قامشلو/ دعاء يوسف ـ يستمر الاحتلال التركي قصف قوافل المدنيين والإعلاميين المتجهين نحو سد تشرين لتغطية الفعاليات التي يقيمها الأهالي هناك، فيما أثارت هذه الاستهدافات غضب الرأي العام والمؤسسات الإعلامية المحلية، مبينين أن الصمت الدولي يعد تشجيعاً للدولة التركية لمواصلة ارتكاب الانتهاكات بحق الصحفيين والمدنيين، فيما أكد إعلاميو المنطقة، أن استهداف الاحتلال التركي للصحفيين محاولة لطمس حقيقة انتهاكاته في المنطقة، وعاهدوا على الاستمرار بفضح جرائمه رغم القصف لإيصال الحقيقة للعالم.
في 16 كانون الثاني الجاري، أصيب ثلاثة صحفيين خلال هجوم لطائرات حربية ومسيرة على جسم سد تشرين، كما أدى هذا الاستهداف إلى استشهاد مواطن واصابة عشرة آخرين، فيما لم تتوقف طائرات الاحتلال التركي عن قصف المدنيين منذ اليوم الأول خلال توجههم لسد تشرين لدعم قوات سوريا الديمقراطية، التي تشتبك مع مرتزقة موالية للاحتلال التركي في نواحي منبج.
فقد أصيبت الصحفية “ليلى عبدي”، والمصور “دجوار علي شير” بجروح في الأقدام، فيما تعرضت الصحفية “هيفدا هبون” لإصابة بليغة في البطن، خلال تغطيتهم للفعاليات الشعبية على السد، وكما وسبق أن شهدت منطقة سد تشرين استهداف صحفيين من طائرات الاحتلال التركي، حيث أدى هجوم مسيّرة يوم 19 كانون الأول من العام الماضي، إلى استشهاد المراسلة “جيهان بلكين” والصحفي “ناظم داشتان”.
نهج الاحتلال في الإبادة
وفي السياق، بين الرئيس المشترك لاتحاد الإعلام الحر “دليار جزيري“، أن الاحتلال التركي باستهدافه المدنيين في سد تشرين خاصةً، ومناطق إقليم شمال وشرق سوريا عامةً، يسعى لفرض سياسته العدائية المتجذرة: “تعد تركيا دولة تعترف بأمة واحدة وعلم ولغة واحدة، لذلك لا ترغب بالتواجد الكردي، وتعمل على محاربته وإبادته، وتستخدم في حربها على أبناء المنطقة ومواطنيها الأسلحة الثقيلة”.
وتطرق، بأن المحتل التركي لا يستخدم الحرب الميدانية فقط، وإنما يتبع سياسة الحرب الخاصة، ويدعمها في المنطقة، ويرى أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الإعلام لإظهار حقيقة المحتل التركي للعالم: “يكشف الإعلام الحر هذه السياسات والممارسات، فكما تدافع قوات سوريا الديمقراطية عن المنطقة، يعمل الإعلام على نقل الصورة الواقعية لما يجري، ومن هذا المنطلق أصبح الإعلام المحلي الحر هدفا لطائرات الاحتلال التركي”.
وتابع: “لقد قاومت قواتنا في منبج وسد تشرين، ومازالت تناضل على الخطوط الأمامية لحماية شعوب المنطقة، وبعد أن هدد القصف المتكرر للاحتلال التركي سد تشرين وأصبح على وشك الانهيار، توجه الأهالي لدعم قواتهم وحماية السد بعزيمتهم وإصرارهم السلمي، مطالبين من خلال فعاليات المناوبة التي يقومون بها بإيقاف الحرب وإحلال السلام”، مضيفاً: “ولكن الاحتلال التركي قابل ذلك بالقصف المتكرر على قوافل المدنيين، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، بالإضافة إلى إصابة الإعلاميين المتواجدين لتغطية الفعاليات”.
انتهاك القوانين الدولية
فيما أكد جزيري، إن دولة الاحتلال التركي تنتهك القوانين الدولية، وترتكب جرائم حرب، فعلى الرغم من موافقتها على البنود والقوانيين التي تحفظ حقوق الإعلاميين وأمنهم في الحرب، تكون هي أول المستهدفين لها، وبذلك تنتهك القوانين الدولية أمام مرأى العالم والمنظمات الدولية.
مشيراً، إلى أنه: “فلم يكن الاستهداف الأخير، الأول من نوعه، حيث استشهد في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا 30 إعلامياً وصحفياً خلال تأدية مهامهم بنقل الجرائم التي تنتهك في إقليم شمال وشرق سوريا”.
مؤكداً: “فأغلب الإعلاميين والصحفيين استهدفوا بشكل مباشر أمثال “ناظم داشتان”، و”جيهان بلكين”، دون رادع لإيقاف هذه الهجمات بحقهم”.
وأشار جزيري: “تعد هذه الأفعال، جرائم حرب، ويجب المحاسبة عليها، ويجب على المنظمات الحقوقية والإنسانية أن تخرج من صمتها الذي يعد ضوءًا أخضر لتمادي المحتل، وارتكابه أفظع الجرائم في المنطقة”، فيما طالب بتوقف دائرة الاستهداف والقتل بحق الصحفيين، ويتم محاكمة الجناة، مؤكداً: “ونحن بدورنا نعمل على تدوين هذه الانتهاكات وإيصالها للجهات المعنية، وسنستمر بالمطالبة بحقوق هؤلاء الصحفيين حتى يمتثل مرتكبو الجرائم أمام المحاكم الدولية والعدالة”.
واختتتم الرئاسة المشتركة لاتحاد الاعلام الحر “دليار جزيري” حديثه، مثنياً على الجهود التي يقوم بها الإعلاميون والصحفيون في نقل الأحداث وفضح الجرائم على الجبهات وعلى سد تشرين دون خوف من طائرات الاحتلال التركي: “على الرغم من الهجمات والاستهدافات المباشرة للصحفيين والإعلاميين هناك زملاء مازالوا مستمرين في نقل الحقيقة، والعمل بواجب وطني وأخلاقي، ويقفون في وجه التهديدات والاستهدافات إلى جانب أهالي المنطقة، لذا، نتعهد بالسير على نهج شهداء الإعلام، وإكمال طريقهم في كشف وفضح الجرائم التي ترتكب بحق أبناء المنطقة”.
إسكات صوت الحقيقة
وفي السياق ذاته، أشادت الإعلامية والمذيعة في فضائية روناهي “مزكين الحسن” بالمقاومة البطولية التي يقوم بها الإعلاميون في نقل الأحداث في نقاط التماس مع مرتزقة الاحتلال التركي، واستمرارهم رغم الإصابات التي تعرضوا لها بسبب شظايا صواريخ الاحتلال التركي.
وبينت، أن الاحتلال التركي يستمر في انتهاكاته في سد تشرين: “يدرك الاحتلال التركي الأهمية الخدمية لسد تشرين ويسعى لتدميره، ولم يثنه تواجد المدنيين على جسم السد، للمطالبة بإيقاف الهجمات والقصف، وهذا الموقف الذي أبداه أبناء المنطقة أرهب الاحتلال التركي فأصبحوا هم أهدافه إلى جانب سعيه لتدمير السد”.
وتابعت: “فإلى جانب المدنيين كان الإعلاميون يحملون كاميراتهم وأقلامهم ينقلون صورة الاعتصامات والفعاليات السلمية المقابلة بالقصف والقتل من طائرات الاحتلال التركي، فقصفوا بهدف طمس ما يجري على سد تشرين من مقاومة وعزيمة فولاذية لأبناء إقليم شمال وشرق سوريا، فيما لازالت الوفود تتهافت على السد بالرغم من القصف الجائر على المدنيين”.
ودعت، للتدخل الفوري واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الصحفيين والصحفيات والمدنيين على سد تشرين وضمان سلامتهم.
واختتمت الإعلامية والمذيعة في فضائية روناهي “مزكين الحسن”: “إن الأقلام الحرة لا تموت وأصوات الحقيقة لا يمكن قمعها أو وأدها مهما حاول الاحتلال، وسنستمر على طريق شهدائنا الإعلاميين ونكون صوتهم النابض بالحقيقة”.
بيانات تدين الصمت الدولي
هذا وقد نددت العديد من الجهات باستهداف الصحفيين كاتحاد الإعلام، الذي أدان الصمت الدولي وصمت منظمات حقوق الإنسان تجاه الهجمات التي تشنها الدولة التركية على الصحفيين في شمال وشرق سوريا، وعدّ استمرار هذا الصمت تشجيعاً للدولة التركية على مواصلة ارتكابها الانتهاكات بحق الصحفيين وكل المدنيين.
وأشار إلى استهداف قوافل المدنيين، التي وصلت إلى السد للمشاركة في فعالية المناوبة والاعتصام الداعي إلى إيقاف الهجمات وبدء السلام في المنطقة، واستشهاد خمسة مدنيين وإصابة نحو 40 مدنياً آخرين بينهم صحفيون وأطفال، وتعرض ثلاثة صحفيين لإصابات مختلفة خلال تغطيتهم للفعالية الشعبية، بشظايا الصواريخ التي أطلقتها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها.
وبين اتحاد إعلام المرأة إن دولة الاحتلال التركي الوحشية لا تعترف بأي من القوانين أو حقوق الإنسان، حيث يتعرض الصحفيون للتهديد والقتل بطرق غير إنسانية، وذلك أمام أنظار العالم أجمع، وأكد على عدم التراجع عن نقل الحقيقة ومواصلة النضال إلى جانب شعوب المنطقة لإيصال الحقيقة وقضية الشعب المشروعة.