ليلى خالد
تحول سد تشرين إلى سد المقاومة بل سد المعجزات في وقت تهاجمها تركيا والمرتبطون بأجنداتها للسيطرة عليه، يتوجه الأهالي لمساندة المقاتلين المدافعين عنها ويواجهون ثاني أكبر قوة في حلف الناتو والتي لا ينتهي عداؤها للشعب الكردي و الإدارة الذاتية الديمقراطية لفرض ذهنيتها الإقصائية على شعوب المنطقة ورغم ذلك يواجه المقاومون من قوافل الشعب الاحتلال التركي بإرادة حرة وعزيمة لا تلين، عشقهم للحياة الكريمة تدفعهم للمقاومة فهذه ليست جديدة على شعوب شمال وشرق سوريا ، مع توجههم لساحات الوغى يطلقون صرخاتهم في وجه أعداء الإنسانية مستنكرين ما يحصل من انتهاكات للعدوان الغاشم على سد تشرين أهم ثروة مائية وطنية، ويعتبر شريان الحياة للسوريين فلم يعد يشكل سداً مائياً فقط بل رمزاً للمقاومة في وجه الاعتداءات التركية؛ لأنه عماد حياة الملايين من الناس لتوفيرها المياه والطاقة وأي خلل يصيبه نتيجة القصف؛ سيسبب كوارث في المنطقة لا تحمد عقباها، بهذه السياسة تتخطى تركيا كل القوانين الدولية والإنسانية ضد المدنيين بحجة محاربة الإرهاب.
توقفت المعارك والاشتباكات في عموم سوريا باستثناء مناطق شمال وشرق سوريا التي تعد أكثر المناطق أمناً وأماناً طيلة الأزمة السورية وأصبحت مقبرةً للإرهاب العالمي المتمثل بداعش.
هدف تركيا هو ضرب الكرد وتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية الضامن الأكثر إنسانية وواقعية للحفاظ على مصالح وترابط وحدة الشعوب ووحدة أراضيها الأهم من كل ذلك تسعى تركيا لترسيخ وجودها في سوريا التي تعتبرها جسراً تعبر من خلاله بمشروعها المسمى بالميثاق الملي ليعيد أمجاد آل عثمان في الشرق الأوسط أفريقيا وأوروبا.
فالملحمة البطولية على سد تشرين تعكس للعالم بكل تجلياتها صورة الروابط المجتمعية والتلاحم القوي بين الشعوب في شمال وشرق سوريا وهي بالأساس ليست غريبة عن ثقافة القاطنين في هذه المنطقة ففي عام 2018 قبل الاحتلال التركي توجهوا لمدينة عفرين بهدف مساندة وحدات حماية الشعب ومقاومة العصر التي دامت ثمانية وخمسين يوماً ليوصلوا رسالتهم الإنسانية للعالم؛ بأنهم شعب لا يهاب الموت بقدر عشقه للحياة ولكن لم يتحرك الوجدان العالمي فاستمرت تركيا بقصفها عبر عشرات الطائرات عفرين مدينة الزيتون، هذه الجريمة هجّرت سكانها الأصليين واحتلتها وقامت بتتريك كل شيء ورغم ذلك ها هم عشاق السلام نساءً ورجالاً وأطفال كرداً عرباً سريان وآشور مرابطين على سد تشرين يقرعون طبول النصر ويغنون للسلام باللغة الكردية والعربية ينامون في الأجواء الباردة في العراء ملتحفين الأمل بالنصر العتيد معاهدين أبناءهم المقاتلين والمقاتلات بأن يظلوا صامدين خلفهم كالجبال إلى حين اعلان النصر في حال الشهادة أو النصر المؤزر وليسجلوا التاريخ الذي كانت دائماً تزيفها النظم الشمولية رغم قصف الطائرات وارتقاء الشهداء جراء الاستهدافات التركية إلا أن ذلك لم يزدهم إلا عزيمةً واصراراً.