قامشلو/ ملاك علي – في ظل الجهود المبذولة لصياغة دستور جديد لسوريا، تتزايد مطالب السريان والآشوريين بتثبيت حقوقهم القومية والدينية كجزء لا يتجزأ عن هوية البلاد.
عبرت الشعوب المسيحية “الآشوريين والسريان”، عن رؤيتهم لسوريا الجديدة كدولة ديمقراطية، تعددية تحفظ حقوق جميع شعوبها وأديانها، مع التأكيد على ضرورة الاعتراف باللغة السريانية، التي تمثل إرثاً ثقافياً وحضارياً يمتد لآلاف السنين.
وأكد المسيحيون، أن الدستور الجديد يجب أن يضمن المساواة الكاملة بين جميع الشعوب، ويعكس التعددية الثقافية والدينية لسوريا، بما يعزز التعايش المشترك ويمنحهم الحماية اللازمة لممارسة شعائرهم الدينية والحفاظ على هويتهم القومية، وتأتي هذه المطالب في سياق نضال طويل لاستعادة الحقوق لطالما تم تهميشها، وإيصال رسالة بأنهم جزء لا يتجزأ من تاريخ سوريا ومستقبلها.
تأكيد على الأصالة من أجل حقوق الشعوب في سوريا الجديدة
وفي تنظيم حزب الاتحاد السرياني اعتصاماً حضره أعضاء الهيئة التنفيذية للحزب، وممثلون عن الكنائس المسيحية ومختلف شعوب المجتمع في إقليم شمال وشرق سوريا، تحدث عضو الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد السرياني، “أفرام إسحاق“، مؤكدًا أن الهدف من هذا التجمع هو إيصال صوت الشعب السرياني للعالم، والتأكيد على حقوقه وهويته في سوريا الجديدة.
موضحاً، بأن السريان هم من الشعوب الأصيلة في سوريا، ويعيشون على أرضهم جنبًا إلى جنب مع العرب والكرد والشعوب الأخرى، مؤكداً، على رفض أي تصنيف للشعب السرياني كأقلية.
وشدد إسحاق، على أهمية تعزيز العلاقات بين الشعوب عبر مبدأ “أخوة الشعوب” والسلم الأهلي الذي يضمن استقرار المنطقة. وتطرق، إلى التهديدات التي تحيط بالوجود المسيحي في سوريا، مشيراً إلى المخاوف من إقصاء المسيحيين من العمل السياسي ومن سوريا الجديدة.
مؤكداً، بأن الشعب السرياني سيبقى على أرضه وسيواصل النضال والعمل مع جميع السوريين، لكتابة دستور جديد يضمن حقوق الجميع، بما في ذلك حقوق السريان الثقافية، والقومية، واللغوية.
وأشاد “إسحاق”، بحالة السلم الأهلي والتآخي بين الشعوب التي تعيش في إقليم شمال وشرق سوريا، مشيراً إلى أن الإدارة الذاتية، منذ تأسيسها، نجحت في نبذ الفتن وتعزيز التلاحم بين الشعوب، وأن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تلعب دوراً محورياً في حماية المنطقة، وضمان استقرارها.
فيما دعا، إلى وضع عقد اجتماعي جديد بين السوريين، يضمن حقوق جميع الشعوب ويعترف بهوياتهم ولغاتهم. كما أوضح، أن الإدارة الذاتية، تقدم نموذجاً يُحتذى به، حيث يتم الاعتراف باللغة السريانية إلى جانب العربية والكردية، معتبراً ذلك مثالاً لسوريا الديمقراطية العصرية التي تسعى إليها الشعوب كافة.
واختتم عضو الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد السرياني “أفرام إسحاق” حديثه، مؤكداً، على أن السريان سيعملون مع جميع السوريين لبناء سوريا الجديدة، كدولة ديمقراطية تكفل حقوق شعوبها كافة، تضمن حريتهم وكرامتهم.
ضمان الحقوق ودور المرأة في بناء المستقبل الديمقراطي
وفي السياق ذاته، أوضحت عضوة هيئة الحزب السرياني “صباح شابو” بأن سقوط النظام البعثي، أتاح للسريان فرصة للمطالبة بحقوقهم التي لطالما تم إنكارها وطمسها، مشيرةً، إلى أن النظام البائد حرم السريان من ممارسة لغتهم، التي تعد أقدم لغة في سوريا، وأصل العديد من الأبجديات، مثل العربية واللاتينية.
وأكدت “صباح”، أن الشعب السرياني يسعى لإثبات حقوقه اللغوية والثقافية في الدستور الجديد لسوريا، وعدم اعتبار اللغة السريانية مجرد لغة للشعب السرياني، بل جزء من التراث الوطني السوري.
وشددت على أهمية حماية حقوقهم السياسية والمدنية كأي شعب سوري آخر، لضمان المساواة والعدالة لجميع الشعوب والأديان.
وعن الانتهاكات التي تعرض لها السريان تاريخياً، بدءاً من الاعتقالات التي طالت أبناء الشعب السرياني في ظل النظام البعثي السابق، وصولاً إلى التعديات على الطقوس والمراكز الدينية من جهات متطرفة بعد سقوط نظام البعث، أكدت صباح، على رفض الشعب السرياني لهذه الممارسات، وضرورة التوقف عنها والسماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحرية.
وعن دور المرأة السريانية في النضال من أجل الحرية، أشارت “صباح”، إلى أن المرأة السريانية أثبتت وجودها في مختلف المجالات، من حمل السلاح والدفاع عن الأرض إلى العمل في السياسة والاقتصاد. وأكدت، أن المرأة ليست فقط نصف المجتمع، بل هي المجتمع بأكمله، مطالبة بتمثيل المرأة في كتابة دستور سوريا الجديدة لضمان بناء وطن ديمقراطي وعادل.
واعتبرت، أن الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا، تقدم نموذجاً عملياً للتعايش المشترك بين الشعوب كافة، مؤكدةً، أن الشهداء من مختلف الشعوب “كرداً، عرباً، وسريان، وإيزيديين”، ضحوا بدمائهم من أجل الحرية، وأن هذا النموذج يمكن أن يكون مثالاً يحتذى به لكتابة دستور سوريا الجديدة، الذي يجب أن يكون ديمقراطياً، تعددياً لا مركزياً.