روناهي/ قامشلو ـ عشقه للملاعب وللمستديرة كان ضمن وصيته قبل استشهاده، عميد الرياضيين الشهيد “كيفو عثمان” “أبو هوكر” رفاقه يُنفذون وصيته بوضع جثمانه في ملعب الشهيد “هيثم كجو وملعب شهداء 12 آذار” بقامشلو، ووضع كرة قدم بجانب قبره.
استشهد عميد الرياضيين الكابتن “كيفو عثمان” بتاريخ 18/1/2025، أثناء تواجده مع المناوبين لحماية “سد المقاومة” “سد تشرين” بقصف المحتل التركي والذي أدى لارتقائه شهيداً مع كوكبة من المواطنين.
“الشهيد كان قبل استشهاده ذكر في إحدى المقابلات أنه ضيف في هذه الحياة وعند رحيله يوصي رفاقه بوضع جثمانه عشر دقائق في ملعب “شهداء 12 آذار” بقامشلو وملعب “الشهيد هيثم كجو” كون الملعبين يحملان الكثير من الذكريات له، وخاصةً ملعب “شهداء 12 آذار”، وأن يتم وضع كرة قدم بجانب قبره”.
وقامت إدارة نادي “الآساييش” وبالتنسيق مع “المجلس الرياضي” بمقاطعة الجزيرة وبحضور الرياضيين من مختلف المدن بتنفيذ وصية الشهيد، وتم وضع جثمانه في ملعب الشهيد “هيثم كجو” ومن ثم تم نقل جثمانه إلى ملعب “شهداء 12 آذار” وبحضور رسمي وشعبي ورياضي، وتم الوقوف دقيقة صمت على روحه وعلى أرواح الشهداء كافة.
باسم الرياضيين تحدث الكابتن “مسعود داؤود” رفيق درب الشهيد وقال: “كان الشهيد حاضراً في كل المناسبات وكل المجالات الاجتماعية الفنية وخاصةً الرياضية”.
وأضاف: “لقد كرّس الشهيد حياته لخدمة شعبه، وكان أول من تقدّم لإحياء الرياضة في ظل الثورة التي كان جزء منها”.
واختتم الكابتن “مسعود داؤود” حديثه: “نعاهد الشهيد بالمُضي قُدماً على دربه حتى النصر”.
وبعدها تم تشييع جثمان الشهيد الرياضي “كيفو عثمان” مع كوكبة من الشهداء في مزار الشهيد دليل صاروخان بمشاركة عشرات الآلاف من مختلف المدن بمقاطعة الجزيرة.
نبذة عن حياة الشهيد
عميد الرياضيين الكابتن “كيفو عثمان” “أبو هوكر” القامة الرياضية المعروفة، من مواليد 1965، من مدينة قامشلو، وهو والد الشهيدة في صفوف وحدات حماية المرأة “آهين سيدو”، الاسم الحقيقي “دجلة كيفو”، التي استشهدت في 7 تموز 2015 أثناء تصدي الوحدات لهجمات مرتزقة داعش على مدينة كوباني.
الشهيد الكابتن “كيفو عثمان” “أبو هوكر”، الذي عُرِف بعميد الرياضيين فقد كان عضو مجلس إدارة نادي “الآساييش” وعضو في مجلس “عوائل الشهداء” بقامشلو، كما أنه شغل عضو في “الاتحاد الرياضي” سابقاً “المجلس الرياضي” حالياً، وكان مدرباً لفريق “جوفنتوس” الشعبي.
الشهيد بدأ باعتناق الرياضة ولعبة كرة القدم من أندية المدارس، عندما كان بمدرسة علي بن أبي طالب بحي العنترية بقامشلو في المرحلة الابتدائية في السبعينات من القرن الماضي، ومثّل منتخب مدارس قامشلو لعدة سنوات، وهو كان أصغر لاعب في فريق “ميسلون” الشعبي ومن ثم انتقل لفترة قصيرة مع فريق “اليرموك” الشعبي، ومثّل شباب نادي “الجهاد” في العام 1980، في زمن النجوم “فنر حاجو، زانا حاجو، وعباس مصطفى”، ولكن وبعد موسم واحد مع تلك الفئة ترك النادي لأسباب معيشيّة، لأن أحوالهم المادية كانت صعبة كثيراً وقتها.
الشهيد اعتُقل بآذار عام 2004 من قِبل النظام البعثي البائد، وتم سجنه في مدينة الحسكة لمدة 18 يوماً، وذلك لمشاركته في انتفاضة قامشلو ومساعدته بخلاص الأطفال أثناء مهاجمة جمهور نادي الفتوة وقتها على جماهير نادي “الجهاد” في مباراة كانت ستجمع الناديين ضمن الدوري السوري في ملعب “شهداء 12 آذار” بقامشلو، ووقتها النظام البعثي عمل على استغلال هذه المباراة وإحاكة مؤامرة على الشعب الكردي ومحاولة النيل منه، ومحاولة زرع الفتنة بين الشعبين العربي والكردي، ولكن هذا النظام فشل بفضل العُقلاء من الشعبين، حيث على أثرها انتفض الشعب الكردي ضد هذا النظام، وهي قصة معروفة للجميع.
الشهيد “أبو هوكر” في عام 1984 التحق بالخدمة الإجبارية وشارك بمسابقة الضاحية بمسافة 3كم، و5كم، وحصل على المركز الثالث على مستوى سوريا لعامين متواصلين، وفي تلك الفترة مثّل منتخب “الجيش” العسكري بكرة القدم، أمّا عام 1987 فقد عاد إلى مدينته قامشلو وباشر على الفور بتأسيس فريق شعبي باسم “جوفنتوس”، لأنه كان مُعجب جداً بالكرة الإيطالية والبرازيلية.
والتأسيس لفريق “جوفنتوس” بدأه الشهيد من تدريب البراعم وساهم بتقديم أسماء كروية كثيرة للمنتخبات السوريّة ولأندية المنطقة وخاصةً نادي “الجهاد” أمثال: “إدريس جانكير، عبد الله جانكير، الدكتور أيمن سليمان، الدكتور ناظم سعدون، محمود زنود”، ومن خلال الكثير من الأسماء التي كانت تنتسب إلى الفريق أسس عائلة رياضية تجمعها الأفراح والأتراح وكوّن نموذجاً مهماً في العلاقات الاجتماعية.
الشهيد “كيفو عثمان” حقق مع فريقه الكثير من الإنجازات والكؤوس وآخر لقب كان لفريقه هو لقب بطولة الفرق الشعبية بقامشلو في العام 2024، عندما تغلّب فريقه جوفنتوس بالمباراة النهائية على فريق آفدار بهدف دون رد، وشارك في تنظيم بطولات كروية كثيرة، وآخرها كان عضواً باللجنة المنظمة في بطولة “كُلنا قسد” والتي بدأت يوم الجمعة الماضي، ولكنها توقفت حداداً على روحه، كما علّق نادي الآساييش الرياضي تدريباته لمدة أسبوع حداداً على روح الشهيد، بالإضافة لتوقف العديد من البطولات لثلاثة أيام حداداً لروح الشهيد.
زُيّن جثمان الشهيد بعلم مجلس عوائل الشهداء، برفقة كرة قدم وكؤوس وقميص للفريق الذي أسسه جوفنتوس، ومن الآن صاعداً ستقام البطولات الرياضية بدون عميد الرياضيين، لكن بصمته وصوته وصرخاته وصورته ستبقى حاضرةً مع كل الرياضيين وفي كل البطولات وخاصةً في لعبة كرة القدم التي عشقها حتى آخر يوم في حياته، وكانت ضمن وصيته.