لا تزال مشكلة تأخر صرف الأموال الخاصة بمزارعي مدينة السليمانية تتفاعل في الوقت الذي تواجه فيه السلطات تحديات في توزيع المبالغ المقررة لهم، على الرغم من الجهود التي بذلتها وزارة التجارة والصناعة في إقليم كردستان لحل المشكلة.
هذا التأخير المستمر أصبح يثير القلق بين المزارعين الذين يعانون من تبعاته على حياتهم المعيشية. قال مدير التجارة في وزارة التجارة والصناعة في إقليم كردستان “نوزاد شيخ كمال“، إن المبالغ المالية المخصصة للمزارعين قد تم تحصيلها بالفعل، وأن جميع الشيكات التي تم إصدارها من بنك “رافدين” قد تم تسويتها، ورغم أن الشيكات تم التعامل معها من قبل المصارف، إلا أن المزارعين في مدينة السليمانية لم يستلموا مستحقاتهم بالكامل.
من جانبها، أكدت مديرة صوامع سليمانية “نسرين أحمد”، إن المبلغ الذي تم تحويله من الحكومة إلى بنك “بابان” لا يزال غير كافٍ لتغطية احتياجات جميع المزارعين، وقالت إن المبلغ الإجمالي الذي تم تحويله إلى البنك بلغ ثماني مليارات دينار، وهو مبلغ غير كافي بالنظر إلى احتياجات الصوامع، وأضافت أنه تم تخصيص مليار دينار فقط لكل صومعة، وهو مبلغ ضئيل لا يكفي لتوزيع الأموال بشكلٍ عادل على جميع المزارعين.
كما أضافت نسرين أنه على الرغم من استمرار جهود توزيع الأموال، لا يزال هناك العديد من المزارعين الذين لم يتسلموا مستحقاتهم المالية بسبب نقص الأموال المتاحة، وتُعتبر هذه المشكلة أحد أهم القضايا التي تواجه المزارعين في مدينة السليمانية، وهو ما يسبب تدهوراً في وضعهم المالي ويؤثر على قدرتهم على تجهيز محاصيلهم الزراعية في الموسم المقبل.
وفقاً للتقارير الواردة، فإن الحكومة العراقية قد اشترت هذا العام ما يقارب 685 ألف طن من الحبوب من مزارعي إقليم كردستان، وقد تم تحديد سعر الطن من القمح من الفئة الأولى بمبلغ 835 ألف دينار، بينما تم تحديد سعر الطن من الفئة الثانية بمبلغ 815 ألف دينار، وبذلك، فإن إجمالي الأموال التي حصل عليها العراق من خلال شراء هذه الحبوب يصل إلى 565 مليار دينار، ورغم أن هذه الأموال قد تم تحصيلها، إلا أن المزارعين في إقليم كردستان، خصوصاً في مدينة السليمانية، لم يتلقوا مستحقاتهم المالية بالكامل.