قامشلو/ دعاء يوسف ـ على طاولة نقاشات واحدة، توحدت الأصوات النسائية من مؤسسات وتجمعات وتنظيمات نسائية في إقليم شمال وشرق سوريا ليُضاف إليها أصوات نساء أخريات من مختلف المدن السوريّة، وجاءت هذه اللقاءات ضمن الملتقى التشاوري الأول، وأكدت المشاركات على أهمية هذه الخطوة في توحيد الصف النسائي لبناء سوريا ديمقراطية حرة، كما خرج الملتقى بعدة قرارات تُمكِن دور المرأة في سوريا في المرحلة القادمة.
نظم مؤتمر ستار في مدينة الحسكة ملتقى تشاوري يعدُّ الأول على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، تحت شعار “بتكاتف النساء سنبني سوريا ديمقراطية”، وقد لاقى الملتقى حضوراً أكثر من 500 امرأة من شعوب إقليم شمال وشرق سوريا بجميع أطياف الإقليم من إيزيديات وأرمنيات وسريانيات وكرديات وعربيات، كما شاركت العديد من النساء السوريات من اللاذقية وحلب والسويداء ودمشق عبر فيديوهات مسجلة عُرضت في الملتقى.
ففي أكاديمية الشهيدة زينب صاروخان التقت المفكرات والكاتبات والأديبات وشخصيات سياسية وحقوقية وممثلات عن جميع أطياف وشعوب المنطقة وعضوات مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية ونساء ضمن السلك العسكري من الأسايش ووحدات حماية المرأة والعديد من الشخصيات المؤثرة في ثورة المرأة، وعرضت كل واحدة وجهات نظر مختلفة حسب تجربتها إلا أن الأفكار والمطالب والرؤى المستقبلية تقاربت لبناء سوريا ديمقراطية تحفظ إنجازات وحقوق المرأة، فيما عرضت النساء من كل شعب الانتهاكات التي تعرّض لها شعبها من قبل نظام البعث البائد، واقترحن جملة من الأمور لتوحيد النضال النسائي كي لا يتكرر السيناريو ذاته.
مشروع الإدارة الذاتية مستقبل أمثل لسوريا
وأكدت المشاركات في الملتقى إلى أهمية انعقاده في هذه الظروف التي تستعد فيها سوريا لإعادة بناء نفسها ضمن أسس وقوانين ودستور جديد، وأشدنَ بنجاح نموذج الأمة الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا وإمكانية تفعيله في جميع أنحاء سوريا، كما دعين النساء إلى الحوار المشترك والموحد لجميع النساء.
وأكدت عضوة اللجنة التحضيرية “كلستان كلو” أن الملتقى يهدف إلى طرح وجهات النظر ووضع خطط وأسس مستقبلية تهدف إلى بناء سوريا ديمقراطية بعيدة عن تهميش لحق ومكانة المرأة السورية، وقد قيّمت الملتقى: “لقد لاقى إقبالاً كبيراً من النساء في إقليم شمال وشرق سوريا وناشطات نسويات في سوريا، وأن هذه الخطوة والنقاش والاقتراحات التي طُرحت في المنتدى ستكون أرضية قوية للنقاش والحوار على مستوى سوريا”.
كما ترى كلستان أن المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا قد حققت إنجازات باهرة على جميع الأصعدة ومن خلال الحوارات واللقاءات تكون قادرة على نقل تجربتها للعالم والنساء السوريات المناهضات للعنف والتقليل من مكانة المرأة: “أن مؤسسات الإدارة الذاتية التي كانت نموذج يضم جميع طوائف الشعب السوري، وقد كان للمرأة دور بارز وقيادة في تحقيق النهج التشاركي ضمن مجتمع عادل ومتساوي، ومن هذا المنطلق علينا نقل هذه التجارب إلى النساء والعالم لتوحيد صفوف النساء”.
واختتمت عضوة اللجنة التحضيرية “كلستان كلو” حديثها: “من خلال هذا الملتقى نؤكد أن النموذج الذي يُطرح حالياً في سوريا ويهمش دور المرأة لن يكون مستقبل سوريا، فإن مستقبل سوريا هو ما تصنعه النساء في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، ضمن مشروع الإدارة الذاتية، حيث المرأة هي الريادية في جميع مجالات الحياة”.
وضع الأقليات في سوريا يجب ألا يُهمّش
انتقدت الناطقة الرسمية باسم اتحاد المرأة الإيزيدية “هدية شمو” تهميش شعوب المنطقة وعدّها من الأقليات التي تمارس بحقها العديد من الانتهاكات، وترى أن الممارسات بحقهم لم تتغير عن نظام البعث كما دعت إلى تغيير هذه السياسة فلا يمكن إعادة بناء سوريا دون أن ينال كل سوري حقه في ممارسة معتقداته ودينه الموجود من الأزل.
وتقول: “لقد عانت المرأة الإيزيدية الويلات من ظلم وقتل وتنكيل بحقها، وخاصةً من قبل مرتزقة داعش، وفي هذا الوقت الذي أصبحت فيه الإيزيديات قادرات على تنظيم أنفسهن وحفظ حقوقهن، تعود هذه الممارسات من جهات متطرفة منظمة إلى إدارة هيئة تحرير الشام لتعيد ذات التنكيل بحقنا، وقد شهدنا العديد من الانتهاكات بحق الشعب المسيحي من سريان وأرمن، مما يُقلقنا على مصير الشعب الإيزيدي أيضاً”.
كما طالبت الناطقة الرسمية باسم اتحاد المرأة الإيزيدية “هدية شمو” النساء بتوحيد الصف النسائي والتواجد في المؤتمر الحواري الوطني السوري بنسبة كبيرة، والمشاركة في كتابة دستور سوريا الجديد، وحفظ المساوات للجنسين في جميع المجالات، وعدم تهميش الأقليات.
جملة من القرارات التي توحد أهداف النساء
واختتم الملتقى ببيانٍ تطرق إلى أن ربيع الشعوب في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا بحرية المرأة، ودعا النساء لتطوير النضال المشترك من أجل سوريا حرة وديمقراطية، وخرج الملتقى بجملة من القرارات تسعى لتمكين دور المرأة في بناء سوريا ديمقراطية، والتي تضمنت:
- دعم وتجسيد الإعلان الذي أصدره مجلس المرأة السوريّة، والقيام بدور فعال في تنفيذه.
- تنفيذ أنشطة فعالة لضمان اتخاذ حقوق وحريات المرأة، التي نصَّ عليها العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية كأساس في دستور سوريا الجديد.
- إنجاز وإعلان العقد الاجتماعي للمرأة في شمال وشرق سوريا خلال أقصر مدة ممكنة.
- ضمان مشاركة النساء بنسبة 50% في المؤتمر الوطني المرتقب لتأسيس نظام جديد في سوريا، مع تمثيل شامل للنساء من مختلف الشعوب والمعتقدات والثقافات.
- مشاركة المرأة في الحكومة المؤقتة لتمثيل إرادتها.
- إشراك النساء في لجنة كتابة الدستور.
- منع فرض أي قيود على حقوق المرأة.
- ضمان عدم التدخّل في حقوق المرأة في العمل والتعليم والسفر وأسلوب الحياة واللباس، بما يتيح لها العيش وفق إرادتها.
-
اعتبار الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا نموذجاً لضمانة حقوق المرأة وحريتها في بناء مجتمع ديمقراطي متساوي