قامشلو/ سلافا عثمان – أوضح أهالي عفرين المهجرين قسرًا منذ احتلال مدينتهم عام 2018، أن التهجير المستمر وانتهاكات المحتل التركي التي تحاك ضدهم، تزيد من معاناتهم اليومية، فيما أكدوا تمسكهم بالنضال كسبيل وحيد للعودة بكرامة، وطالبوا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وضمان حقوقهم.
يعيش مهجرو عفرين، معاناة حقيقية بين مرارة التهجير القسري وصعوبة العيش في المنفى، فالمحاولات المستمرة لقتل هويتهم وتهديد وجودهم في وطنهم، تركت في نفوسهم جروحاً عميقة.
معاناة مستمرة وأمل بالعودة
وتعيش عفرين منذ سبع سنوات تحت وطأة الاحتلال التركي، الذي تسبب بتهجير الآلاف من سكانها قسرًا، إضافة إلى الانتهاكات الممنهجة مثل التغيير الديمغرافي ومصادرة الممتلكات، ولم تقتصر هذه الممارسات على تهجير الأهالي مرة واحدة، بل تسببت بتهجيرهم مرة أخرى من مناطق تهجيرهم بسبب هجمات المحتل التركي المستمرة.
وفي هذا السياق، قالت المهجرة من عفرين “وحيدة حسن”: “لقد كان التهجير الأول لنا صعباً للغاية، إلا أننا رغم تلك المحنة لم نفقد الأمل، ومع تهجيرنا للمرة الثانية أصبحنا أكثر إدراكاً بأن نضالنا المستمر هو السبيل الوحيد لعودتنا إلى أرضنا، وحفاظنا على دماء شهدائنا، الذين ضحوا من أجل قضيتنا، في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي نعيشها اليوم”، مضيفةً: “ولكننا إيماننا وإصرارنا على عودتنا لديارنا زاد أكثر من أي وقت مضى”.
فيما طالبت، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتدخل السريع والفعال لوقف هذه الانتهاكات المتواصلة بحق شعبنا: “نطالب المجتمع الدولي وجميع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بوقف الهجمات التركية على شعبنا الكردي المسالم، الذي لا يطالب بأكثر من حقوقه المشروعة في الحفاظ على وجوده وكيانه على أرضه”.
وأكدت المهجرة “وحيدة حسن” في ختام حديثها، على أن الأمل لا يزال حياً في قلوب أهالي عفرين المهجرين قسراً، رغم الظروف القاسية: “وجودنا في سوريا يعني وجودنا ككرد في عفرين، ورغم التهجير والقمع المستمر، لن نفقد الأمل أبداً، بل سنواصل النضال بكل قوة وعزيمة حتى نعود إلى أرضنا ونستعيد حقوقنا المسلوبة”.
تهجير متكرر
ومنذ احتلال عفرين عام 2018، يعاني سكانها من تهجير قسري وانتهاكات ممنهجة شملت التغيير الديمغرافي، والنهب، والقمع، حيث أجبرت هذه الممارسات آلاف العائلات على التهجير مرتين “مرة من عفرين ومرة أخرى من مناطق الشهباء إلى إقليم الجزيرة”، حيث يعيشون في ظروف إنسانية صعبة بعيداً عن أراضيهم.
فأوضح المهجر من عفرين وعضو مجلس عوائل الشهداء في قامشلو “سيامند سليمان“، أن الانتهاكات التي يتعرض لها أهل عفرين، وصلت إلى مستويات غير مسبوقة وخطيرة للغاية: “نعيش في وطننا لاجئين بسبب السياسات القمعية التي يمارسها الاحتلال التركي، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لإبادة شعبنا وتهجيره من أرضه”.
وتابع: “فالأمر لا يتوقف هنا، بل يمتد أيضاً إلى المجموعات المتطرفة، مثل مرتزقة العمشات، التي فرضت على الأهالي بيع أعضائهم الحيوية، مثل الكبد والكلى، تحت تهديدات بالقتل والانتقام، مما يجعلنا نعيش في حالة من الذل والخوف المستمر”.
فيما طالب سليمان، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل من أجل تأمين عودة كريمة وآمنة للمهجرين، تحت حماية دولية تضمن حقوقهم الإنسانية: “نطالب المجتمع الدولي بتأمين عودة آمنة ومشرفة لنا، وأن يتم إدراج حقوقنا كاملة في الدستور السوري الجديد، فنحن نطالب بالمساواة الكاملة مع باقي الشعوب السورية مثل العرب، والسريان، والأرمن، وهذا هو أقل حقوقنا التي يجب أن تُحترم وتُصان”.