روناهي/ الحسكة – أقام مؤتمر ستار ملتقى تشاركي لجميع المنظمات والحركات النسوية في إقليم شمال وشرق سوريا لمناقشة كيفية بناء سوريا ديمقراطية تحفظ مكانة وحقوق المرأة، وأكدت المشاركات على تكاتف ووحدة صفوف المرأة في وجه جميع الانتهاكات التي تُهمش دورها في سوريا، كما طالبنَ بإنشاء سوريا جديدة تعتمد على مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، الذي يناصف دور المرأة في جميع المجالات.
تحت شعار “بتكاتف النساء سنبني سوريا ديمقراطية” انطلق المؤتمر التشاركي الأول على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا في أكاديمية الشهيدة “زينب صاروخان” في الحسكة صباح يوم الثلاثاء 7/1/2025 وذلك بحضور أكثر من 500 شخصية نسوية من ممثلين من المؤسسات والتنظيمات النسائية وناشطات حقوقيات وأيضاً، تم مشاركة بعض النساء من المحافظات السوريّة عن طريق الزوم من السويداء وحلب ودمشق.
تنظيم الصف النسوي
بدأ الملتقى بالوقف دقيقة صمت على أرواح الشهداء تلاها، كلمة من الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا “أفين سويد” التي أشادت بدور المرأة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وتمثيلها 50% في جميع المجالات.
وأوضحت أفين: “بعد سقوط النظام البعثي الذي أقصى دور المرأة، على المرأة تنظيم نفسها من أجل ألا تُعيد ذات التهميش الذي تعرضت له في السابق، وعلينا أن ننظم صفوفنا من أجل أن يكون لنا وجود في سوريا الجديدة”.
كما تطرقت إلى محاولات الإبادة التي تتعرض لها المرأة من الاحتلال التركي الذي يسعى لإنهاء وجودها.
وتلاها كلمة من عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي “فوزة يوسف” التي حيّت مقاومة النساء والمقاتلات في سد تشرين وقرقوزاق وعاهدت الشهداء على الاستمرار في طريق النصر.
وأشارت إلى أن المرأة ليست شريكة في الثورة بل قائدة لها وكانت مشاركة في إنهاء النظام البعثي وسقوطه: “مع سقوط البعث ظهرت العديد من المحاولات لإدارة سوريا بنظام سلطوي جنسوي وتهميش المرأة في سوريا المستقبلية وإزالة اسمها من التاريخ السوري، كحذف أسماء الآلهة والقياديات من المناهج التعليمية، وهذا التاريخ كُتب بأنامل نساء موزوبوتاميا، وفكرهم يسعى لإعادة المرأة إلى النظام العبودي ومستقبل سوريا هو ما تصنعه النساء في إقليم شمال وشرق سوريا بنموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي يجب أن يكون قاعدة لها في بناء مكانتها في سوريا الجديدة”.
إدارة المرأة في سوريا يجب أن تكون بنسبة 50 بالمئة
كما ترى فوزة: “إن إدارة هيئة تحرير الشام في دمشق ترغب في كتابة تاريخ بدون النساء وإعادتنا إلى العصور القديمة وهذا خطر وتهديد على ثورة المرأة والحقوق التي اكتسبناها اليوم وإنهاء لمستقبل النساء والفتيات في مدن سوريا كافة، وفرض نموذج أفغانستان علينا ففي أفغانستان تم وضع النساء في أقفاص باسم الدين، وهذه الأفعال بعيدة عن الدين ففي الإسلام هناك العديد من النساء اللواتي كن مؤثرات في التاريخ والإسلام”.
واختتمت عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي “فوزة يوسف” حديثها: “تسعى إدارة هيئة تحرير الشام بشكل ممنهج ومنظم لتهميش دور النساء عن خريطة سوريا الجديدة ونرغب أن تعلم هذه الإدارة أننا لن نسمح ببناء سوريا بعيداً عن النساء، ولن نسمح بإنشاء إدارة سوريّة جديدة دون نساء، ومن الضروري أن نتواجد في المؤتمر الحواري الوطني السوري بنسبة كبيرة، وتواجدنا في الدستور السوري وإدارة سوريا يجب أن يكون بنسبة 50 بالمئة، فكما كان لنا الحق في المشاركة في ساحات النضال والسجون والكدح والجهد والتضحيات، فلنا الحق في أن ننضم إلى سوريا الجديدة”.
الأفعال الأخيرة تدمير آخر لحضارتنا ووجودنا
وتحدثت ناطقة الاتحاد النسائي السرياني “جورجيت برصوم” عن حضارة الآشور السريان الذين تعرضوا لمجازر وإبادة جماعية، وعاشوا التهميش والشتات والاضطهاد والقتل والتهجير من أرضهم ووطنهم ومُنِعوا من الحديث بلغتهم، وأكدت أن: “هذه الأفعال نتيجة الأنظمة الديكتاتورية وضعف تنظيم النساء السريانيات، وإن إلغاء أسماء الآلهة مثل إنانا وشامينان التي قادت المملكة الآشورية لخمس سنوات وزنوبيا والعديد من الفنانات كأورنينا وغيرها يعدُّ تدمير آخر لحضارتنا ووجودنا”.
كما أشارت إلى الأفعال التي قامت بها إدارة هيئة تحرير الشام من أفعال بحق الشعب السرياني، من تحطيم للكنائس والرموز الدينية.
ونوهت إلى: “في عام 2011 وجد الشعب السرياني في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا ثورة تبحث عن الحقوق المضطهدة وشارك فيها، والمرأة كانت قادرة على إيصال قضيتها وقضية جميع الشعوب، وتمثل بنضالها مكانة المرأة وحقوقها في العالم وليس الشرق الأوسط فقط”.