جل آغا/ أمل محمد – أوضحت والدة الشهيدة هفرين خلف “سعاد محمد” إن المرحلة الحاسمة التي تمرُّ بها المنطقة تحتاج لتعاون وتكاتف أبناء المنطقة للوصول في النهاية لأهداف الثورة، مشيرةً إلى أن حلم الشهيدة هفرين خلف ومساعيها للوصول لسوريا حرة واحدة بات قريباً.
شغلت الشهيدة “هفرين خلف” منصب الأمين العام لحزب سوريا المستقبل، وقد تم اغتيالها مع سائقها الشخصي في 12 تشرين الأول من عام 2019 على يد المرتزقة الإرهابية التابعة للاحتلال التركي، كانت تعمل هفرين خلف ومن خلال منصبها على تقريب وجهات النظر بين الشعب الكردي والعمل لتحقيق الحوار السوري ـ السوري لأنها كانت تجد في ذلك حلاً لقضايا المنطقة ككل، وكانت تؤكد على أن سوريا للشعب السوري بمختلف شعوبه ولا يحق لأحد التدخّل في الشأن السوري غير الشعب السوري.
هدفها تحقيق أخوّة الشعوب
تحدثت والدة الشهيدة هفرين خلف “سعاد محمد” لصحيفتنا “روناهي” بالقول: “عندما ترأست هفرين منصب الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هدفت إلى تحقيق أخوّة الشعوب، والتأكيد على أن سوريا للعرب والكرد والمسيحية والتركمان والإيزيدية، ناضلت لتحقيق الأخوة والقضاء على الطائفية والعنصرية، اليوم وبعد سقوط نظام البعثي أنا متأكدة بأن هفرين خلف كانت ستكون سعيدة من جهة ومن جهة أخرى كانت ستضاعف من جهودها لتحقيق المساواة وأن الوطن للجميع”.
وتابعت: “عملت هفرين على أخوّة العرب والكرد، بلادنا مزيج من الأعراق والأديان، يجب على النظام القادم النظر إلى هذه النقطة، ووضع الدستور الجديد على هذا الأساس، وعدم التحيّز لعرق أو شعب أو فئة معينة كما عمل النظام البعثي، لبناء سوريا حرة بلا عنصرية وطائفية يجب التأكيد على أن الوطن للجميع، على هذا المبدأ كانت تعمل هفرين، وكانت تسعى للوحدة بين الشعب السوري”.
سوريا للشعب وليست ملك لأحد هكذا استرسلت الأم سعاد حديثها: “المساواة والأخوة والعدل لبناء سوريا جديدة قائم على الحرية، من يستلم السلطة لا يهم من أي عرق أو دين سيكون ما هو مهم هو وحدة الصف السوري والمساواة، على السلطة القادمة النظر لما مرت به سوريا خلال الأعوام السابقة، والتي تخطت العقد من الزمن، النظر لتضحيات الشعب ومعاناته”.
التكاتف والتعاون…
وعن القضية الكردية والشعب الكردي في المنطقة زادت: “لم ولن نطالب بتقسيم سوريا، وهفرين خلف طالما أكدت على هذا الشيء، هدفنا الوحدة والتكاتف والتعاون، لقد قدمت مناطقنا أكثر من 13 ألف شهيد بين كردي وعربي ومسيحي، نطالب بعدم تخطي إنجازات هؤلاء الأبطال فلقد حموا المنطقة خلال هذه الأعوام من كل عدو يسعى للنيل من أرضنا، من حقنا التحدث بلغتنا والافتخار بثقافنا نطالب بأن نعيش بحرية في بلادنا. يجب أن يكون هناك ممثلين عن الكرد في السلطة والنظام القادم وليس فقط الكرد وحتى الدروز والتركمان والعلوية لتشكيل حكم فُسيفسائي يُرضي كافة الأطراف ولتحقيق المساواة: “علينا أن نكون يداً واحدة، ونمشي خطوة بخطوة مع بعضنا البعض لتحقيق أهدافنا، كانت هفرين دائماً ما تقوم بزيارات وتسافر للمناطق التي فيها الشعب العربي والمسيحي وتتغيب عن المنزل لفترات قصيرة كنتُ كأم أخشى أن يحصل مكروه لابنتي، ولكن دائماً ما كانت تخبرني بقولها: لن يحصل لي مكروه فنحن أخوة على هذه الأرض، أتمنى أن يرى الجميع سوريا كما كانت تراها هفرين كانت تراها وطن يحتضن الجميع”.
وتابعت: “يجب أن نكون مواطنين على أرضنا لقد ذهب الوقت الذي كنا فيه أجانب في وطننا. عملت هفرين على الحوار السوري ـ السوري، واليوم أتمنى أن يكون الكرد صوتاً واحداً ويد واحدة وأن يكملوا الطريق الذي سلكته هفرين ويشكلوا وفداً للقاء مع أبو محمد الجولاني للتأكيد على حقوقنا والتطرق للمواضيع التي تهم القضية الكردية، في هذا الوفد يجب أن يكون الكرد فيه جسد واحد ومطلب واحد لترى إدارة هيئة تحرير الشام تكاتفنا وتعاوننا وتأخذ ذلك بعين الاعتبار، هذا كان حلم هفرين ومن أجل ذلك ارتقت شهيدة، علينا أن نحترم دماء شهدائنا وتضحياتهم من أجل هذه اللحظة”.
وعن لقاء قاتل “هفرين خلف” المدعو حاتم أبو شقرا بقائد القوات العسكرية أبو محمد الجولاني حدثتنا سعاد: “من خان مرة سيخون مرات ومن قتل سيكرر ذلك دون خوف، لقاء أبو محمد الجولاني مع قاتل هفرين هو خيانة، قد تلجأ إدارة هيئة تحرير الشام لاستغلال هؤلاء المجرمين وترفع من مناصبهم لتحقيق مصالحهم وتستخدمهم كوسائل لتنفيذ مخططاتهم، هذا الاحتمال وارد، ولكن نأمل أن تكون سوريا الجديدة بيد الشرفاء الذين تهمهم مصلحة الوطن ولا يترأسها قتلة مثل قاتل هفرين، أنا على يقين بأني سأثأر لابنتي ولدماء الشهداء والوقت سيُثبِت ذلك، ولكن ما هو مهم اليوم هو الوحدة الكردية لتكون أرواح شهدائنا سعيدة في أضرحتهم”.
وفي ختام حديثها أكدت “سعاد محمد” والدة الشهيدة هفرين خلف الأمين العام لحزب سوريا المستقبل، أن الكرد سيحصلون على حقوقهم ويكون لهم شأن ودور هام في المنطقة بعد التضحيات والبطولات التي قدموها.