قامشلو/ سلافا عثمان ـ على الرغم من انخفاض الدولار الأمريكي أمام الليرة السوريّة، مازال الأهالي في مدينة قامشلو يواجهون مشكلة تتعلق باستمرار ارتفاع أسعار جميع السلع الغذائية، وإن عدم انخفاض الأسعار يطرح تساؤلات حول غياب الرقابة والتنظيم، ويزيد من الأعباء على المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
صعود أم هبوط، إلى أين تتجه أسعار المواد الغذائية والخضروات والفواكه في مدينة قامشلو؟ بعد انخفاض الدولار الأمريكي أمام الليرة السوريّة ليصل إلى 11000، ما هو السبب في تفاوت أسعار السلع الغذائية بين سوق الهال والأسواق الشعبية في مدينة قامشلو؟
سيناريو الأسعار في تزايد
على الرغم من الانخفاض الملحوظ في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السوريّة، فإن أسعار الخضروات والفواكه في قامشلو لم تشهد أي تراجع يُذكر، بل ارتفعت بشكلٍ ملحوظ، أوضح “فرحان حسكي” من مهجري سري كانيه والمقيم في قامشلو: “بدلاً من أن تنخفض الأسعار مع تراجع الدولار، نرى أنها ارتفعت، مثلاً الخضروات والفواكه أصبحت أغلى مما كانت عليه قبل، وكل بائع يُحدد السعر كما يحلو له، عندما نسألهم عن السبب، يبررون ذلك بارتفاع الأسعار من التجار الأساسيين”.
وأشار حسكي إلى أن الغلاء لا يقتصر على المواد الغذائية بل يشمل أيضاً الملابس وغيرها من السلع: “هناك تفاوت كبير في الأسعار بين المحلات والبسطات، دون أي التزام بتسعيرة موحدة، لقد سئمنا من هذه الفوضى التي تزيد معاناتنا اليومية”.
وفي ختام حديثه طالب “فرحان حسكي” من الجهات المعنية بالتدخّل العاجل لضبط الأسواق: “نحتاج إلى رقابة وجولات دورية لضمان التزام الجميع بتسعيرة عادلة؛ لأن التجار يستغلون المواطنين دون أي محاسبة”.
الرقابة الفعّالة ضمانة لضبط الأسواق
ومن جهته يشكو بائع الخضروات من مدينة عامودا الذي يعمل في الأسواق الشعبية المتنقلة في مدينة قامشلو “بوزان أوسو” من التفاوت الكبير في الأسعار بين البسطات، مؤكداً أن انخفاض الدولار الأمريكي لم ينعكس فعلياً على أسعار السلع.
ويشير أوسو إلى: “رغم انخفاض الدولار الأمريكي ولو بقليل، إلا أن الأسعار بقيت على حالها، بل إن بعض السلع أصبحت أغلى من قبل، على سبيل المثال، أبيع الفجل بـ ألفين ليرة سوريّة، لكن البائع المجاور يبيعه بـ ثلاثة آلاف ليرة سوريّة، وهناك من يبيعه بألف ل.س فقط، كل بائع يتصرف بحرية دون أي رقابة”.
وأضاف بوزان أوسو إن المشكلة لا تقتصر على الخضروات فقط، بل تشمل أيضاً اللحوم والفروج وحتى الصيدليات: “أسعار هذه المواد لم تنخفض أبداً، بل زادت مقارنةً بالسابق، نحن بحاجة إلى رقابة دائمة لضبط الأسواق”.
تشهد أسعار الخضروات والفواكه في مدينة قامشلو تفاوتاً كبيراً بين سوق الهال والأسواق الشعبية، كما أكد لنا أوسو: “تباع البندورة بـ سبعة آلاف ليرة في سوق الهال، بينما يصل سعرها في الأسواق الشعبية إلى 10 أو 12 ألف ليرة، الفجل الذي يُباع بـ ألفين ليرة في سوق الهال يرتفع إلى خمسة أو حتى ثمانية آلاف في الأسواق الشعبية، والخيار من ثمانية آلاف إلى 15 ألف ليرة”.
اختتم بائع الخضروات “بوزان أوسو” حديثه بأن الجولات الرقابية التي قامت بها الشُعَب التموينية مؤخراً ساهمت في تحسين الأسعار لفترة قصيرة: “عندما كانت هناك دوريات مكثفة، أصبحت الأسعار أكثر توافقاً مع انخفاض الدولار الأمريكي، لكن غياب هذه الدوريات أعاد الفوضى للأسواق”.