روناهي/ دير الزور ـ للحد من الفتنة المشتعلة في مقاطعة دير الزور، ولنشر الوعي حول الأحداث الجارية، أشار رئيس المؤسسة الدينية في مقاطعة دير الزور، إلى أن الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، ومواجهة العدو مسؤولية وواجب وطني.
شهدت مقاطعة دير الزور، عقب سقوط النظام البعثي، حالةً من عدم الاستقرار، زادت حدتها بسبب طبيعة المنطقة العشائرية المتنوعة ثقافياً، فهذا التنوع الذي يُفترض أن يكون مصدراً للثراء والغنى، أصبح هدفاً للمخططات الخارجية التي تسعى إلى استغلاله لإثارة الفتن والنزاعات.
هدف المحتل.. تحويل الخلافات البسيطة إلى صراعات معقدة
فالتدخل الخارجي بدوافع سياسية واقتصادية، يهدف إلى تحويل هذه الخلافات إلى صراعاتٍ مُعقّدةٍ يصعب حلّها، لإضعاف المنطقة وعرقلة أي مساعٍ نحو الاستقرار والتنمية، وتستغلّ هذه الجهات الفوارق العشائرية والاختلافات الثقافية، لتُثيرَ النزاعات، وتُزيدَ حدة التوتر، مما يُعقّد عملية بناء السلام والأمن في المقاطعة، فتجاوز هذه التحديات يتطلّبُ حكمةً سياسيةً، وتعاوناً مجتمعياً، وإدراكاً عميقاً لطبيعة المنطقة العشائرية، مع ضرورة العمل على تعزيز الروابط الاجتماعية والتفاهم بين مختلف الشعوب، لمواجهة محاولات إثارة الفتنة والحفاظ على الأمن والاستقرار، ومقاطعة دير الزور، بثرائها العشائري وثقافتها المتنوعة، تستحقُ أن تُبنى عليها مستقبلاً آمناً وواعداً، بعيداً عن الصراعات والحروب.
وفي سياق الأحداث المعقدة التي تشهدها سوريا، وبالأخص مقاطعة ديرالزور، يُبرز دور المساجد وخطب الجمعة كأدواتٍ بالغة الأهمية في نشر الوعي ووقف الفتن، ففي ظلّ التنوع العرقي والثقافي والديني الكبير في هذه المناطق، يُمكن أن تُسهم المساجد، بخطابٍ دينيٍّ حكيمٍ، في بناء جسورٍ من التفاهم والتعاون بين جميع المكونات المجتمعية، فكلمةُ الحقّ المُلقاةُ من منبرِ الجمعة، بإمكانها أن تُهدّئَ النفوسَ المتوترةَ، وأن تُخفّفَ حدة التوتر والخلافات، وأن تُوَجّهَ المجتمعَ نحوَ السلام والوئام.
فالتشديدُ على قيمِ الإسلام السمحة، كالتسامح والعدل والرحمة، يُسهم في بناءِ مجتمعٍ متماسكٍ، يُقاومُ الفتنَ ويُحافظُ على أمنهِ واستقراره، وفي خضمّ التحدياتِ الأمنية والسياسية، يُصبحُ دورُ المساجد في نشرِ الوعيِ بأهميةِ التكاتفِ والتعاون، وبخطورةِ الفتنِ وعواقبها، أكثرَ أهميةً من أي وقتٍ مضى، لذا، بإمكان الخطاب الديني أن يُنيرَ الطريقَ نحوَ حلولٍ سلميةٍ للنزاعات، ويُسهمَ في بناءِ مستقبلٍ أفضلَ لجميعِ أبناءِ المنطقة، فهو أداةٌ قويةٌ للتأثيرِ الإيجابي، وبناءِ مجتمعٍ يُعززُ قيمَ السلامِ والتآلفِ والتسامح
وفي حوار مع صحيفتنا “روناهي”، تحدث رئيس المؤسسة الدينية في مقاطعة دير الزور “عيد الذياب“، حول دورها في تعزيز اللحمة الوطنية، مؤكداً على أهميتها في تعزيز اللحمة الوطنية ونشر الوعي بخطورة الفتن الداخلية والخارجية التي تهدد سوريا.
وأوضح، أن المؤسسة قامت باتصالاتٍ واسعة مع خطباء المساجد، وحثتهم على تعزيز الترابط الوطني بين أفراد المجتمع، وتنبيههم إلى محاولات زرع الفتنة. ووفقًا لذلك، فقد كانت ردود الأفعال إيجابية، مع تعهدٍ من جانب خطباء المساجد بتحذير المُجتمع من هذه المحاولات.
الحفاظ على الأمن والاستقرار.. مسؤولية الأهالي
وشدد الذياب، أنه يقع على عاتق الأهالي واجبٌ مُهم في حماية سوريا من الفتن، سواءً كانت لأسباب سياسية أو شخصية. يُحذر التقرير من محاولاتٍ لزعزعة الاستقرار، مُؤكدًا على ضرورة اليقظة والحذر من أي محاولاتٍ لزرع الفتنة. ويُشير التقرير إلى وعي الشعب المُتزايد بهذه المخاطر.
وأكد، على أنه في ظلّ التهديدات الخارجية المتزايدة، سواءً من تركيا الفاشية أو إسرائيل، تكون مقاومة العدو، واجبا على كل مواطن سوري، مشدداً، على ضرورة استخدام الوسائل السلمية كافة، كالمفاوضات والسياسة، لتجنب سفك الدماء، مع الاستعداد للدفاع عند الضرورة.
المفاوضات السياسية.. طريقٌ نحو السلام
وأضاف الذياب، إنه من الضرورة إعطاء الأولوية للمفاوضات السياسية لتجنب المزيد من سفك الدماء، فيما دعا إلى دعم الجهود السلمية، والعمل على إيجاد حلولٍ سياسيةٍ تُجنب البلاد المزيد من الخسائر البشرية والمادية.
واختتم، رئيس المؤسسة الدينية في مقاطعة دير الزور “عيد الذياب”، بالتأكيد على أهمية التكاتف والتعاون بين الشعوب السورية، لبناء سوريا موحدة، وضرورة بناءٍ قويٍّ ومتينٍ يقوم على التلاحم والتآلف بين جميع الشعوب، مُحذّراً من خطورة الفشل في هذه المرحلة، فسوريا تقف عند مفترق الطرق، ونجاح هذه المرحلة مُصيريٌّ لمستقبلها.