قامشلو/ سلافا عثمان ـ تستمر معاناة المستأجرين في مدينة قامشلو نتيجة ارتفاع أسعار الإيجارات التي تفوق قدرتهم، وعلى الرغم من صدور قرار من الجهات المعنية بتحديد تسعيرة رسميّة عادلة للإيجارات، إلا أن العديد من أصحاب المنازل يتجاهلون هذه التسعيرة، مما يؤدي إلى استغلال المستأجرين.
في مدينة قامشلو ومع استمرار الانخفاض الطفيف في سعر الدولار الأمريكي أمام الليرة السوريّة، تبقى أسعار الإيجارات مرتفعة بشكلٍ يُثقل كاهل المستأجرين، وخصوصاً المهجرين الذين فقدوا منازلهم وأراضيهم، بسبب تهجيرهم قسراً من مدنهم من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، ومع ذلك يواجهون استغلالاً واضحاً من أصحاب المنازل الذين يفرضون إيجارات باهظة تتجاوز بكثير التسعيرة الرسمية، مما يجعل حياتهم اليومية أكثر صعوبة، ويزيد من التحديات التي تواجههم في تأمين سكن مناسب واستقرار حياتهم.
عدم الالتزام بالقرار
وفي هذا الصدد؛ أشار صاحب المكتب العقاري في حي الكورنيش بمدينة قامشلو “عبد الباقي مقصود” إلى، إن هناك استغلالاً واضحاً من قبل أصحاب المنازل الذين يطالبون بإيجارات تصل إلى 100 دولار أمريكي شهرياً، وبالإضافة إلى اشتراط الدفع المُسبق لمدة ستة أشهر، وهو أمر يصعب على الكثير من المستأجرين تحمّله.
وعلى الرغم من إصدار الجهات المعنية تسعيرة رسمية للإيجارات، تحدد إيجار كل غرفة خمسة عشر دولاراً أمريكياً، أي ستين دولار أمريكي للشقق المؤلفة من ثلاث غرف ومنافعها، ولكن العديد من أصحاب المنازل يرفضون الالتزام بهذه التسعيرة، وبدلاً من ذلك يلجؤون إلى إبرام عقود مزيفة بعيداً عن المكاتب العقارية لتجاوز القوانين، مما يجعل الإيجارات تتراوح بين 75 إلى 150 دولار أمريكي، باستثناء بعض أصحاب البيوت التي تلتزم بالقرارات الرسمية.
وأوضح مقصود: “إن أصحاب المنازل يُبررون رفع أسعار الإيجارات بادعاء أن المستأجرين يتسببون بأضرار في المنازل، إلا أن الواقع يشير إلى أن المستأجرين غالباً ما يهتمون بالمنازل أكثر من أصحابها، على ضرورة أصحاب المنازل أن تُقدّر كافة الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي إقليم شمال وشرق سوريا”.
ويثمّن صاحب المكتب العقاري “عبد الباقي مقصود” في ختام حديثه على جهود الجهات المعنية في تحديد تسعيرة عادلة للإيجارات، لكنه يدعو إلى تعزيز الرقابة من خلال دوريات للتأكد من تطبيق هذه القرارات ومنع استغلال المستأجرين.
تعزيز الرقابة أكثر لضبط إيجار المنازل
فيما عبّر المواطن “لقمان محمود” عن استيائه من استغلال أصحاب المنازل للمستأجرين في مدينة قامشلو، مسلطاً الضوء على المعاناة اليومية التي يعيشها الكثيرون بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات بشكلٍ مبالغ فيها: “أراقب معاناة المستأجرين الذين يرزحون تحت وطأة الإيجارات المرتفعة، هؤلاء الناس يعيشون ظروفاً مادية صعبة، ولو كانت إمكانيات جيدة لقاموا بشراء منزل خاص بهم، بدلاً من أن يكونوا تحت رحمة أصحاب المؤجرين الذين لا يراعون أوضاعهم”.
ولفت إلى أن بعض الأهالي يقومون بشراء الشقق بمبلغ 35 ألف دولار أمريكي، ثم يضعون تسعيرة مرتفعة جداً لإيجارها بهدف استعادة ثمن الشقة من جيوب المستأجرين خلال سنوات قليلة: “المستأجرون يُجبرون على تغيير منازلهم باستمرار بسبب هذه الأسعار، مما يحرمهم من الاستقرار ويزيد من معاناتهم اليومية”.
وفي ختام حديثه طالب المواطن “لقمان محمود” من الجهات المعنية بالتدخّل الفوري لتطبيق القوانين المتعلقة بتحديد الإيجارات، مع تعزيز الرقابة على أصحاب المنازل الذين يستغلون حاجة الناس للسكن: “نطالب الجهات المعنية بالتدخّل فوراً لوضع حدا لهذا الاستغلال، وتطبيق القوانين التي تحمي المستأجرين”.