العالمي لنداء القائد عبد الله أوجلان، فإن المجتمع الدولي بات أمام مسؤولية تاريخية اليوم، وبناء عليه يجب أن يتبنى هذه المبادرة، وهذا الأمر يفرض على شعوب كردستان، والشرق الأوسط بالدرجة الأولى، ضرورة تبني النداء، والعمل من أجل تطبيق بنوده، وهذا ما لامسناه من خلال الارتياح الكبير بين الشعب عند تلقيه الرسالة، ويتجلى ذلك من خلال البيانات التي أصدرتها شعوب هذه المنطقة، حيث لم تقتصر هذه البيانات على الشعب الكردي فقط”.
وأردف: “على الرغم من كل ما ذكرناه آنفا، إلا أنه يجب ألا ننسى المحاولات المستمرة لدولة الاحتلال التركي، لتشويه هذه المبادرة وإفراغها من محتواها، وذلك بطرق وأساليب متعددة، أبرزها الحرب الخاصة التي تشنها دولة الاحتلال التركي ضد شعبنا، والسبب الأساسي لهذه المحاولات، هو وضع الكرة في ملعب دولة الاحتلال التركي، ووجوب ضرورة تقربها من النداء بمسؤولية، لا سيما وإن هذا النداء يعتبر مكسبا لثورة الشعوب الكردستانية، وبالتالي تسعى دولة الاحتلال التركي، لتحويل هذا المكسب إلى خسارة لهذه الشعوب”.
وزاد: “هذه المحاولات تتطلب منا درجة أكبر من الانتباه والوعي، كي لا تؤثر علينا الحرب الخاصة، لأن نداء القائد عبد الله أوجلان، دليل جديد على قوة وتأثير حركة التحرر الكردستانية في المعادلة الإقليمية والدولية، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن النضال في سبيل السلام الذي نتهيأ الآن لخوضه، أصعب من النضال المسلح الذي نخوضه على مدى عقود من الزمن، وبالتالي يتطلب المزيد من التنظيم والوعي، إضافة إلى المزيد من الصبر والإصرار على تقديم كل ما هو ممكن لنجاح عملية السلام”.
وأشار: إلى أنه “في حال نجاح هذه المبادرة لا شك أن نداء القائد عبد الله أوجلان سيؤثر تأثيرا كبيرا على إقليم شمال وشرق سوريا، وفي العديد من النواحي، من أهمها إيقاف هجمات دولة الاحتلال التركي، على إقليم شمال وشرق سوريا، ما سينعكس حكما على العديد من الأطراف التي تريد أن تقيم معنا العلاقات، إلا إنها متخوفة من ردة الفعل التركية حتى الآن، حيث سيُفرض على دولة الاحتلال التركي، أن تتخلص من حالة العداء الذي تكنه لشعوب إقليم شمال وشرق سوريا، وكذلك سيساهم بإيقاف هجمات دولة الاحتلال التركي على مناطقنا، وبكل تأكيد ستكون نتائج ذلك إيجابية، في تخفيف المعاناة الاقتصادية والمعيشية، وحتى الأمنية، التي تعيشها شعوب هذه المنطقة، وسيتسنى للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، أن تقوم بواجباتها تجاه شعوبها على أكمل وجه”.
طرح المشاكل وتقديم الحلول
واستكمل: إن “نجاح هذه المبادرة في باكور كردستان وتركيا، سينعكس إيجابياً على المفاوضات الجارية اليوم بين الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا من جهة، وبين سلطة دمشق الجديدة من جهة أخرى، لا سيما وإن التدخل التركي في الشأن السوري له تأثير سلبي كبير على هذا الملف، فمعظم العراقيل التي تحول دون اتفاق الجانبين هو معارضة وعرقلة دولة الاحتلال التركي لهذه المفاوضات”.
ولفت: “تأسيس حزب العمال الكردستاني جاء بعد قرون من التهميش، والاضطهاد، وإنكار الحقوق، الذي تعرض له الشعب الكردي في منطقة الشرق الأوسط، وقد استغرق النضال في سبيل إثبات وجود وحقوق الشعب الكردي أكثر من خمسين عاما، وهنا تكمن أهمية نضال وعمل الحزب، حزب العمال الكردستاني ليس من ضمن الأحزاب الكلاسيكية الموجودة في الشرق الأوسط، وله دور كبير في إقامة السلام في المنطقة، ومن هنا تأتي الأهمية التاريخية للنداء الذي وجهه القائد عبد الله أوجلان، لذلك، نضال الحزب سيدخل مرحلة جديدة في القرن الواحد والعشرين”.