No Result
View All Result
المشاهدات 12
نوري سعيد
يبدو إن التقارب بين أطراف الحركة الكردية يُلوّح في الأفق، بعد إعلان الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الكردي فيصل يوسف انسحاب المجلس من الائتلاف السوري، حيث أوضح بأن سقوط النظام جعل وجود الائتلاف لا مبرر له لأن الائتلاف يعمل لتحقيق ذلك، وكون سوريا وشعبنا الكردي يمران بمرحلة مصيريّة، بعد أن حوّل النظام البائد سوريا إلى جحيم طيلة 54 عاماً، وتولي هيئة تحرير الشام إدارة البلاد وتعيين رئيس مؤقت للمرحلة الانتقالية، التي أوضحت إن سوريا ستكون لكل السوريين، وسوريا لن تكون أفغانستان، وحقوق كافة الشعوب ستكون مُصانة بموجب دستور سوريا الجديد، لذا بات لزاماً على الحركة الكردية انتهاز الفرصة، وتوحيد صفوفها، والخروج بموقف ووفد موحد للتفاوض مع النظام وعرض مطالبنا والمطالبة بحقوقنا المهضومة منذ أكثر من نصف قرن لأننا مُقبِلون على انعقاد المؤتمر الوطني الذي سوف يضم كافة الأطراف السوريّة، دون استثناء، لأن سوريا الجديدة تختلف عن النظام البعثي السابق، فنحن نمر الآن بمرحلة تشبه مرحلة ما بعد الاستقلال التي اتسمت بالحرية والديمقراطية بدليل المناقشات التي كانت تدور بين أعضاء البرلمان السوري، آنذاك بين أعضاء الحزب السوري والإخوان المسلمين بروحٍ أخويّة.
تركيا تفرض أجنداتها على رئيس سلطة دمشق بضرورة معاداة الإدارة الذاتية وعدم منح الكرد أية امتيازات، لأن أردوغان كان قد صرّح أكثر من مرّة “لقد أخطأنا في العراق ولن نكرر الخطأ ذاته في سوريا” وطبعاً يقصد بذلك حصول الكرد في العراق على الفيدرالية، وهي تريد إعادة أمجاد العثمنة والسلطنة بموجب الميثاق الملي سيء الصيت الذي يشمل سوريا أيضاً هذا يعني بأن دموع التماسيح التي تذرفها تركيا على الشعب السوري، مراوغة ونفاق، وعلى تركيا عدم استغلال خروج إيران من سوريا وملء مكانها، فالسوريون تعِبوا من التدخّلات الإقليمية والدوليّة، ولسان حالهم يقول نريد أن تكون علاقاتنا مع الجارة تركيا قائمة على حُسنِ الجوار مع أننا نعلم بأن تركيا تُدار من قِبل الطغمة العسكرية الفاشية، وما الحكومات المتعاقبة سوى أدوات تنفد أجندات تلك الطغمة وهنا لن نتجنى على الحقيقة إذا قلنا بأن تركيا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، فإسرائيل دمرت غزة وتركيا تريد إنهاء الكرد وإبادتهم، ونأمل أن تأخذ الحركة الكردية ذلك بعين الاعتبار وتنظم صفوفها وتتوحد، لأن أعداءنا كُثر مع إننا شعب مُخلص ووفي ولا نعادي أي طرف، وكلنا أمل أن تُفشل القيادة الجديدة في سوريا مآرب تركيا التوسعية لأن تركيا إذا احتلت أرضاً لن تخرج منها بسهولة والتاريخ يشهد على ذلك.
No Result
View All Result