روناهي/ قامشلو ـ عميد الرياضيين الكابتن “كيفو عثمان” “أبو هوكر” ابن مدينة قامشلو القامة الرياضية المعروفة، والد الشهيدة “دجلة” المقاتلة ضمن وحدات حماية المرأة، شهيداً ضمن كوكبة الشهداء الذين ارتقوا بقصف المحتل التركي للمدنيين المناوبين لحماية سد الشهداء والمقاومة؛ سد تشرين بتاريخ 18/1/2025.
استشهد عميد الرياضيين الكابتن “كيفو عثمان” “أبو هوكر” ابن مدينة قامشلو وعضو مجلس إدارة نادي الآساييش الرياضي في سد الشهداء والمقاومة سد تشرين مع كوكبة من الشهداء بقصف من المحتل التركي على قوافل المدنيين المناوبين لحماية السد.
وارتكبت دولة الاحتلال التركي المجازر بقصف المدنيين لعدة مرات من المناوبين لحماية سد الشهداء والمقاومة سد تشرين، وارتقى على أثرها عدداً كبيراً من الشهداء هذا غير الجرحى.
وكان ضمن الشهداء كما ذكرنا الكابتن “كيفو عثمان” “أبو هوكر”، الذي عُرِف بعميد الرياضيين وكان عضو مجلس إدارة نادي الآساييش وعضو في مجلس عوائل الشهداء بقامشلو، كما أنه شغل عضو في الاتحاد الرياضي سابقاً المجلس الرياضي حالياً، وكان مدرباً لفريق جوفنتوس الشعبي.
وهو والد الشهيدة في صفوف وحدات حماية المرأة “آهين سيدو”، الاسم الحقيقي “دجلة كيفو”، التي استشهدت في 7 تموز 2015 أثناء تصدي الوحدات لهجمات مرتزقة داعش على مدينة كوباني.
اليوم الوالد يلتحق بابنته على مقربة من المكان نفسه ومن ذات العدو لأنه لا فرق بين داعش والمحتل التركي ولا مرتزقة الجيش الوطني السوري.
الشهيد بدأ باعتناق الرياضة ولعبة كرة القدم من أندية المدارس، عندما كان بمدرسة علي بن أبي طالب بحي العنترية بقامشلو في المرحلة الابتدائية في السبعينات من القرن الماضي، ومثّل منتخب مدارس قامشلو لعدة سنوات، وهو كان أصغر لاعب في فريق ميسلون الشعبي ومن ثم انتقل لفترة قصيرة مع فريق اليرموك الشعبي، ومثّل شباب نادي الجهاد في العام 1980، في زمن النجوم “فنر حاجو، زانا حاجو، وعباس مصطفى”، ولكن وبعد موسم واحد مع تلك الفئة ترك النادي لأسباب معيشيّة، لأن أحوالهم المادية كانت صعبة كثيراً وقتها.
الشهيد اعتُقل بآذار عام 2004 من النظام البعثي البائد، وتم سجنه في مدينة الحسكة لمدة 18 يوماً، وذلك لمشاركته في انتفاضة قامشلو ومساعدته بخلاص الأطفال أثناء مهاجمة جمهور نادي الفتوة وقتها على جماهير نادي الجهاد في مباراة كانت ستجمع الناديين ضمن الدوري السوري في ملعب شهداء 12 آذار بقامشلو، ووقتها النظام البعثي عمل على استغلال هذه المباراة وإحاكة مؤامرة على الشعب الكردي ومحاولة النيل منه، ومحاولة زرع الفتنة بين الشعبين العربي والكردي، ولكن هذا النظام فشل بفضل العُقلاء من الشعبين، حيث على أثرها انتفض الشعب الكردي ضد هذا النظام، وهي قصة معروفة للجميع.
الشهيد “أبو هوكر” في عام 1984 التحق بالخدمة الإجبارية وشارك بمسابقة الضاحية بمسافة 3كم، و5كم، وحصل على المركز الثالث على مستوى سوريا لعامين متواصلين، وفي تلك الفترة مثّل منتخب “الجيش” العسكري بكرة القدم، أمّا عام 1987 فقد عاد إلى مدينته قامشلو وباشر على الفور بتأسيس فريقاً شعبياً باسم “جوفنتوس”، لأنه كان مُعجب جداً بالكرة الإيطالية والبرازيلية.
والتأسيس لفريق جوفنتوس بدأه الشهيد من تدريب البراعم وساهم بتقديم أسماء كروية كثيرة للمنتخبات السوريّة ولأندية المنطقة وخاصةً نادي “الجهاد” أمثال: “إدريس جانكير، عبد الله جانكير، الدكتور أيمن سليمان، الدكتور ناظم سعدون، محمود زنود”، ومن خلال الكثير من الأسماء التي كانت تنتسب إلى الفريق أسس عائلة رياضية تجمعها الأفراح والأتراح وكوّن نموذجاً مهماً في العلاقات الاجتماعية.
الشهيد “كيفو عثمان” حقق مع فريقه الكثير من الإنجازات والكؤوس وآخر لقب كان لفريقه هو لقب بطولة الفرق الشعبية بقامشلو بالعام 2024، عندما تغلّب فريقه جوفنتوس بالمباراة النهائية على فريق آفدار بهدف دون رد، وشارك في تنظيم بطولات كروية كثيرة، وآخرها كان عضواً باللجنة المنظمة في بطولة “كُلنا قسد” والتي بدأت يوم الجمعة الماضي، ولكنها توقفت حداداً على روحه، كما علّق نادي الآساييش الرياضي تدريباته لمدة أسبوع حداداً على روح الشهيد، بالإضافة لتوقف العديد من البطولات لثلاثة أيام حداداً لروح الشهيد.
“الشهيد كان قبل استشهاده ذكر في إحدى المقابلات أنه ضيف في هذه الحياة وعند رحيله يوصي رفاقه بوضعه عشر دقائق في ملعب شهداء 12 آذار بقامشلو وملعب الشهيد هيثم كجو كون الملعبين يحملان الكثير من الذكريات له، وخاصةً ملعب شهداء 12 آذار، وأن يتم وضع كرة قدم بجانب قبره”.