روناهي/ قامشلو ـ المعادلة في عالم كرة القدم لدينا ترتكز على ضرورة أن يكون المدرب كبيراً في العمر أي ما فوق 45 عاماً على الأقل، وفي حال تواجد مدرب في أقل من هذا العمر لا يمنحوه الدعم المعنوي والفرصة لإثبات نفسه، وينتقدون تسليمه مهام تدريب الفريق كون عمره صغير مما يعني خبرته أقل.
إن هذه المعادلة قد لا تكون صحيحة بشكلٍ كبير، كونه بتنا نشاهد بأن المدربين الذي أعمارهم ما دون 45 عاماً يحققون الألقاب مع الفرق وأنديتهم في مقاطعة الجزيرة، بينما هناك من المدربين ممن هم يكبرونهم سناً لا يحققون الألقاب، وبالطبع تلعب الخبرة دوراً كبيراً، ولكن هذا لا يعني تهميش من لم يصل لعمر 45 عاماً من مهام التدريب للفرق والأندية أو تسليمها فقط الفئات العمرية.
ومنذ العام 2015 بمقاطعة الجزيرة هناك دورات تدريب خاصة بالمدربين تُنظم وكان يحاضر فيها مدربين أصحاب شهادات تدريب آسيوية، ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا هذه الدورات مستمرة والعديد من المدربين الشباب انضموا إليها واستطاعوا كسب الخبرة لذلك يُتطلب فتح المجال لهم في تدريب فئة الرجال، وليس منحهم فقط فرصة تدريب الفئات العمرية الصغيرة.
ولاحظنا العديد من المدربين أنهم حققوا ألقاب على صعيد الفئات العمرية والسيدات وأعمارهم لم تتجاوز الـ 45، وكلها دلائل واضحة على قدرتهم واستطاعتهم كسر معادلة أن المدرب يُتطلب أن يكون كبيراً في العمر، لأنه يمتلك الخبرة أكثر.
وهناك مدربون سلكوا مجال التدريب في وقتٍ مبكر من عمرهم، واستطاعوا أن يصنعوا اسمًا كبيرًا في عالم كرة القدم العالمية، وهناك من لم ينجحوا في هذا الأمر.
أصغر عشرة مدربين فازوا بدوري أبطال أوروبا
وفي السطور التالية نُلقي نظرة على أصغر عشرة مدربين فازوا بدوري أبطال أوروبا منذ نشأة البطولة في موسم 1955 ـ 1956 حتى العام 2024، واعتماداً على أرقام موقع transfermarkt الشهير المتخصص في بيانات وإحصائيات اللاعبين وكل ما يتعلق بكرة القدم.
– أريغو ساكي (ميلان) 43 عاماً: بعد عشرين عاماً من تتويج ميلان بلقبه الثاني في دوري أبطال أوروبا، أضاف ساكي البطولة الثالثة لخزينة “الروسونيري” وتحديداً في موسم 1988-1989. في ذلك النهائي ضرب ميلان منافسه ستيوا بوخارست الروماني بلا رحمة وفاز عليه بنتيجة 4- صفر، وكان ساكي بعمر 43 عاماً وشهرين و28 يوماً.
– روبرتو دي ماتيو (تشيلسي) 42 عاماً: بعد سلسلة من النتائج المُخيبة أقال تشيلسي مدربه البرتغالي فيلاش بواش وعيّن دي ماتيو كمدرب مؤقت حتى نهاية موسم 2011-2012.
لم يكن أشد المتفائلين بدي ماتيو يحلم بتحسّن النتائج، لكن ما حدث كان أكثر من ذلك بكثير إذ رفع الكأس “ذو الأذنين” بعد أن تجاوز برشلونة في نصف النهائي وقهر بايرن ميونخ في عُقر داره في النهائي بركلات الترجيح. كان هذا اللقب هو الوحيد لدي ماتيو في أمجد وأعرق البطولات الأوروبية وفاز به وهو بعمر 42 عاماً و30 يوماً.
– غوس هيدينك (أيندهوفن) 41 عاماً: في نسخة 1987 ـ 1988 كان تتويج أيندهوفن بلقب “التشامبيونزليغ” غريباً للغاية، إذ لم يحقق الفريق الهولندي أي انتصار بدءاً من ربع النهائي وصولاً إلى منصة التتويج، حيث تجاوز كلاً من بوردو الفرنسي في دور الثمانية وريال مدريد الإسباني في نصف النهائي مستفيداً من قاعدة الأهداف المُسجلة خارج الديار، إذ كان يتعادل سلبياً على أرضه وإيجابياً في ملاعب خصومه. حتى في النهائي تعادل سلباً مع بنفيكا قبل أن ينجح في حصد اللقب من علامة الجزاء، كل ذلك في عهد المدرب الهولندي غوس هيدينك الذي فعل ذلك وهو بعمر 41 عاماً و7 أشهر و21 يوماً.
– جوزيه مورينيو (بورتو) 41 عاماً: تُوِّج “السبيشل ون” بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين ومع فريقين مختلفين هما بورتو البرتغالي وإنتر ميلان الإيطالي في موسم 2009 ـ 2010.
المرة الأولى كانت موسم 2003-2004 وهي من وضعت مورينيو على خارطة المدربين الكبار في أوروبا بعد فوز بورتو على موناكو بثلاثة أهداف نظيفة، حينها كان البرتغالي بعمر 41 عاماً و5 أشهر و3 أيام.
– أرتور جورج (بورتو) 41 عاماً: في كل مرة يحصد فيها بورتو لقب دوري أبطال أوروبا كان يحدث ذلك بفضل مدرب شاب، حدث ذلك للمرة الأولى في موسم 1986-1987 أثناء وجود النجم الجزائري رابح ماجر. تُوِّج بورتو باللقب تحت قيادة المدرب أرتور جورج بعد الفوز في النهائي على بايرن ميونخ الألماني بنتيجة 2-1. كان المدرب حينها بعمر 41 عاماً و4 أشهر و16 يوماً.
– لويس كارنيلغيا (ريال مدريد) 40 عاماً: حافظ المدرب الإسباني كارنيلغيا على نجاح ريال مدريد في النسخ الخمس الأولى من دوري الأبطال، وقاد الفريق للتتويج باللقب الثالث وذلك في موسم 1957ـ 1958. الفريق “الملكي” فاز في نهائي تلك النسخة على ميلان الإيطالي بنتيجة 3-2 وحينها كان كارنيلغيا بعمر 40 عاماً و8 أشهر و25 يوماً.
– أودو لاتيك (بايرن ميونخ) 39 عاماً: في سبعينيات القرن الماضي تُوّج بايرن ميونخ بثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا وذلك في مواسم 1973-1974 و1974-1975 و1975-1976، الأول فقط كان تحت قيادة مدربه الألماني أودو لاتيك.
في تلك النسخة فاز العملاق البافاري في النهائي على أتلتيكو مدريد الإسباني بنتيجة 4- صفر، حينها كان لاتيك بعمر 39 عاماً و5 أشهر و13 يوماً.
– بيب غوارديولا (برشلونة) 38 عاماً: إذا أخذنا في عين الاعتبار الفائزين بدوري الأبطال من اعتماد المسمى الجديد فقط والذي بدأ موسم 1992-1993، فإن غوارديولا هو أصغر من يفعل ذلك من بين المدربين. قاد غوارديولا برشلونة للفوز بدوري الأبطال موسم 2008-2009 عقب الفوز على مانشستر يونايتد بنتيجة 2-صفر وكان حينها “الفيلسوف” بعمر 38 عاماً و5 أشهر و11 يوماً يُذكر أن غوارديولا نجح بعد ذلك في إضافة لقبين آخرين مع “البلوغرانا” بموسم 2010-2011 ومع مانشستر سيتي بموسم 2022-2023.
– ميغيل مونيوز (ريال مدريد) 38 عاماً: كلاعب تُوِّج مونيوز مع ريال مدريد بلقب دوري الأبطال في النسخ الثلاث الأولى، واستمر في نجاحه بعدما قاد الفريق للفوز بالبطولة كمدرب. تحقق ذلك في النسخة الخامسة (1959-1960) وحينها فاز ريال مدريد في النهائي على أينتراخت فرانكفورت الألماني بنتيجة 7-3، حينها كان مونيوز بعمر 38 عاماً و5 أشهر و10 أيام.
ـ خوسيه فيلالونغا يورينتي (ريال مدريد) 37 عاماً: هو أصغر مدرب على الإطلاق يفوز باللقب في التاريخ سواء كان ذلك بمسماها القديم أو الجديد وفعل ذلك وهو بعمر 36 عاماً و6 أشهر و25 يوماً.
اللافت أكثر في الأمر أن ذلك تحقق في النسخة الأولى من البطولة (1955 ـ 1956) التي كانت تحمل مُسمى كأس أوروبا للأندية الأبطال، وفيها تُوّج ريال مدريد بعد الفوز على استاد ريمس الفرنسي بنتيجة 4-3، كما ساعد فيلالونغا النادي “الملكي” على الحفاظ على لقبه في الموسم التالي.
قدمنا لمحة عن أن كيف في الدول الأخرى يعطون الفرصة للمدربين وحققوا ألقاب تاريخية لأنديتهم، ولدينا مازال يُنظر للكثير من المدربين ذوي الأعمار ما دون 45 عاماً وكأنهم لا يفقهون في علم التدريب شيئاً، نعم هناك مدربين هم لا يمتلكون الكفاءة العالية في مجال التدريب، ولكن التعميم خطأ، فهناك مدربين يعتمدون على التدريب الذاتي والاستفادة من عالم الإنترنت من تعلّم علم التدريب لجانب حضورهم لدورات المدربين في مقاطعة الجزيرة.