الحسكة/ محمد حمود ـ أكدت إدارية المعهد العالي للفنون؛ أفين باشو، إن الهدف من افتتاح المعهد هو حماية ثقافة المجتمع، واعتبرته مواجهة لكل من حاول أن يدمّر المجتمع عبر محاربة المرأة.
افتتحت حركة الهلال الذهبي لثقافة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، المعهد العالي للفنون، وذلك في حي غويران بمدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة، تحت شعار “المرأة تنسج الفن الحر”.
وقد جاء الافتتاح بعد ثلاثة أعوام من العمل المتواصل والجهود المكثفة، كما إنه تزامن مع الذكرى السنوية الـ 20 لاستشهاد المناضلة شيلان كوباني؛ التي كانت ناشطة في المجال الفني وهدفها كان بناء فن أصيل بيد المرأة مبني على الموروث الثقافي للمرأة والشعوب.
إدارية المعهد العالي للفنون في حركة الهلال الذهبي؛ أفين باشو قالت في هذا السياق؛ إنها المرة الأولى التي يُفتتح فيها معهد عالي للفنون خاص بالمرأة، مضيفةً إن المرأة قدمت جهوداً وتضحيات عظيمة في ثورة التاسع عشر من تموز في شمال وشرق سوريا وستبذل جهوداً لحماية وتطوير ثقافتها وفنها.
أفين باشو أكدت إن الهدف من افتتاح المعهد هو حماية ثقافة المجتمع واعتبرته يأتي في مواجهة كل من حاول أن يدمر المجتمع عبر محاربة المرأة “كونهم يعلمون بأن الثقافة المحمية تعني فن محمي، والفن المحمي يعني مجتمع محمي، لذلك يحاول الأعداء دائماً استهداف المرأة”.
كما أشارت أفين باشو إلى إن أول عمل قامت به إدارة المعهد العالي للفنون حركة الهلال الذهبي هو تكريم عائلة الشهيدة شيلان كوباني؛ للتأكيد على أن هذا العمل المنجز هو ثمرة نضال المقاومات اللواتي يتم السير على طريقهن.
وحول المعهد؛ قالت أفين إنه يضم خمسة أقسام؛ وهي الرسم، والنحت، والموسيقى، والمسرح، والسينما، كما إنه يسري عليه النظام نفسه المطبّق في جامعات إقليم شمال وشرق سوريا.
وتطرقت في حديثها إلى الكوادر التعليمية ومنح الشهادات، منوهةً إلى إن المعهد يضم في كادره التدريبي أساتذة من معلمين ومعلمات من ذوي الاختصاصات، وسوف يمنح الطالبات المُتخرجات بعد ثلاث سنوات من الدراسة شهادة دبلوم مُصدقة من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا.
أما عن الإقبال على التسجيل في المعهد؛ فأكدت أفين باشو إن الاهتمام الكبير الذي أبدته الشابات لفت الانتباه إلى المفاضلة للانضمام إلى المعهد، حيث استغرق تقديم الطلبات المُسبقة أربعة أيام، وتم تحديد المواهب من خلال تجارب الأداء.
واشترط المعهد ألا تقلّ أعمار المتقدمات لفحص القبول، عن 18 عاماً، وألا تزيد عن 27 عاماً، وأن يكنَّ على اطلاع ولديهن الرغبة في مجال الثقافة والفن، وأن يمتلكن موهبة في أحد المجالات الفنية، بالإضافة إلى إتقان القراءة والكتابة بلغة واحدة على الأقل، كما يجب أن يكنَّ حاصلات على الشهادة الثانوية أو ما يعادلها، أو من خريجات معهد أو جامعة.
وحول ردود الفعل والأرضية المجتمعية للفكرة؛ أشارت أفين باشو إلى أن المرأة دائماً ما عانت من المنظور الإقطاعي والجنسوي وتعرضت للقمع في العديد من مجالات الفن، وأوضحت إن النساء اللواتي أعطين معنى لجميع مجالات الحياة يتم استهدافهن بشكلٍ متعمد.
كما أكدت أن المرأة قاومت في كل فترة من التاريخ ضد العقلية الذكورية المهيمنة التي تسعى لتحييد المرأة التي قادت المجتمع أخلاقياً وسياسياً وأعطت معنى لكل جزء من الحياة، فالعقلية الذكورية عمّقت العبودية في شخص المرأة.
لافتةً إلى إن ذلك “يُبعد المجتمع عن قيمه الأساسية ويكسر إرادته ويسعى للحد من نفوذه، ولكن مجتمعنا خاض نضالاً وكسر المحرمات بوعي الوحدة والروح المنظمة ووقف بفعالية ضد النظام”.
وحول دور المرأة في أعقاب ثورة التاسع عشر من تموز في شمال وشرق سوريا؛ قالت أفين باشو؛ إن هذه الثورة هي ثورة المرأة، كما أن هناك معرفة عميقة الجذور تعتمد عليها النساء بشكلٍ خاص في تطوير الثورة، فهناك تراث ثقافي تاريخي يرتكز على أرض غنية تعكس مشاعره وأفكاره وروحه.
وأضافت: “تتعرض المجتمعات التي لديها ثروة من الثقافة والمعرفة للإبادة الجماعية والاستغلال الثقافي من خلال تعرضها للضغط والهجوم من قبل السلطات، ولحماية الثقافات تم افتتاح العشرات من المراكز الثقافية والفنية في عموم إقليم شمال وشرق سوريا وتم تنفيذ الأنشطة”.
المرأة التي قادت ثورة روج آفا ستكون قادرة على العطاء في مجالات الفن كافة، سواء كانت مدربة أو متدربة وطالبة، تضيف أفين باشو: “كان هدفنا الأساسي توعية المرأة وتحقيق النجاح والفعالية في هذا المجال، وتكوين كوادر مدربة، فثورة المرأة كانت بداية نهضة جديدة لتنوع ثقافة المرأة ورقيها الفكري، وغناها وتميزها في المجالات الثقافية والفنية”.
أفين باشو، أكدت أن المعهد في عمقه وجوهرة يعدُّ مركزاً للنساء لتطوير فنونهن الخاصة على المستوى الفلسفي والعلمي والأكاديمي بناءً على جذورهن الخاصة.
وأردفت في هذا الخصوص: “باعتباره المعهد الأول من نوعه في العالم وليس المنطقة فقط، فهو ليس مجرد معهد في المظهر أو النظرية، فكل نشاط يرتقي بالفن إلى مستوى أكاديمي ويجعله موضوع اهتمام يجب أن يُنظر إليه على أنه عمل مهم يكشف لغة وأسلوب ولون الفن النسائي، ويخلق روحه ويضمن ديمومته من خلال جعله نشطاً”.
إدارية المعهد العالي للفنون في حركة الهلال الذهبي؛ أفين باشو، لفتت في ختام حديثها إلى أنه واستكمالاً للخطوات الحالية فإن التخطيط يجري على قدمٍ وساق في المرحلة الراهنة لإنشاء أوركسترا نسائية تعتمد على التنوع والغنى الثقافي في المنطقة، مؤكدةً في الوقت ذاته على ضرورة العمل لضمان انتقال المعهد من مشروع تعليمي إلى هوية أكاديمية.