قامشلو/ علي خضير ـ أكدت سياسيات، أن المرأة أساس استمرارية الحياة، فكان لها دور بارز في المجالات العسكرية، والسياسية، والمجتمعية، وأوضحن، أنه من واجب الجميع صون وحماية حقوق المرأة من العنف والتمييز، وأشرن، إلى أن اقصاء المرأة السورية وإلغاء دورها في مستقبل سوريا أمر غير مقبول.
حصلت المرأة في شمال وشرق سوريا بعد ثورة 19 تموز، على الكثير من المكاسب، ولعبت دوراً كبيرا في نجاح الثورة، وفي المجالات كلها. لذا؛ كانت محط إعجاب واحترام العالم كله، حيث تمكنت من كسر الصورة النمطية، التي كانت تربط المرأة بالتبعية والضعف، وأثبتت المرأة قدرتها على تحقيق التغيير والتقدم النوعي.
المرأة أساس الحياة
في السياق، تحدثت لصحيفتنا، مسؤولة منظمة المرأة في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، “روهات قتي”: “المرأة أساس بناء الأسرة، وأساس لكل شيء في الحياة، ولعبت دوراً مهما في السياسة، ومؤسسات المجتمع المدني”.
وتابعت: “من المعروف أن المرأة الكردية منذ الأزل، الأكثر تحرراً من بين نساء المنطقة، بحكم قوة شخصيتها وتعاملها مع البيئة التي تعيش فيها، فالرجل الكردي كان أكثر انفتاحاً من العربي، والتركي، والفارسي، وغيرهم، ونتيجة لذلك، كانت المرأة تقوم بواجبها في مشاركة الرجل، في الكثير من الأعمال”.
وأكّدت: “لم يكن يسمح المجتمع الشرقي للمرأة بالتقدم والحصول على أبسط حقوقها، وبشكل خاص في سوريا وفي زمن النظام البائد، ورغم ذلك، كانت المرأة الكردية، تعمل سراً بالسياسة التي كانت ممنوعة بأشكالها كلها، عبر انتسابها للعديد من الأحزاب السياسية، زعم عمليات الإقصاء والقمع ضدها”.
وأشارت: إلى أنَّ “المرأة نهضت في بداية الثمانيات والتسعينات، وشاركت في الدفاع عن أرضها ووطنها، وشاركت في الأعياد الوطنية عبر المسرح وتقديم الأغاني، وفي بداية أحداث سوريا، كانت لها مشاركة فعالة في ثورة 19 تموز، التي انطلقت من كوباني، حيث أثبتت جدارتها في المجالات كلها، فحملت السلاح وكانت مقاتلة بارزة، ونجحت في الإدارة، وأصبحت سياسية مرموقة، وطالبت بحقوقها دون خوف”.
ولفتت: “المرأة الكردية أثبتت في الثورة عطاءها اللامحدود، فكانت سياسية وقيادية بارزة، فالمرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر، وهي المدرسة التي تتربى على يدها الأجيال، لتأسيس مجتمع راقٍ وسليم”.
وتابعت: “نحن النساء في الحزب الديمقراطي التقدمي، انتسبنا للحزب، وكانت لنا لمسات كبيرة في مجال سياسة الحزب، وقمنا بنشر أفكار حزبنا إلى الجماهير، وبعد ثورة 19 تموز، شاركنا النساء في شمال وشرق سوريا، في تحقيق الأهداف التي وضعناها نصب أعيننا، وكانت الأعمال التي قمنا بها محل ثقة لدى كل من تابعنا”.
وبينت: “المرأة اليوم، تعمل في المجالات عامة، فهي، العاملة، والمثقفة، والسياسية، والكاتبة، والمقاتلة، ومن هنا، وفي اليوم العالمي للمرأة، لا يسعنا سوى أن نحني قاماتنا دائماً أمام النساء المقاتلات في جبهات القتال في إقليم شمال وشرق سوريا، ونبارك هذا اليوم على النساء في شمال وشرق سوريا، وسوريا والعالم أجمع”.
واختتمت، روهات قتي: “اليوم في وطننا تُقام مؤتمرات وتُكتَب الدساتير، ومع كل أسف يتم إقصاء المرأة، وتهميش دور المرأة من سلطات دمشق، يؤدي لحالة من الشلل في المجتمع بشكل عام، ونحن النساء في شمال وشرق سوريا، سنسعى بكل قوتنا بإقامة سوريا ديمقراطية، مدنية، تحفظ حقوق الجميع، وتراعي الطوائف والشعوب، تكون للمرأة فيها حقوقها المدنية، والثقافية، والاجتماعية، والسياسية”.
يجب حفظ حقوقنا
من جانبها أكَّدت نائبة الناطقة في مجلس المرأة لحزب سوريا المستقبل بقامشلو، “سمية الكيرط”: إنَّ “دور النساء في السياسة يأتي إحدى القضايا الأهم التي تعمل من أجل تحقيقها، لذلك، تقوم المرأة بالعديد من الفعاليات والأنشطة المتعلقة بدور المرأة، في شمال وشرق سوريا”.
وزادت: “نحن النساء في سوريا، يجب فتح المجال أمامنا للمشاركة في السياسة وجميع المجالات الأخرى، ويجب أن نكون في أماكن صنع القرار، ونطالب ببناء مجتمع ديمقراطي متعدد، ودولة لا مركزية، تحفظ حوقنا، وحقوق شعوب ومكونات المنطقة بشكل عام”.
وأنهت، سمية الكيرط، حديثها: “تسعى المرأة دائماً للعمل بجد واجتهاد، في سبيل الحصول على حقوقها، وصون كرامتها، وحمايتها من العنف والتمييز، وفي شمال وشرق سوريا، هناك تجربة رائدة لحماية حقوقنا”.
ترسيخ مبدأ المساواة
بدورها، أوضحت عضوة علاقات مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي “هالة فارس“: “نحن، النساء في سوريا الجديدة بشكل عام، هدفنا الأساسي بناء سوريا على أسس فصل الدين عن الدولة، وترسيخ مبدأ المساواة بين مختلف الطوائف، والأديان، والقوميات، والمذاهب، ونبذ خطاب الكراهية، وحرية المعتقد والفكر”.
وشدَّدت: “من أجل الوصول إلى تلك المطالب، ويجب كتابتها بالدستور السوري الجديد، وعلى سلطات دمشق، إشراك المرأة في كتابة الدستور، لأنها صانعة للحياة، ومن هنا ندرك أهمية تطبيق فكر القائد عبد الله أوجلان، في إيجاد حلول للمشاكل العالقة في سوريا، وخاصة، فيما يخص المرأة”.
وأكَّدت: “علينا، النساء المناضلات في سوريا القيام بتصحيح المسار، ونحن نؤمن بأن مشروع الأمة الديمقراطية، وأخوة الشعوب، هو الحل الأنسب لتحويل سوريا لدولة ديمقراطية تعددية لا مركزية، يحفظ فيها الحقوق والكرامة”.
وندّدت هالة، بتهميش المرأة من المشاركة في المؤتمرات السورية: “لقد تم إقصاء المرأة من المشاركة في المؤتمرات، لإلغاء دورها في عملية البناء، وهذه السياسات الإقصائية مرفوضة من قبلنا، وأيضاً من الشعب السوري برمته”.
واستطردت: “المرأة بشمال شرق سوريا، ناضلت وتناضل تحت شعار، “المرأة، الحياة، الحرية”، وهي لا تطلب هبة من أحد، ولكنها تطالب بحقوقها المشروعة، وهناك مقولة مشهورة “وراء كل رجل عظيم امرأة”، ووراء كل شعب عظيم نساء عظيمات، وكي نساهم بشكل أكثر فعالية في بناء وطننا، يجب فتح المجال أمامنا، كي نحقق ما نريد، لأن تقدم المجتمعات لا يمكن أن يتحقق إلا بحرية المرأة”.
وفي ختام حديثها، قالت، هالة فارس: “تمثّل المشاركة السياسية للمرأة، إحدى أبرز القضايا المطروحة للنقاش فـي الساحة السـورية، ومن حق المرأة اليوم، أن يتم تمثيلها بالشكل المطلوب، في مجالات الحياة كافة، وخاصةً في مراكز صنع القرار، مقارنـة بالرجال، وأيضاً، أن تلعب دورها في البرلمان السوري القادم، وحصولها على نسب عالية من التواجد فيه. لذا، من الواجب حفظ حقوق النساء في سوريا، عبر تثبتها في دستور سوريا القادم”.