روناهي/ دير الزور – يستعد مزارعو مقاطعة دير الزور للبدء بزراعة موسم الخضروات الربيعية، ويعتبر هذا الموسم حيوياً للأمن الغذائي والاقتصاد المحلي إلا أنه يواجه تحديات كبيرة، وطالب المزارعون من الجهات المعنية بالتدخّل لوضع استراتيجياتٍ فعّالة لدعم المزارعين لضمان الأمن الغذائيّ في المنطقة.
يُشكّل فصل الربيع موسماً مثالياً لزراعة الخضروات، لما يتميّز به من مناخ معتدل ووفرة في المياه، مما يُسهم في إنتاج وفير وغنيّ بالمعادن والفيتامينات. تُعتبر زراعة الخضروات في هذا الفصل أمراً بالغ الأهمية، ليس فقط لتوفير الغذاء الصحيّ والمُتنوّع، بل أيضاً لدورها الحيوي في دعم الاقتصاد الوطنيّ وتعزيز الأمن الغذائيّ، بالإضافة إلى إسهامها في الحفاظ على البيئة وتوفير فرص عمل مستدامة.
ترابط السكان مع الأرض
يُمثّل فصل الربيع في مقاطعة دير الزور فترةً حاسمةً في حياة سكانها، حيث يتحول هذا الفصل المعتدل إلى موسم زراعة نشط، حيث يبدأ الأهالي بحرث أراضيهم وإعدادها للزراعة، مُستغلّين الأمطار الموسمية والظروف المناخية المُواتية. تُعتبر هذه الزراعة ركيزةً أساسيةً لاقتصاد المنطقة، حيث يُعتمد عليها بشكلٍ كبير لتوفير الغذاء وتحقيق الدخل للأُسر، فالأراضي الزراعية، التي تُروى غالباً بمياه نهر الفرات، تُزرع بأنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية، التي تُشكّل مصدر رزق رئيسي لكثير من العائلات. يُمكن القول إنّ النشاط الزراعي في هذا الفصل يُنعش الحياة الاجتماعية والاقتصادية في دير الزور، ويعكس ترابط سكانها الوثيق مع الأرض ومواردها الطبيعية.
في السياق، كشف لصحيفتنا “روناهي” أحد المزارعين في مقاطعة ديرالزور “كامل الأحمد” عن التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع زراعة الخضراوات في مقاطعة دير الزور، مُشيراً إلى أنّ فصل الربيع هو موسم الذروة لهذا القطاع، حيث يتمّ التركيز على زراعة أصنافٍ رئيسيةٍ مثل “البندورة، والخيار، والباذنجان، والفاصوليا، والكوسا”.
التكاليف…..
وأوضح الأحمد أنّ تكاليف زراعة دونم واحد من هذه المحاصيل مرتفعة بشكلٍ مُقلق، حيث تصل تكلفة حراثة الأرض إلى 130 ألف ليرة سوريّة، وتكلفة البذور 910 ألف ليرة، بالإضافة إلى تكاليف العمالة البالغة 300 ألف ليرة. كما تبلغ تكلفة الريّ، المعتمد على المولدات الديزل، 100 ألف ليرة للدونم الواحد.
أما فيما يتعلق بالأسمدة، فيحتاج دونم البندورة إلى كيس كامل بتكلفة 400 ألف ليرة، بينما تحتاج باقي الخضروات إلى نصف كيس بتكلفة 200 ألف ليرة، وأضاف أنّ تكلفة الأدوية الزراعية تصل إلى 50 ألف ليرة للدونم الواحد.
وأكد الأحمد بأنّ هذه التكاليف المرتفعة، بالإضافة إلى نقص الدعم من الإدارة الذاتية الديمقراطية وغياب الأسواق المُنظّمة، تُشكّل تحدياتٍ كبيرةً تُهدد قدرة المزارعين على الاستمرار والإنتاج.
وطالب المزارع “كامل الأحمد” في ختام حديثه، بوضع استراتيجياتٍ فعّالة لدعم المزارعين من خلال توفير التمويل اللازم، وتأمين المدخلات الزراعية بأسعارٍ مُعقولة، وتطوير البنية التحتية الزراعية، لضمان الأمن الغذائيّ في المنطقة وحماية مستقبل الزراعة في دير الزور.