هيفيدار خالد
تواصل الدولة التركية المحتلة ارتكاب المجازر بحق شعوب شمال وشرق سوريا، وسط صمت دولي مُطبق، فقد عشرات المدنيين حياتهم حتى الآن معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة لإصابة المئات، نتيجة القصف التركي المستمر في كل من سد تشرين، حيث تقام مقاومة تاريخية من قبل سكان المنطقة وأرياف عين عيسى وقرى زركان ومدينة صرين ومنطقة تل تمر والعديد من المناطق الأخرى، عبر المدفعية الثقيلة والمُسيّرات والطائرات الحربية.
إلى جانب الهجمات العسكرية التي تقودها تركيا ضد المنطقة، أقدم الإعلام التركي على تحريف الحقائق وخاصةً التصريحات التي تخص الملف السوري، وعلى وجه الخصوص التي تدور حول التطورات في شمال وشرق سوريا، ونشر أخباراً كاذبة ومفبركة بعيدة عن أخلاق مهنة الصحافة والإعلام، ومبادئها ومقاييسها الأساسية، وتحاول تركيا من خلال هذا الضخ الإعلامي الكاذب وهجمات الإبادة التي تنفذها كسر إرادة الشعب والنيل منه وبالتالي طمس هويته الأصيلة.
يمكن للمتابع للمشهد العام في المنطقة وخاصةً سياسات تركيا العدائية، والتي ليست حديثة الولادة ضد المنطقة، استنتاج العديد من النقاط من كل هذه الزوبعة الإعلامية التي تقف وراءها أطراف عنصرية لا تريد لشعوب المنطقة أن تصبح صاحبة دور وإرادة وإدارة؛ لذا تحاول بطرق وأساليب قذرة شتى ضرب أمن واستقرار المنطقة، واستهداف التكاتف القائم بين شعوب متنوعة، وزرع الفتنة وعدم الثقة فيما بينهم من خلال مخططات قذرة وألاعيب عنصرية، تقف الاستخبارات التركية من وراءها.
كما أن تركيا باتت تستشعر الخطر، نتيجة المقاومة التاريخية التي تقودها شعوب المنطقة في وجهِ هجماتها؛ لذا تحاول من خلال سياساتها العدائية التي تتمثل في ارتكاب المجازر والإبادة بحق النساء والأطفال النيل من النضال التاريخي، وتحريف الحقائق ونشر روايات غير صحيحة في وسائل الإعلام التابعة لها والتضليل الإعلامي لخلق واقع مغاير لما يجري من تطورات في الوقت الحالي.
قدمت شعوب شمال وشرق سوريا تضحياتٍ كبيرةً نيابةً عن العالم لحماية الإنسانية من الإرهاب العالمي المتمثل بداعش الإرهابي، واليوم حان الوقت كي يقوم العالم الديمقراطي المتقدم والإنسانية الحرة، بالالتفاف حول هذا الشعب والوقوف إلى جانبه ووقف المجازر التي تُرتكب بحقه، ووضع حد لجرائم المجرم أردوغان الذي يقتل الأطفال والنساء بدمٍ بارد، حان الوقت للجميع بأن يصبحوا صوت الحق في وجه ماكينة الحرب الخاصة التي يقودها الإعلام التركي الفاشي ضد الإرادة الحرة.