تواجه قلعة قلادزة أحد أبرز الأماكن الأثرية التاريخية في إقليم كردستان والتي يعود تاريخها إلى 6500 سنة خطر التدمير والاختفاء بسبب الإهمال الحكومي وعدم وجود مؤسسات معنية بالحفاظ على المواقع والأماكن الأثرية.
عند الدخول إلى مدخل ناحية قلادزة ستطالعك قلعة معمرة بالطين والحجارة تعكس التاريخ والثقافة الكردية، إلا أنه وبسبب الإهمال وعدم المحافظة على القلعة تتقلص مساحتها حتى باتت مهددة بالتدمير رغم أهميتها التاريخية.
ومن المثير للاهتمام أن اسم بلدة قلادزة مشتق من القلعة التي يبلغ ارتفاعها حوالي 25 متراً ومساحتها حوالي 4000 متر مربع، فيما كانت مساحتها تقارب 8000 متر مربع في السابق.
وفي لقاء مع وكالة “روج نيوز” تحدث الخبير في الآثار علي دينكا، عن أهمية الأماكن الأثرية المتواجدة في ناحية قلادزة، كما أشار إلى أن عدم وجود مؤسسات خاصة بحماية الآثار في المنطقة، تزيد مخاطر تدميرها مع مرور الزمن.
قلعة قلادزة وأهميتها التاريخية
وأشار الخبير في الآثار علي دينكا، في بداية حديثه لتاريخ القلعة: “إن تاريخ قلعة قلادزة يعود إلى 6500 سنة حيث أصبحت رمزاً لناحية قلادزة”.
وتم تسجيل القلعة من هيئة المسح الأثري العراقية عام 1957، وأعيد تسجيلها من جامعة ميونخ عام 2012، كما وتم تسجيلها مرة أخرى في عام 2015 من فريق فرنسي وهيئة المسح الأثري في السليمانية.
تقلص مساحة قلعة قلادزة التاريخية بسبب الكثافة السكانية
وتابع علي دينكا حديثه: “على الرغم من تسجيلها عدة مرات كأثر تاريخي، إلا أنه لم يتم إجراء أي بحث علمي عليها، وكانت قلادزة مركزًا مهمًا في بشدار خلال الفترة الساسانية، وتم التعامل معها كمركز مهم خلال عصر العثمانيين”.
وأوضح، إن هذه القلعة هي ثاني أقدم قلعة في المنطقة، وكانت مساحتها كبيرة جداً، ولكن بسبب الكثافة السكانية تقلصت القلعة ولم يتبقَ منها إلا جزء صغير أقل من 50% من مساحتها الفعلية.
عدم وجود مؤسسات معنية بالحفاظ على الأماكن الأثرية يهدد باختفاء جزء من التاريخ
وفي ختام حديثه أشار الخبير الأثري علي دينكا، إلى أهمية الحفاظ على هذه الأماكن الأثرية: “الحكومة مسؤولة عن حماية التاريخ، الثقافة وهوية المجتمع، وقلعة قلادزة هي رمز تاريخي لكردستان، لذلك نطالب الحكومة في الحفاظ على المساحة المتبقية من القلعة بأسرع وقت ممكن، كما نطالب بإجراء أبحاث علمية حول تاريخ القلعة”.